ما الذي يحملونه بعد الآن فكل ما في جعبتهم من قتل وتشريد وتهجير و تفخيخ قد فعلوه ولم يغير شيئا في الواقع العراقي بل على العكس لقد فقدوا كل ما بأيديهم من أوراق. هم الآن ممكن وصفهم بالمهزومين والمهزوم لا يجد غير الصراخ.
أتذكر كلمة قد قلتها أستاذ نصير المهدي وهي أن الشيعة منذ قرون وهم يلطمون ولكن الأن وفي الأزمة العراقية ظهر أن السنة يعرفون اللطم أكثر من الشيعة.
في البداية كان عنوان التمرد السني هو العودة إلى السلطة وأن العراق لا يحكمه غير السنة أما الآن فعنوان التمرد هو الحفاظ على سنية بغداد وفي المرحلة القادمة هو الحفاظ على وجود السنة في العراق. سبب هذه المصائب المتتالية على السنة هي أنهم لم يقبلوا بعد بالواقع العراق الجديد ولم يقبلوا بعد بكونهم أقلية صغيرة جدا وأن الأقلية مهما فعلت فلن تغيرمجرى تاريخ بلد كبير وعظيم كالعراق.
نتمنى ان يعي عقلاء اخوتنا أهل السنة في العراق لهذه المأساة فهم لم يحرروا العراق بل على العكس لقد أستفادت إيران منهم ومن الفوضى التي خلقوها لأنفسهم وللأمريكان و استفاد الشيعة من كل ما فعلتموه (بإستثناء القتل المذهبي) فقد اصبح السني مرادفا للإرهاب العالمي (لا أقصد بالإرهاب الإرهابي المعرف إسرائيليا أو امريكيا بل الإرهاب الحقيقي مثل قتل الأطفال والأبرياء) وأصبحت القاعدة الممثل الرسمي لأهل السنة وهذه أم المصائب أن تكون جهة عالمية إرهابية تمثل طائفة كاملة في العراق.
العرب لن ينفعوكم في شيء فهم الذين جلبوا الإحتلال وساعدوا في إسقاط نظامكم. الإحتلال قد انطلق من أراضي سنية صافية مثل قطر والكويت والسعودية والأردن ومصر والبحرين ولم ينطق شيخ سني واحد ضد الغزو. أعتقد بأن هذه الحقيقة تكفي لفهم طبيعة الوضع الامريكي العربي.
قال الإمام علي عليه السلام " أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ."