كتابات - عباس الحسيناوي
يهوذا الاسخريوطي ، واحد من تلامذة السيد المسيح "ع " الاثنى عشر ، أمن به ، وتعلم على يديه ، واكل وشرب معه ، لكنه باعه في العشاء الأخير ، بثمن بخس ، دراهم معدودات .
لحق العار بالاسخريوطي وأصبح اسمه ملازما للخيانة والتنصل عن المبادئ ، شأنه بذلك شأن أبو رغال وغيره .
وما يجمع بين الاسخريوطي وأبو رغال إن كل واحد منهما خان قومه مرة واحدة ، كما تحدثنا كتب التاريخ .
غير إن عادل عبد المهدي تنقل في حقول التنصل عن المبادئ من خندق لأخر ، فمن شيوعي مقاوم ، إلى قومي بعثي ، ومن لبرالي غربي إلى إسلامي مؤمن بولاية الفقيه ، ومن معادي للشيطان الأكبر أمريكا إلى راكب في قطارها لاحتلال العراق ، ومن وحدوي عربي إلى مروج لفدرالية الجنوب وتمزيق العراق .
نقل عادل الاسخريوطي عندما كان وزيرا في حكومة الدكتور أياد علاوي أملاكا عامة إلى سيده عبد العزيز الحكيم ، ومن ابرز ما نقله بناية بلدية النجف ، التي سجلت طابو صرف باسم السيد عبد العزيز .
عادل عبد المهدي العدو اللدود لمقتدى الصدر ومن المشجعين على محاصرته في النجف 2004 ، وكذا لأحزاب الدعوة والفضيلة ، نراه يتحالف معهم في الائتلاف العراقي الموحد ، لكنه يضمر لهم العداء، وهم يبادلونه العداء نفسه .
زار السيد عبد المهدي الولايات المتحدة الأمريكية قبل مدة من الزمن ، وروج لفدرالية الجنوب ، لكنه لم يلق إذن صاغية ، غير انه نجح بتمهيد الأجواء لزيارة سيده عبد العزيز ، فإلى ماذا يهيئ ، وماذا يريد ؟
انه مهندس صفقة بين الكرد والمجلس الأعلى ، يتخلى فيها الأخير للكرد عن كركوك وأجزاء من الموصل وديالى وصلاح الدين ، مقابل تأييد الكرد لإقامة إقليم الجنوب .
عادل الاسخريوطي هذا زار ذي قار ، وذهب إلى منطقة " أبو هاون " حيث الأراضي السابقة لوالده السيد عبد المهدي المنتفكي رحمه الله ، وقرر بناء قصرا هناك تخليدا لوالده ، انه تقليد إقطاعي قديم ، وهو بهذا يقلد صدام حسين ، الذي جعل من العوجة أفضل من بغداد ، انه يريد جعل "أبو هاون " عوجة " الجنوب ، مبروك لأهل ذي قار هذا الإنجاز .
أين الاشتراكية والمبادئ التروتسكية أو القومية ، أو الإسلامية من هذه النزعة الإقطاعية ؟
هل سينقلب عادل الاسخريوطي على الائتلاف العراقي الموحد ؟ اجزم نعم ، ولكن بعد حين . والله المستعان .
[email protected]