أمير عشائر الدليم: ملف الصحوات انتهى


| نيرمين حامد |


أعرب الشيخ علي الحاتم السليمان، أمير عشائر الدليم وزعيم "الجبهة الوطنية لإنقاذ العراق" عن ثقته بالفوز في الانتخابات المقبلة، لكنه أبدى مخاوفا من قيام منافسه الرئيسي "الحزب الإسلامي" بما وصفه بـ "خروقات وتزوير" لكسب مقاعد في مجلس المحافظة. وأكد أمير عشائر الدليم انتهاء ملف "الصحوات" وتحول قادتها إلى العمل السياسي.
وكان السليمان قد أعلن عن تأسيس كيان سياسي مكون من أبناء عشائر محافظة الأنبار تحت اسم "الجبهة الوطنية لإنقاذ العراق"، وذلك لخوض الانتخابات، بعد أن تكفّلت الحكومة العراقية بضم عناصر مجالس الصحوات إلى القوات الحكومية.
"نقاش" أجرت حوارا مع السليمان عن استعدادات كتلته الانتخابية لخوض الانتخابات وملف دمج "الصحوات" في القوات النظامية وفيما يلي نص المقابلة:

ماهي استعدادات الجبهة لانتخابات مجالس المحافظات القادمة؟
السليمان: لقد اتخذنا كافة الاستعدادات لهذه الانتخابات وسندخلها بثقة عالية وبثقل عشائري قوي، وركزنا في تحالفاتنا على الوحدة الوطنية مبتعدين تماما عن أي تحالفات إسلامية او أخرى تحزبية اتى بها الاحتلال من الخارج أو تجانب قيمنا كعشائر ومسلمين، وثقة العراقيين كبيرة بوطنية هذه الجبهة التي وقفت بوجه الارهاب والطائفية.

من هي الاطراف التي ترشحها للفوز بمقاعد مجلس محافظة الأنبار؟
السليمان: بالطبع سيكون هناك تنافس .. والاطراف المرشحة للفوز هي التنظيمات العشائرية التي قاتلت القاعدة وهزمتها واخرجتها من الانبار وحفظت امن وسلامة الاهالي، اما "الحزب الاسلامي" الذي سيطر على الوظائف والمؤسسات بمساعدة القوات الاميركية والمجاميع الارهابية لن يكون له نفس الحظوظ بعد ان عرف المواطنون حقيقة هذا الحزب.

لكن ماذا عن مطالب المواطن الانباري البسيط الذي لا علاقة له بصراع الأحزاب، ماذا ستقدمون له في حال فوزكم؟
السليمان: لقد ظلم المواطن الانباري كثيرا، وهو لا يريد الشيء الكثير، ولايريد من هذه التكتلات السياسية والحزبية او التحالفات العشائرية الا مطالب بسيطة، وهي العيش بامان وتوفير فرص العمل، والنهوض بالواقع الخدمي والصحي المترديان في هذه المحافظة، خصوصا بعد ان سمعنا مرارا عن تخصيصات مالية لمحافظة الأنبار ولم نلحظ أي خدمات ولا أية مشاريع انجزت.. مجرد إعلام.. تعب المواطن الأنباري من سماعه. ثقتنا بالفوز تأتي من ثقة الأهالي بنا وبمجالس الصحوات التي وقفت بوجه المجاميع الإرهابية وأسمهت في عودة الأمن والاستقرار إلى محافظة الأنبار، وهي التي تمتلك القدرة مستقبلا على الحفاظ على هذا الأمن وتحقيق مطالب المواطنين.

كنتم قد عبرتم عن خشيتكم من حصول تزوير في الانتخابات القادمة، لماذا؟
السليمان: بالطبع هناك خوف من التزوير، بل وبالتاكيد سيكون هناك تزوير، فالكل يعلم كيف دخل الحزب الإسلامي محافظة الأنبار في الانتخابات السابقة، ولا شك أنه سيلجأ إلى أساليب ملتوية للحصول على مقاعد.

هل من الممكن أن توضح أكثر؟
السليمان: أساليب الحزب الإسلامي معروفة، فمنذ الآن بدأ الحزب الإسلامي المسيطر على مجلس المحافظة بتفعيل أنشطته في المحافظة والقيام بتوزيع أراض على المواطنين. عندما اتى هذا الحزب الى المحافظة سيطر على مقدرات وخيرات الأنبار واستولى على أراضيها، من خلال السرقات والممارسات الخاطئة للحزب، وباقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات بدأ الان بتوزيع هذه الاراضي على أصحابها الحقيقيين، وأيضا بدأ التغلغل بين أبناء الصحوات في محاولة لكسب اصواتهم وتاييدهم له في الانتخابات.

كيف بالإمكان أن تكون هناك مخاوف من التزوير، في حين أن قوات الصحوة لها ثقلها العشائري في المدينة وستكون موجودة في كل المراكز الانتخابية؟
السليمان: لا يوجد بعد الآن ما يسمى بالصحوة، لقد ضمت الحكومة ملف الصحوة كاملاً، وهي الان تعتبر قوات نظامية تعمل ضمن الحكومة العراقية، وتتلقى اوامرها من الحكومة فقط، وانقطعت صلتها بمكونات المحافظة. الآن في الانبار هناك كيانات سياسية تطالب الحكومة بتوفير الامن وضمان شفافية ونزاهة العملية الانتخابية.

اذن لم يعد هناك صحوة بعد الآن؟
السليمان: بالتأكيد لا، لا توجد كلمة صحوة بعد الان، فالصحوة حاليا عناصر انضوت تحت لواء الحكومة العراقية، وسيتم دمجهم في دوائر الدولة ضمن قوانين واليات مدروسة. الحكومة ثمنت وقدرت جهود هذه العناصر، وعبرت عن التزامها في أكثر من مناسبة بدمجهم في قواتها الأمنية. وتولت الحكومة ملف الصحوة بالكامل وبكافة عناصره، حيث وصل عدد المقاتلين فقط من محافظة الانبار الى ما يقارب الـ 30 الف عنصر، وفي مدينة بغداد 51 الف عنصر، وهذا عدد كبير لا يستهان به..

هل لديكم طموح للمشاركة في الحكومة مستقبلا في حال حققتم نصرا في الانتخابات المحلية؟
السليمان: لا توجد أي نية لترشيح وزراء مستقبلاً، أقدمنا سابقاً على ترشيح وزراء حينما انسحبت جبهة التوافق من الحكومة، وكان من الطبيعي أن نرشح قياديين لشغل الوزارات المعطلة، ولكن بعد ان عادت جبهة التوافق إلى الحكومة ليس هناك من رغبة لدينا في ترشيح وزراء.