ملاحظات على موقع أفكار
سررنا كثيراً عندما سمعنا أن حزب الدعوة تبنى إفتتاح موقع جديد على الإنترنت أطلق عليه إسم موقع أفكار وتميز الموقع بمواقف وتحليلات من نوع آخر. وكان موقع أفكار في بداية إنطلاقته جريئاً في طرحه وغير تقليدي في تناوله للأمور التي تمس القضايا الشيعية في العراق.
هذا الدعم المباشر الذي تبناه حزب الدعوة لموقع أفكار وعلى وجه الخصوص الدعم المالي الذي تمثل بدفع ما يقارب ال 10 آلاف دولار لحد الآن إضافة إلى أن يكون الدكتور سليم الحسني رئيساً للتحرير أعطانا إحساساً طيباً بأن موقع أفكار سيكون له شأن آخر يختلف عن الكثير من المواقع التي تحفل بها الإنترنت.
لكن
خاب ظننا في هذا الموقع وخاصة في الآونة الأخيرة، ليس لأن أفكار تتناول القضايا بشكل جريئ، أو أن محرري أفكار يتعاملون مع الأحداث بمنهج تحليلي نقدي يمس بعض الأعصاب الحساسة، لأن هذه الأمور أمور ضرورية تخلق حركة ونشاطاً في المواقع المختلفة لإنتاج المواقف والخطط عند الشيعة.
خاب ظننا لأننا بدأنا نلاحظ أن موقع أفكار بدأ ينهج منهجاً يقترب كثيراً جداً مع الخط العلاوي في السياسة العراقية. وأصبحنا نلاحظ في الفترة السابقة للإستفتاء على الدستور وفي الفترة اللاحقة له تركيزاً من أفكار على أن يصدر خبر عن علاوي في كل يوم تقريباً، إضافة إلى نشر مقالات تمجد اياد علاوي تخلط السم بالعسل.
يستخدم موقع افكار أسلوب الإعلام الغير مباشر في توجيه القارئ. أسلوب عرض الخبر، وصياغته بطريقة تجعل القارئ يتقبل المعلومة على اساس أنها ليست من كتابة الموقع، جاعلةً القارئ يشعر أنها لمحللين أو منقولة من جهات إخبارية أخرى.
جعل موقع أفكار أياد علاوي حجر الزاوية في تحركه الإعلامي الموجه لتأهيل هذه الشخصية الجدلية في أذهان متابعي الموقع وخاصة من الشيعة الذين يتوقعون أنهم سيقرأون تحليلات وأخباراً هامة تخص وضعهم وطبيعة الوضع السياسي في العراق.
أياد علاوي يبرز بوجهه المبتسم كل يوم على هذا الموقع تقريباً. ومع الصورة المبتسمة يوضع خبر إما أن يكون إيجابياً في عرضه لعلاوي أو أن يكون سلبياً بشكل غير مباشر في عرضه للإسلاميين الآخرين الذين لا يتفاهمون مع علاوي.
العرض المبهرج لأياد علاوي على شكل أخبار مؤيدة له في ظاهرها يرافقها نشر مقالات لكتاب آخرين مؤيدة له يقود القارئ إلى أن يستنتج أن البديل الصحيح الذي يحل القضايا العالقة في العراق هو أياد علاوي وليس الإسلاميين الذين يصفهم الموقع بصفات مختلفة تقلل من أهميتهم أو كفاءتهم في إدارة الوضع السياسي في العراق.
الشيئ الأكثر غرابة وفي فورة الردود السلبية ورسائل الإعتراض التي كانت تتراكم عند هيئة التحرير في الموقع نشر الموقع قبل يومين عموداً كتبه غالب حسن الشابندر وقد ذيل الموضوع بأن غالب الشابندر هو المشرف الفكري على الموقع!
لقد تحول موقع أفكار الذي برز إلى الوجود بتمويل ودعم من حزب الدعوة الإسلامية إلى واجهة تدعو إلى العلمانية المبطنة بإسم الشيعة، وتحول مع شديد الأسف إلى قناة إعلانية فعّالة لاياد علاوي في الأوساط المثقفة الشيعية.
كما تحول موقع أفكار إلى أن يبث أفكار غالب الشابندر التي توصف في أغلبها أنها علمانية، التي تبرز عقدة هذا الرجل من كافة الحركات الإسلامية العراقية والذي يكشف التوجه الأخير لمساندة واضحة لأياد علاوي في هذه الظروف الحساسة والمصيرية. هل توجد علاقة بين عزت الشابندر أحد حلفاء أياد علاوي السياسيين وبين التوجه الأخير للموقع ؟
في هيئة التحرير هناك كتاب ليسوا على وفاق دائم مع حزب الدعوة أو الإسلاميين، وإشتهر البعض منهم بوصوليتهم وزئبقيتهم في سبيل مصالحهم.
هل هناك مكاسب مادية وسياسية يجنيها المحررون والمشرف الفكري للموقع من خلال تعاملهم بهذه الطريقة وإبرازهم شخصية علاوي بشكل يومي تقريباً؟
ولماذا يقوم حزب الدعوة بدعم إفتتاح موقع كي يتحول إلى قناة إعلامية لعدو الإسلاميين الكبير اياد علاوي في العراق؟
لقد تمت سرقة موقع أفكار منكم أيها السادة في حزب الدعوة
:e_blume02كَفَى بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً، وَبِحُسْنِ الْخُلُقِ نَعِيماً:e_blume02