تقارير استخباراتية أميركية: الميليشيات الشيعية أرغمت تنظيم القاعدة على تغيير تكتيكاته في بغداد
صور لأطفال عوائل مهجرة ولمسلحين من القاعدة ولميليشيا المهدي
18/03/2007 17:23 (توقيت غرينتش)
كشفت مصادر إستخباراتية أميركية عن إمتلاكها لمعلومات تشير الى أن تنظيم القاعدة غيّر تكتيكاته بعد تلقي عناصره ضربات موجعة على يد الميليشيات الشيعية في بغداد، أجبرتهم على الإنسحاب الى أطراف العاصمة وإعتمادهم سياسية تفجير السيارات في المناطق الشيعية لتهجيرهم من مناطق العاصمة الغربية.
وأكد تحقيق للكاتب الاميركي البارز مايكل غوردن نشرته الأحد صحيفة نيويورك تايمز أن مسلحين سنة يسعون من أجل إفشال خطة أمن بغداد بعدما كان يُعتقد أن عناصر الميلشيات الشيعية المسلحة ستعمل على إحباط هذه الخطة.
وأشار التقرير الى أنه عندما أعلن الرئيس بوش مطلع العام الجاري خططه الرامية إلى تعزيز الوجود العسكري الأميركي في بغداد، كانت الميليشيات الشيعية تعتبر في حينها القلق الأكبر إذ توقع محللون كـُثر وقوع إشتباكات دامية لا مفرّ منها مع عناصر هذه الميليشيات في مدينة الصدر.
لكن الأسابيع القليلة الأولى لعملية فرض القانون شهدت، بدلا عن ذلك، هجمات دامية ومميتة نفذها متشددون سنة وخاصة عناصر شبكة القاعدة في بلاد الرافدين ماجعلهم الخطر الأكبر على الخطة.
ولفت تحقيق صحيفة نيويورك تايمز إلى معلومات سبق العثور عليها بعد إلقاء القبض على قيادي بارز في شبكة القاعدة تفيد بأن إشعال حرب طائفية في بغداد يشكل أولوية ضرورية في اهتمامات هذه الشبكة.
وتنقل الصحيفة عن محللين من الاستخبارات الأميركية قولهم إن استراتيجية القاعدة في بغداد شهدت عددا من التغييرات، وإن غالبية عناصر هذا التنظيم هم عراقيون، ولفتوا الى ان عددا من قياديي التنظيم هم من الأجانب، وبينهم أبو أيوب المصري، الذي تسلم قيادة الشبكة في العراق خلفا لابو مصعب الزرقاوي الذي قتل العام الماضي في بلدة هبهب قرب بعقوبة.
واضاف تقرير الصحيفة الأميركية إلى أن قادة هذا التنظيم وجدوا في صيف وخريف العام الماضي فرصة لتصعيد عملياتهم المسلحة ضد الميليشيات الشيعية وعناصر أجهزة الأمن العراقية فضلا عن القوات الأميركية في بغداد.
وبحسب الصحيفة فإن هذه المعلومات الاستراتيجية تم الحصول عليها من جهاز كمبيوتر نقال كان بحوزة مستشارٍ للمصري قتل على يد القوات الأميركية أواخر شهر كانون الأول ديسمبر الماضي.
وبحسب الصحيفة أيضا، فإن هذا المستشار الذي يستخدم عددا من الأسماء المستعارة من بينها " أبو حسن " سبق أن اعتقل مطلع عام 2005 وتم الإفراج عنه خطأً لعدم وضوح دوره في شبكة القاعدة في بلاد الرافدين في ذلك الوقت.
واكدت الوثائق التي تم الحصول عليها من تنظيم القاعدة أن الاستراتيجية المبدئية لهذه الشبكة تتمثل، كما تقول الصحيفة الأميركية، في تهجير الشيعة من مناطق غرب بغداد، وكجزء من جهود إشعال الحرب الطائفية فإن هذه الاستراتيجية تشمل أيضا مهاجمة مناطق الشيعة في المحافظات القريبة وخاصة جنوب محافظة صلاح الدين وغرب ديالى وشرق الأنبار، وهي هجمات يعتقد قادة القاعدة في بلاد الرافدين أنها ستضع القوات الأميركية والعراقية في حالة دفاعية.
لكن الميليشيات الشيعية، وخاصة عناصر جيش المهدي، ردت على تلك الهجمات بقوة، وأجبرت المسلـّحين السنّة على التقهقر.
ولاحظ تقرير للبنتاغون صدر في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي أن جيش المهدي تعاظم دوره في بغداد، وبات أهم جماعة مثيرة للعنف الطائفي.
وبدلا من أن تنسحب القوات الأميركية من بغداد كما كان يأمل المسلحون السنة بدأت تلك القوات تحضيراتها لتعزيز وجودها هناك.
وأشارت بعض الوثائق التي استحوذت عليها القوات الأميركية إلى أن جماعة القاعدة أصيبت بالإحباط بسبب النجاحات التي حققها المسلحون الشيعة، وكانت تعاني من نقصٍ في الأسلحة وضعفٍ في تنظيمها.
وبناء على هذا كله قررت الجماعة تغيير تكتيكاتها فبدأت تعتمد على المناطق السنية الموزعة في ضواحي بغداد التي يرابط فيها قياديو الجماعة وباتوا يديرون منها قواعدهم العاملة وسط بغداد.
وانطلاقا من هذه الأوكار بدأت القاعدة بعمليات تفخيخ للسيارات وتهريبها إلى وسط بغداد لقتل أكبر عدد ممكن من الشيعة أملا في إندلاع حرب طائفية.
وبحسب عسكريين أميركيين فإن عناصر القاعدة كانوا يعملون على مهاجمة خطوط إمداد القوات الأميركية والميليشيات الشيعية، لكنهم يعمدون الى التفرق والاختباء عند مواجهة قوة أميركية قتالية.
ونقلت الصحيفة عن الكولونيل جي بي بيرتن قائد الكتيبة القتالية الثانية في فرقة المشاة الأولى قوله للمراسلين يوم الجمعة إن المتشددين السنة يستفيدون الان من قرار بعض الميلشيات الشيعية تخفيف تحركاتها في بغداد، في تكثيف هجماتهم بالسيارات المفخخة على تجمعات شيعية.
وخلال مؤتمره الصحافي الذي عقده الأسبوع الماضي، أشار الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية في العراق إلى هذه المشكلة، لافتا إلى إكتشاف ورشتيْ تفخيخ أخيرا في منطقة سلمان باك جنوب شرقي بغداد والكرمة شمال غربي بغداد.
وشدد بتريوس على أن الجهد منصب الآن على ضبط الوضع في بغداد، وهو أمر لا يتحقق إلا بالتركيز أيضا على الحزام المحيط بهذه المدينة.