الانتخابات في قناة الجزيرة: قتلى ومصابون وتفجيرات ولا مشاركة واسعة!!
ربما لم تسقط قناة الجزيرة من قبل كما سقطت في تغطيتها الفاضحة لانتخابات 30 كانون الثاني في العراق...
قد يقال أن الحكومة المؤقتة مسئولة عن ذلك لأنها منعت "الجزيرة" من التغطية، إلا أن هذا الأمر ورغم الاختلاف بشأنه لا يبرر هذا العمل... الانتقام على طريقة الأطفال، فهذه القناة تدعي الحيادية والنزاهة والمصداقية... وتتحدث الآن عن ميثاق شرف للإعلاميين العرب... ولا بد أن تترجم ذلك عملياً بدلاً من هذه المهزلة...
الغالبية العظمى لعناوين الأخبار يوم الانتخابات كانت تركز بشكل لافت على التفجيرات القليلة التي حدثت، وكأن الإرهابيين نجحوا في نسف كل المراكز الانتخابية ونجحوا في قتل كل من ذهب إللا الاقتراع...
ولم تشأ - إجمالاً - راعية الإرهاب الفضائية أن تذكر الحقيقة وتظهر صور العراقيين وهم يصوتون بكثافة في الانتخابات، بل دأبت دوماً على نقل صور الشوارع الخالية والمراكز شبه الخالية في بعض المناطق السنية...
فضيحة جلية للجزيرة... عندما تذهب للقنوات الفضائية الأخرى في عمومها تجد الحقيقة مختلفة جداً، وتجد تلك الفضائيات تنقل وعلى الهواء مباشرة حماسة العراقيين في التصويت وكثافة أعدادهم التي أذهلت كل المراقبين الدوليين، بينما استوديو الجزيرة ممعن في استقبال الضيوف البعثيين والمقاطعين بشكل أغلب...
واضح جداً أن الجزيرة ومن يقف خلفها هم ضد الانتخابات وهذا خلاف المصداقية والموضوعية في الطرح الإعلامي الذي يغلب رأياً على آخر، ويدفع باتجاه تأزيم الأمور وتعقيدها لا في اتجاه التهدئة والقبول بخيارات الشعوب...
ذلك بالطبع لا يعني أنني أدعو القناة إلى تغييب وجهة المقاطعين... كلا، ولا يعني تغييب أخبار الانفجارات.. فهذا أمر واقع وإن كان قليلاً، ولكن الحقيقة لها وجهان والرجل الأعور (الجزيرة) لم يرى منهما إلا الوجه الذي يريده ظلماً وجوراً في حق الشعب العراقي الكريم...
العراق حبّ لا تحده حدود العراق