المالكي يسعى إلى تحالفات في مجالس المحافظات من «دون فيتو على أحد» ... بان يرى مسافة شاسعة بين العراق والإستقراروواشنطن «سترغم» قادته على إنجاز الإصلاحات

بغداد، لندن الحياة - 07/02/09//

تعهد الأمين العام للأمم المتحدة، خلال زيارة مفاجئة لبغداد أمس، طرح طلب العراق رفع العقوبات المفروضة عليه أمام مجلس الأمن. وأشاد بالتقدم الذي تحقق وبالأجواء الهادئة التي صاحبت الانتخابات الأخيرة، لكنه قال: «ما زالت أمام هذه الدولة التي مزقتها الحرب مسافة واسعة عليها قطعها قبل أن تحقق الاستقرار الدائم».
إلى ذلك، طالب نائب الرئيس الأميركي جو بايدن القادة العراقيين بأن «ينهوا ترتيباتهم السياسية». وقال إن على إدارته «التزام التعهد الذي قطعته، بسحب قواتنا بشكل منطقي وأن تكون في الوقت ذاته أكثر تشدداً لإرغامهم (القادة) على إنجاز الإصلاحات».
على صعيد آخر، يسعى رئيس الوزراء نوري المالكي إلى عقد تحالفات مع الفائزين في الانتخابات في مختلف المحافظات، نافياً أن يكون لدى قائمة «إئتلاف القانون» التي يتزعمها «فيتو على أي قائمة». وقال إن «التحالفات في هذه المرحلة خطوة مهمة لدعم العمل الديموقراطي الانتخابي كونها ستكون مفتاحاً رئيساً لدعم صيغة القرارات المتخذة في مجالس المحافظات».
واجتمع بان خلال زيارة لبغداد، لم يعلن عنها مسبقاً، بالرئيس جلال طالباني في منزله. وقال: «أعتقد بأنكم قطعتم طريقاً طويلاً ولكن ما زالت أمامكم مسافة حتى تتمكنوا من التمتع بالحرية والأمن والرخاء بشكل حقيقي».
وأجرى بان أيضاً محادثات مع المالكي في المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد وقال: «أنا هنا لأقدم خالص تهاني الأمم المتحدة على كل الانجازات التي تم تحقيقها خلال هذه الانتخابات. مبروك لكل الشعب العراقي وللحكومة»، مستخدما الكلمة العربية للتهنئة.
وعن طلب العراق رفع العقوبات المفروضة عليه، قال ان «الامم المتحدة تراجع كل القرارات وأنا بدوري سأبحث الأمر مع مجلس الامن». وجدد التزام المنظمة الدولية حيال العراق، مشيراً الى ضرورة «تحسين علاقات بغداد مع دول الجوار». وأوضح: «سنواصل تقديم المساعدة من أجل ذلك وتعزيز الامن الوطني من خلال الدعم الاقليمي».
وفرضت الامم المتحدة عقوبات شاملة على العراق بعد غزوه الكويت في آب (اغسطس) 1990، رفع الكثير منها بعد عام 2003، لكن ما زال هناك حظر على السلاح، بالاضافة الى قيود على الأموال.
أما المالكي فأكد أن الانتخابات غيرت الخريطة السياسية في العراق. واضاف ان «التغيير كان جوهريا في بعض المناطق والاتجاه الذي شوهد في هذه الانتخابات هو دعم المسار القومي وليس الطائفي أو العرقي».
وأكد النائب عن كتلة «الائتلاف» الشيعية الرجل الثاني في «حزب الدعوة» علي الأديب لـ «الحياة» أن قائمة المالكي التي حققت أعلى النتائج وتصدرت تسع محافظات من أصل 14 محافظة ستفتح الباب أمام كل القوائم القريبة من نهجها للتحالف معها. وأشار إلى اعتماد معايير أساسية للتحالف على أساس مبدأ الكفاءة «ولن تلتزم القائمة اختيار المحافظ من الفائزين في حال عدم وجود شخص ملائم للمنصب، وستجلب شخصاً من خارج (دائرة) الفائزين في حال كان أكثر كفاءة».
من جهة أخرى، أعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستكون «أكثر تشدداً» مع الحكومة العراقية كي تقر اصلاحات سياسية. وقال، قبل توجهه الى ميونيخ (المانيا) حيث سيشارك في مؤتمر دولي حول الأمن، ان الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي في العراق أكدت تحقيق تقدم، لكن ما زال أمام بغداد الكثير. وأضاف ان القادة العراقيين «لم ينهوا حتى الآن إصلاحاتهم السياسية. وعلى إدارتنا الالتزام بتعهد سحب قواتنا بشكل منطقي كما قلنا»، وعليها ان تكون «اكثر تشددا بكثير لإرغامهم (القادة العراقيين) على التعاطي مع هذه المسائل» (إنجاز الإصلاح السياسي).