مبروك .. العراق يتأهل الى نهائيات آسيا بكرة القدم
طارق الحارس
tariqalharis@hotmail.com
تمكن لاعبو المنتخب العراقي بكرة القدم ، بالرغم من الظروف القاهرة التي يمر بها العراق عموما والرياضة العراقية خصوصا ، من زرع فرحة كبيرة في قلوب العراقيين بكافة طوائفهم وقومياتهم وأديانهم وذلك بعد أن تمكن من التأهل الى نهائيات بطولة آسيا المقرر اقامتها العام المقبل بعد الفوز الكبير الذي حققه على نظيره السنغافوري بأربعة أهداف مقابل هدفين في المباراة التي جرت على ملعب العين في دولة الامارات وانتهى شوطها الأول بالتعادل بهدف واحد لكل منهما . سجل أهداف المنتخب العراقي يونس محمود ( هدفين ) ومهدي كريم وهوار الملا محمد .
قدم المنتخب العراقي واحدة من أجمل عروضه خلال هذه التصفيات وتمكن من رد اعتباره أمام المنتخب السنغافوري الذي كان قد تغلب على منتخبنا بهدفين مقابل لاشيء في أول مباريات هذه التصفيات وكان بامكانه تسجيل أكثر عدد من الأهداف لولا سوء الطالع الذي لازم يونس محمود ونشأت أكرم وعماد محمد وهوار الملا محمد ومهدي كريم ، لاسيما خلال الشوط الأول الذي ضاعت فيه العديد من الفرص المحققة .
بدأ المنتخب العراقي بخطة هجومية بغية تحقيق هدف سريع ، لكنه تفاجأ بالهدف المباغت الذي سجله المنتخب السنغافوري في الدقيقة التاسعة من بداية المباراة ، ذلك الهدف الذي جاء مغايرا تماما لمجريات الدقائق التي سبقته التي كان فيها المنتخب العراقي مسيطرا على الموقف .
هذا الهدف دفع لاعبو المنتخب العراقي الى زيادة اصرارهم على تسجيل هدف لمعادلة النتيجة ومن ثم تحقيق هدف التقدم واستمرت سيطرتهم على الملعب بكامله الى أن جاء هدف التعادل الذي سجله يونس محمود بعد أن راوغ مجموعة من مدافعي المنتخب السنغافوري وكان يونس نفسه قد أضاع هدفا محققا قبل تسجيل هذا الهدف لينتهي الشوط الأول بالتعادل بهدف واحد لكل منهما .
ومثلما كان مخططا من قبل الكادر التدريبي للمنتخب العراقي بقيادة أكرم سلمان فقد بدأ الفريق العراقي بخطة هجومية منذ بداية الشوط الثاني من خلال الانتشار السريع والانتقال بالكرة في أسرع وقت الى أرض الفريق السنغافوري وتنوع اللعب الهجومي ، إذ مرة يشن هجمة من جهة اليمين يقودها المبدع مهدي كريم ومرة أخرى هجمة من جهة اليسار يقودها الفنان هوار الملا محمد وأخرى من وسط الملعب يقودها العائد الى صفوف المنتخب نشأت أكرم لتصل جميعها الى أقدام المهاجم الكبير يونس محمود الذي ترجم منها هدفه الشخصي الثاني وكان قبله قد سجل مهدي كريم هدفا رائعا وبمجهود فردي أيضا ، أما هوار فكانت له الكلمة الأخيرة التي انهت المباراة حينما سجل الهدف الرابع في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع .
مبروك للعراق والعراقيين هذا الانجاز الكبير الذي حققه أبناء العراق البررة هؤلاء الذين يمثلون طوائف العراق جميعها فهذا هوارالملا محمد من أربيل وذاك صالح سدير من النجف ومحمد ناصر من االبصرة ويونس محمود من كركوك وأحمد كاظم ونشأت أكرم ونور صبري من الحبيبة بغداد .
لقد حقق هؤلاء الأبطال هذا الانجاز الكبير الذي من خلاله سيرفع علم العراق عاليا في نهائيات بطولة آسيا بالرغم من الظروف القاهرة التي يمر بها أهلهم بالعراق ، ظروف الموت المجاني ، وبالرغم من الظروف القاهرة التي تمر بها الرياضة بالعراق في ظل الاختطاف والقتل الذي يتعرض له الرياضيون ، وبالرغم من ضعف الاستعداد ، وبالرغم من ضعف الدعم والرعاية والاهتمام المقدم لهم من قبل الحكومة العراقية .
شكرا للكادر التدريبي الذي يقوده المدرب القدير أكرم سلمان ويساعده المدرب رحيم حميد ومدرب حراس المرمى جلال عبد الرحمن .. وشكرا للاعبين الأبطال الذي قدموا جهدا كبيرا خلال هذه المباراة والمباريات السابقة وشكرا لكل من ساهم في تحقيق هذا الانجاز .