رحم الله الشهيد السيد محمد صادق الصدر ، الذي أحيى صلاة الجمعة لدى الشيعة في العراق ، بعد فترة طويلة من الانقطاع ، وقد منح بذلك الشيعة قوة وعلماءهم قوة أكبر و قدرة أعظم على تحشيد الجماهير.
وحسنا فعل وكلاؤه الذين يلتزمون بشعار الوحدة الاسلامية ، بتبادل امامة الجماعة مع اخوتهم من أئمة الصلاة من أهل السنة ، حيث لم يخف الأثر البالغ للوحدة الاسلامية خاصة في هذه الظروف الخطيرة التي يمر بها العراق تحت الاحتلال.
ولا يخفى على أحد اننا نختاج في هذه الأيام الى تعزيز اواصر الوحدة مع الجميع ، ويمكن لأية خطوة حمقاء ان تتسبب في تعكير جو الوحدة واثارة الفتنة بسهولة ، و قد رأينا كيف اهتزت اواصر الوحدة عندما قام بعض المشايخ باحتلال بعض مساجد السنة باعتبار انها مساجد الله التي بناها النظام وهم أحق بها ، لولا مبادرة السيد السيستاني حفظه الله بتحريم هذه العمل و الدعوة للمحافظة على المساجد لأهلها. رغم ان المساجد لله ومن حق اي مسلم ان يصلي في اي مسجد ، كما ان من حق اي امام ان يقيم الجمعة و الجماعة في اي جامع لا يوجد فيه امام راتب. ولا توجد في الحقيقة مساجد شيعية او سنية وانما المساجد كلها لله. ولكن في الظروف الخاصة التي يمر بها العراق ووجود الحساسيات الطائفية ، فان من الأفضل المحافظة على المشاعر العامة وعدم مصادرة اي مسجد من اي طائفة.
ومن اجل تجاوز هذه الحساسيات اقترح على الاخوة أئمة الجمعة في العراق وخاصة من تيار الامام الصدر ان يواصلوا اقامة الصلوات و الجمعات المشتركة بين السنة و الشيعة ، و ذلك بالذهاب للصلاة خلف أئمة السنة و دعوتهم للصلاة خلف ائمة الشيعة ، او امامة الصلاة من قبل هذا الطرف او ذلك ، وكذلك دعوة جماهير المسلمين من الطائفتين للصلاة في جميع المساجد وازالة الفوارق الطائفية و كسر الحواجز النفسية المتراكمة ، و تعزير الوحدة الاسلامية كأفضل ما تكون.
وكذلك ادعو الأخوة من تيار الشهيد الصدر الذين دأبوا على اقامة صلوات الجمعة في المناطق الشيعية ، ان يبادروا لمشاركة العلماء و المراجع من سائر الخطوط ، الذين عادوا الى العراق حديثا ، او كانوا منذ القدم ولكنهم لم يكونوا يصلون الجمعة ويريدون أداءها اليوم ، ان يفسحوا لهم المجال لامامة الصلاة ، فان الكثير منهم يحتل مواقع دينية وعلمية وجماهيرية ، وقد يحاولون اقامة صلوات جماعة موازية ، مما قد يؤدي الى الاحتلاف و الاحتكاك فيما بينهم و بين تيار الشهيد الصدر. ومنعا لذلك وحتى لا تكون صلاة الجمعة في اي بلد حكرا على تيار واحد ، بل يشترك فيها الجميع من كل التيارات ، مما يؤهلها لعرض صورة قوية معبرة عن الوحدة الاسلامية الشعبية . وقد سمعت بأن الشهيد الصدر كان يحث أتباعه على الانتقال و التحرك وعدم الثبات في امامة بلد واحد لمدة طويلة ، اكثر من شهر واحد ، حتى يستفيد الجميع في كل البلدان من علم وثقافة أئمة الجمعة كلهم وتحدث حيوية كبيرة في صلوات الجمعة ولا تصبح حكرا على شخص معين. ومن هنا فان من الجيد ان تبادر ادارة الجمعة في خط الشهيد الصدر بدعوة المشايخ من التيارات الاخرى لإمامة الجمعات ، مما يعزز اصوار الوحدة بينها و بين تلك التيارات ويرسخ روح الوحدة الاسلامية بين صفوف الشعب ، ويحصل الجميع على أجر أكبر من الله تعالى.