النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رؤيه غربيه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    المشاركات
    160

    Post رؤيه غربيه

    ‏"لويس" ينظّر لإعادة استعمار العالم العربي من خلال غزو العراق

    الاستشراق في خدمة الإمبراطورية الأميركية
    يقول بول ولفوفيتز وزير الدفاع المساعد للولايات المتحدة: (لقد تمكن برنارد لويس - بشكل باهر - من ‏وضع علاقات وقضايا الشرق الأوسط في سياقها الأوسع, وبفكر موضوعي وأصيل ومستقل دومًا. لقد ‏علّمـ[نا] برنارد كيف نفهم التاريخ المعقد والمهم للشرق الأوسط ونستعمله لتحديد خطوتنا التالية لبناء عالم ‏أفضل لأجيال عدة) !
    لا شك أن ولفوفيتز وبقية صقور الإدارة الأميركية مدينون لهذا المؤرخ من جامعة برنستون ؛ إذ إن لويس, ‏الذي يبلغ 86 سنة, لم يقدم تبريرًا تاريخيًا لـ(الحرب على الإرهاب) فحسب, بل برز كالمنظّر الأيديولوجي ‏الرئيسي لإعادة استعمار العالم العربي من خلال غزو العراق.

    التدخل الأميركي .. لإقامة الديمقراطية !
    وقد أصبح كتاب لويس (ماذا كان الخطأ: التأثير الغربي والتجاوب الشرق أوسطي) بمثابة بيان للداعين إلى ‏التدخل الأميركي تحت شعار (إقامة الديموقراطية في الشرق الأوسط). فقد قدم تبرئة تامة للسياسة الأميركية ‏الإمبريالية ووفر أساسًا أخلاقيًّا لمبدأ جورج بوش في (الضربة الاستباقية) و(تغيير النظام) من خلال إعلانه أن ‏سكان الشرق الأوسط, أي العرب والإيرانيين, قد فشلوا في اللحاق بالحداثة وسقطوا في (دوامة متزايدة العمق ‏من الحقد والغضب).
    لكن دور هذا الرجل - الذي ابتكر قبل 12 سنة تعبير (صدام الحضارات) الذي تبناه صموئيل هنتنغتون لاحقًا ‏‏- يتجاوز كونه (المنظّر) و(المدافع عن الكولونيالية) ، كما وصفه إدوارد سعيد. فالواقع أنه, وفقًا لأقواله ‏والتقارير المنشورة عنه, ساهم في تسويغ وصياغة أشد سياسات الإدارة الحالية صقورية ودعمًا لإسرائيل ‏والعداء للفلسطينيين والاستعمال العدواني لقوة أميركا العسكرية في المنطقة.

    أولوية "الحرب على العراق"
    ولا يستمد لويس تأثيره من مقامه الأكاديمي وكتاباته الغزيرة عن الإسلام فحسب, بل إن التأثير في غالبيته ‏مرتبط بعلاقاته الطويلة مع مجموعة من المحافظين الجدد والصهاينة المتشددين الذين يحتلون مناصب رئيسية ‏في الإدارة, خصوصًا في البنتاغون. ويسعى هذا التحالف القوي الذي يقوده وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ‏ونائبه ولفوفيتز إلى أن يطبق سياسة تدعو إلى إزالة كل التهديدات أمام هيمنة أميركا على الشرق الأوسط ‏وبقية العالم.
    ويشكل (مشروع القرن الأميركي الجديد) الإطار لهذا التحالف, حيث وُجهت في شباط (فبراير) 2001 رسالة ‏إلى الرئيس بيل كلينتون تطالب باتخاذ عمل عسكري, من ضمنه القصف الجوي الإشباعي, لإطاحة النظام ‏العراقي. وكان من بين الموقعين - إضافة إلى برنارد لويس ورامسفيلد وولفوفيتز - شخصيات متشددة أخرى ‏تسلمت أهم المواقع في إدارة بوش, مثل وزير الدفاع المساعد دوغلاس فايث, واليوت أبرامز الذي تسلم ‏أخيرًا منصب المستشار الرئاسي الخاص لشؤون الشرق الأوسط, وزالماي خليل زاده ورئيس المجلس ‏الاستشاري للدفاع ريتشارد بيرل ووزير الخارجية المساعد ريتشارد بولتن.
    وقام رامسفيلد وولفوفيتز منذ دخولهما وزارة الدفاع بدعوة أصدقاء مثل لويس وعدد من المعلقين المتشددين ‏إلى المطالبة بشن الحرب على العراق, وتمكن لويس من ممارسة نفوذ في هذا الاتجاه يفوق ما لدى بعض ‏المسؤولين في الإدارة الذين لم يُستشاروا في هذا الشأن. وكان لويس, حسب صحيفة (يو أس أي توداي) ، ‏من المشاركين في اجتماع خاص للمجلس الاستشاري للدفاع في 19 أيلول (سبتمبر) 2001 تم تحديد موعده ‏قبل هجمات 11 / 9, وحضره أيضا صديق لويس أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي. وتجمع ‏التقارير على أن لقاءات لويس مع الرئيس بوش, وأيضا على وجه الخصوص العشاء مع نائب الرئيس ‏ريتشارد تشيني في مقره السري بعد هجمات 11 / 9, لعبت دورا حاسما في إقناعهما بموقف ولفوفيتز ‏الداعي إلى تغيير الأولويات والتركيز على الحرب على العراق.

    إزالة الخطر العربي على إسرائيل !
    وحاجج لويس في هذه الاجتماعات المهمة, والأخرى الكثيرة التي تلتها, بأن هجمات 11 / 9 برهنت على ‏الخطر على الغرب في حال حصول (الإرهابيين الإسلاميين) على أسلحة الدمار الشامل من العراق أو سورية ‏أو إيران. وركز في نداءاته إلى الإدارة ، وفي عدد من المقالات على أنه لا يمكن للولايات المتحدة إظهار ‏الضعف تجاه العرب والمسلمين. وقال مسؤول أميركي لمجلة (نيويوركر) في نيسان (أبريل) الماضي : إن ‏لويس صرف المخاوف من إثارة غضب الشارع العربي بالقول: (لا شيء مهماً في ذلك الجزء من العالم سوى ‏الإرادة الحازمة والقوة).
    ويذكر لويس أحيانا كثيرة الانسحاب الإسرائيلي من لبنان, وينتقده لأنه كان (أبكر من اللازم), ويعتبر أنه كان ‏‏(مؤشرا على الضعف) ودفع الفلسطينيين إلى إطلاق الانتفاضة الثانية اقتداء بحزب الله اللبناني.
    لكن الخدمة الأثمن التي يقدمها لويس للوبي المتشدد هي توصيفه العام للعلاقة بين المسلمين والغرب. فهو ‏يرى أن شكاوى العرب والمسلمين من الغرب تفتقر في مجملها إلى أساس, وهي لا تتجاوز أن تكون محاولة ‏يائسة من مجتمعات فاشلة لتحميل قوى خارجية, خصوصًا الولايات المتحدة وإسرائيل, مسؤولية التعاسة التي ‏صنعتها لنفسها. إضافة إلى ذلك يقدم لويس (غطاء علميًا لنشاط اللوبي الداعي علنا إلى إعادة صياغة ‏الخريطة الإقليمية) في شكل يؤدي إلى (إزالة الخطر العربي على إسرائيل).

    موت وتفكك العالم العربي !
    ويعتبر لويس أن تركيا وإسرائيل هما الدولتان الناجحتان الوحيدتان في المنطقة, وقد أعلن منذ حرب الخليج ‏موت وتفكك العالم العربي. وكتب في مجلة (فورين أفيرز) في 1992: (غالبية دول الشرق الأوسط... ‏مصطنعة وحديثة التكوين وهي مكشوفة لعملية كهذه. وإذا تم إضعاف السلطة المركزية إلى الحد الكافي فليس ‏هناك مجتمع مدني حقيقي يضمن تماسك الكيان السياسي, ولا شعور حقيقيًا بالهوية الوطنية المشتركة ، أو ‏ولاء جارفًا للدولة - الأمة. وفي هذه الحال تتفكك الدولة - مثلما حصل في لبنان - إلى فوضى من الطوائف ‏والقبائل والمناطق والأحزاب المتصارعة).

    التعصب الديني اللاعقلاني !
    وقد أبرز لويس مرارا صعود الحركات الاسلامية وتراجع التيارين القومي والاشتراكي دليلا على أن الردود ‏العربية والإسلامية على الهيمنة الغربية - من المقاومة الفلسطينية إلى الخطاب الفكري المعادي للامبريالية - ‏مغرقة في التعصب الديني اللاعقلاني.
    من هنا يبدو لويس مرتاحًا لبروز أسامة بن لادن, وقد وصفه بأنه ذلك الصوت الشاعري البليغ المعبر عن ‏الغضب الإسلامي. أي أن ابن لادن يبرهن, ولو جزئيًا, على صحة نظرية لويس التي تغفل أو تهمّش القوى ‏الديموقراطية المناهضة للسيطرة الغربية على المنطقة.

    العالم العربي كما يراه "لويس"
    ويرسم لويس صورة للعالم يتقبلها الكثيرون من المعلقين تقصر العداء لمخططات الولايات المتحدة في إجراء ‏تغيير جذري في المنطقة على الطغاة والمتعصبين, فيما ترى أن (الديموقراطيين الحقيقيين) - مثل بعض ‏رموز المعارضة العراقية - ينتظرون بفارغ الصــــبر التحريــــر على يد الولايــــات ‏المتحـــدة.
    وفي مؤتمر بعنوان (اليوم التالي: التخطيط لعراق ما بعد صدام) نظّمه معهد (أميركان انتربرايز) اليميني في 3 ‏تشرين الأول (اكتوبر) 2002 مفتتحًا به سلسلة من الندوات عن الموضوع, طرح لويس نظريته القائلة بأن ‏معارضة التدخل العســــكري الأميركـــي يعنـــي رفض الديموقراطيـــة في المنطقــــة !!
    واعتبر أن غزو العراق يمثل (حملة للديموقراطية) تثير موقفين مختلفين من قبل الأميركيين: (الأول يمكن ‏إيجازه بهذا الشكل: العرب عاجزون عن إقامة الحكم الديموقراطي. العرب مختلفون عنّا, وعلينا أن نكون, ‏بمعنى من المعاني, أكثر معقولية في ما نتوقعه منهم وما يتوقعونه منا. ومهما فعلنا فإن تلك الدول ستبقى ‏تحت سلطة طغاة فاسدين. ولذا فإن هدف سياستنا الخارجية يجب أن يكون ضمان أن يكونوا طغاة أصدقاء ‏وليس معادين).
    ويضيف: (الموقف الآخر يختلف إلى حد ما. فهو يبدأ من النقطة نفسها تقريبا, وهي أن البلاد العربية ليست ‏ديموقراطية ، وأن إقامة الديموقراطية في المجتمعات العربية ستكون مهمة صعبة. لكن العرب قابلون للتعلم ‏ومن الممكن أن يتوصلوا إلى الديموقراطية, شرط أن نرعاهم ونطلقهم بالتدرج على طريقنا هذا - أم هل عليّ ‏القول: على طريقهم هم).
    ويستخلص: (هذا الموقف يعرف بـ(الإمبريالية). وهو نهج استعملته الإمبراطوريتان البريطانية والفرنسية في ‏بعض مناطق الانتداب والمستعمرات, ما أدى إلى خلق حكومات على صورة حكوماتهما. فقد أقام البريطانيون ‏في العراق وسورية وغيرهما ملكيات دستورية, فيما أقام الفرنسيون أنظمة جمهورية مفتقرة إلى الاستقرار. ‏ولم تبرهن هذه الأنظمة على نجاح كبير, لكن الأمل يبقى).
    المعروف عن لويس أنه خدم الدولة البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية. وهو لا يكتفي بالحنين إلى تلك ‏الأيام ، بل يقدم خدماته بحماس للإمبراطورية الأميركية الجديدة آملاً في أنها ستواصل المسيرة التي تخلى ‏عنها البريطانيون والفرنسيون.
    ــــــــ
    ‏* كاتبة فلسطينية.
    والمقال عن الحياة اللندنية (29/12/2002 )‏

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    احسنت اخي الحلي على هذا الموضوع. وانها دعوة لقراءة كتاب لويس الذي ترجم حديثا الى العربية للوقوف على المنظومة الفكرية الموجهة للعقلية الاميركية والغربية في هذا القرن وبخاصة تجاه العرب والمسلمين.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني