|
-
الخطبة الحادية والعشرون السيد الشهيد
الجمعة الحادية والعشرون 12 جمادي الاولى1419
الخطبة الاولى
لاجل حب القرآن، وطاعة القرآن، الصلاة على محمد وال محمد : (اللهم صل على محمد وال محمد).
لاجل حب الزهراء، وطاعة الزهراء، الصلاة على محمد وال محمد : (اللهم صل على محمد وال محمد).
لاجل حب الحوزة الشريفة، وطاعة الحوزة الشريفة، الصلاة على محمد وال محمد : (اللهم صل على محمد وال محمد).
لاجل حب المرجعية الصالحة، وطاعة المرجعية الصالحة، الصلاة على محمد وال محمد : (اللهم صل على محمد وال محمد).
لاجل حب العدل الاسلامي الكامل، وطاعة العدل الاسلامي الكامل، الصلاة على محمد وال محمد : (اللهم صل على محمد وال محمد).
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
يا من اذا سأله عبد اعطاه. واذا امل ما عنده بلغه مناه. واذا اقبل عليه قربه وادناه. واذا جاهره بالعصيان ستر على ذنبه وغطاه.واذا توكل عليه احسبه وكفاه. الهي من ذا الذي نزل بك ملتمسا قراك فما قريته. ومن ذا الذي اناخ ببابك مرتجيا نداك فما اوليته. ايحسن ان ارجع عن بابك بالخيبة مصروفا، ولست اعرف سواك مولا بالاحسان موصوفا. كيف ارجو غيرك، والخير كله بيدك. وكيف اؤمل سواك، والخلق والامر لك. ااقطع رجائي منك، وقد اوليتني ما لم اسأله من فضلك. ام تفقرني الى مثلي وانا اعتصم بحبلك. يا من سعد برحمته القاصدون، ولم يشق بنقمته المستغفرون. كيف انساك ولم تزل ذاكري ؟ وكيف الهو عنك وانت مراقبي ؟ الهي بذيل كرمك اعلقت يدي، ولنيل عطاياك بسطت املي. فاخلصني بخالصة توحيدك، واجعلني من صفوة عبيدك. يا من كل هارب اليه يلتجي، وكل طالب اياه يرتجي. يا خير مرجو، ويا اكرم مدعو، ويا من لا يرد سائله، ولا يخيب آمله. يا من بابه مفتوح لداعيه، وحجابه مرفوع لراجيه. اسألك بكرمك ان تمن عليّ من عطائك بما تقر به عيني، ومن رجائك بما تطمئن به نفسي، ومن اليقين بما تهون به عليّ مصيبات الدنيا، وتجلوا به عن بصيرتي غشوات العمى، برحمتك يا ارحم الراحمين.
اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى، والحسين الشهيد بكربلاء. وصل وسلم على علي السجاد، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعلي الرضا، ومحمد التقي، وعلي النقي، والحسن العسكري، والحجة القائم الهادي المهدي. انصرهم بنصرك، وصل عليهم في ارضك وسمائك، واجعلنا معهم في الدنيا والاخرة.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
نكون بعد يومين تقريبا أو تحقيقا، في الذكرى السنوية لوفاة الزهراء (سلام الله عليها). فيحسن ان نتحدث عنها بهذا اللسان القاصر المقصر، والقلب الجاهل العاطل . فأن المعصومين (عليهم السلام) اعلى، واشرف، واهم، واخفى من ان يطلع على حقيقتهم احد.
ومن هنا ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) : (ياعلي ما عرف الله إلا انا وانت وما عرفني إلا الله وانت وما عرفك إلا الله وانا). وهذا معنى التعذر الحقيقي لمن كان دونهم ان يعرف حقيقتهم، أو ان ينال المهم من صفاتهم. فمن تخيل ذلك وتوهمه فهو الجاهل العاطل. ولعل كثيرا من المؤلفين في تأريخ المعصومين (عليهم السلام) من مختلف المذاهب يحسبون انهم على شيء، وليسوا على شيء. وانما هم يتكلمون بمقدار امكانهم، وبالمقدار الواصل اليهم من الاحاديث والاخبار، وبمقدار فهمهم لهذه الاحاديث والاخبار. والا فأننا كما لا نفهم المعصومين انفسهم حق فهمهم، كذلك لانفهم كلامهم حق فهمه. نعم، لنا منه المقدار المعتبر من الظهور العرفي فقهيا. الذي ارادوه لنا لتمشية هذه الحياة، ولازجاء هذه الحاجات، ولتطبيق العدل الممكن بمقدار مستوانا وقابلياتنا، وليس اكثر من ذلك.
والا فالزهراء (سلام الله عليها) لا يقاس بها احد. فهي ام احد عشر اماما من الائمة المعصومين (عليهم افضل الصلاة والسلام)، كلهم يتشرفون بها، ويتبركون بها، ويحمدون الله سبحانه وتعالى على نعمته في انها امهم وجدتهم. كما انها من الناحية النظرية نافذة الامر فيهم، ويجب عليهم اطاعتها، كما يجب عليهم اطاعة علي امير المؤمنين، والرسول (صلى الله عليه واله). فعلي وفاطمة كل منهما امام الائمة، وولي الاولياء، واساس شجرة المعصومين (عليهم السلام). يكفي ان نلتفت إلى انهما والدا الحسن والحسين (عليهما السلام) ونافذا الامر فيهما، ولهما عليهما حق الوالدين، وكذلك هما ـ اي علي وفاطمة (سلام الله عليهما) ـ اشرف من الحسن والحسين (عليهما السلام)، ويجب على الحسن والحسين طاعتهما من باب الولاية العامة عليهما، مضافا إلى الابوة والامومة. فأذا علمنا ان الحسن والحسين خير من الائمة التسعة الذين بعدهم واعظم منهم عند الله سبحانه وتعالى، فكيف يكون حال الائمة التسعة المعصومين بالنسبة الى علي وفاطمة (سلام الله عليهما).
ومن ادلة ذلك ـ اي افضلية الحسن والحسين من سائر الائمة(عليهم السلام) ـ انهما من اصحاب الكساء دون من بعدهم طبعا. فاذا وجب على الحسن والحسين اطاعة علي وفاطمة (عليهما السلام)، وجب على الباقين اطاعتهم ايضا بطريق اولى بطبيعة الحال. بل ان اطاعة علي وفاطمة اطاعة لرسول الله (صلى الله عليه واله)، بل هي اطاعته عينا.
أما علي (عليه السلام)، فلأنه نفس رسول الله (صلى الله عليه واله)، بدليل قوله تعالى : ((وانفسنا وانفسكم)). وهو صلى الله عليه واله لم يخرج من الرجال في يوم المباهلة مع نصارى نجران، إلا عليا (عليه السلام)، باجماع اهل التاريخ والحديث من كل مذاهب الاسلام. فاذا كان علي (عليه السلام) نفس رسول الله (صلى الله عليه واله)، فإذن امره امره، وفعله فعله. ولذا ورد عنه ـ اي عن النبي (صلى الله عليه واله) ـ: (ياعلي انك ترى ما ارى وتسمع ما اسمع). يعني ما يخص الوحي، أو ما في عالم الجبروت، وعالم اللاهوت، وعالم الملكوت، والعالم الاعلى عموما. وهذا الحديث او هذه العبارة مثبتة في نهج البلاغة في بعض خطب امير المؤمنين (سلام الله عليه).
واما الزهراء (عليها السلام)، فقد وردت في فضائلها احاديث كثيرة، من كل اهل الحديث في المذاهب كلها، وفي اعلى واهم كتب الحديث عندنا، واعلى واهم كتب الحديث عندهم. ومن اهمها قول النبي (صلى الله عليه واله): (فاطمة بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله). فهل يتكلم النبي (صلى الله عليه واله) مجازا كما نحاول ويحاول الناس المتشرعة ان يفهموه، انه قلبي مجازا وروحي مجازا ؟ لا حاجة إلى المجاز. ان المجاز على خلاف الاصل، وخلاف الظاهر.
وان النبي (صلى الله عليه واله) مبرئ عن العاطفة والعصبية الاسرية والابوية اكيدا. وانما لا بد من فهم هذه الاحاديث فهما حقيقيا مطابقا للواقع. إذن فهي قلب رسول الله (صلى الله عليه واله)، والقلب ليس هُو العضو الذي يوزع الدم، وربما قلت في بعض الخطب السابقة ذلك. ولذا قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ((فانه لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)). إذن فهي قلب رسول الله (صلى الله عليه واله) بهذا المعنى. وماذا عن قلب رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟ وماذا به ؟ وماذا يتصف من صفات ؟ حتى تكون هذه الصفات شاملة حتى للزهراء التي هي قلبه في الحقيقة. قال تعالى: ((قل من كان عدوا لجبريل فانه نزل على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين)). وقال جل جلاله: ((وأنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين))، هذه اوصاف قلب رسول الله (صلى الله عليه واله) بنص القران الكريم.
والزهراء (عليها السلام) هي ايضا روح رسول الله (صلى الله عليه واله) التي بين جنبيه، كما ينص الخبر الذي سمعناه. ولكن ماهي روح رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟ وما هي اوصافها ؟ هذا ايضا مما يستحيل لنا التوصل إلى حقيقته، لكننا حين نقول، كما هُو المسلم لدى المسلمين والمتشرعة ان النبي (صلى الله عليه واله)، خير الخلق على الاطلاق، وهو فعلا خير الخلق على الاطلاق. فليس ذلك جسده ووجهه وعيناه أو أي شيء، بالرغم من اهميتهما وطهارتهما. وانما تلك روحه العليا، التي هي اعلى المخلوقات، واول المخلوقات، واهمها، واقواها، واعلمها، واقربها إلى الله سبحانه وتعالى وهي خير الخلق اجمعين، بما فيها الانبياء والمعصومين والملائكة، وكل شيء اخر. ولذا كان رسول الله (صلى الله عليه واله) سيد الانبياء والمرسلين، وقد بعث الانبياء والمرسلون بالايمان بنبوته، وبميثاق ولايته. وينص على ذلك القران الكريم بوضوح النص، على وجود الاسلام قبل الإسلام، اي قبل نزول الاسلام على رسول الله (صلى الله عليه واله)، وموجود في فهم الانبياء السابقين. قال تعالى: ((ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما)). وقال على لسان ابراهيم واسماعيل عند بناء البيت الحرام : ((ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك)). وقال تعالى : ((ام كنتم شهداء إذ حظر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون)). وقال تعالى : ((واذ اوحيت إلى الحواريين ان آمنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون))، إلى غير ذلك من الايات الكريمات.
واذا كانت الزهراء عليها السلام، هي قلب رسول الله (صلى الله عليه واله)، وهي روحه التي بين جنبيه. إذن يصدق بكل وضوح ان من احبها فقد احب رسول الله (صلى الله عليه واله)، ومن ابغضها فقد ابغضه، ومن اطاعها فقد اطاعه، ومن عصاها فقد عصاه، ومن اكرمها فقد اكرمه، ومن آذاها فقد آذاه، ومن والاها فقد والاه، ومن عاداها فقد عاداه.
ومن الطبيعي بل من ضروريات الدين ان من ابغض رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد ابغض الله. ومن عصا رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد عصا الله. ومن آذى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد اذى الله. ومن اغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد اغضب الله. ومن كان مصداقا لاي شيء من ذلك : (اذا اغضب الله او عصى الله أو آذى الله)، وتطبيقا له، فهو خارج عن الإسلام، وفي اسفل درك من الجحيم. والعكس ايضا صحيح، فان من احب رسول الله فقد احب الله. كما قال تعالى : ((يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤته من يشاء والله واسع عليم)). وكذلك فان من اطاع رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقد اطاع الله. ومن ارضى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقد ارضى الله. ومن تقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد تقرب إلى الله. كما قال تعالى : ((محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيض به الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم (ليس كلهم وانما فقط الذين امنوا وعملوا الصالحات) مغفرة واجرا عظيما)). بالرغم من انهم ركع سجد، لكن يبدوا انهم لم يؤمنوا، ولم يعملوا الصالحات، وتوجد نماذج من هذا القبيل في كل جيل حبيبي .. وقال تعالى : ((انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسوف ياتيه اجرا عظيما)).
بسم الله الرحمن الرحيم والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الامين * لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم * ثم رددناه اسفل سافلين * الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون * فما يكذبك بعد بالدين * اليس الله باحكم الحاكمين * صدق الله العلي العظيم
الجمعة الحادية والعشرون 12 جمادي الاولى1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الهي، من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك، فرام منك بدلا. ومن ذا الذي انس بقربك، فابتغى عنك حولا. الهي فاجعلنا ممن اصطفيته لقربك وولايتك، واخلصته لودك ومحبتك، وشوقته الى لقائك، ورضيته بقضائك، ومنحته بالنظر الى وجهك، وحبوته برضاك، واعذته من هجرك وقلاك، وبؤاته مقعد الصدق في جوارك، وخصصته بمعرفتك، واهلته لعبادتك، وهيمت قلبه لارادتك، واجتبيته لمشاهدتك، واخليت وجهه لك، وفرغت فؤاده لحبك، ورغبته فيما عندك، والهمته ذكرك، واوزعته شكرك، وشغلته بطاعتك، وصيرته من صالحي بريتك، واخترته لمناجاتك، وقطعت عنه كل شيء يقطعه عنك. اللهم اجعلنا ممن دأبهم الارتياح اليك والحني،ن ودهرهم الزفرة والاني،ن جباههم ساجدة لعظمتك، وعيونهم ساهرة في خدمتك، ودموعهم سائلة من خشيتك، وقلوبهم متعلقة بمحبتك، وافئدتهم منخلعة من مهابتك، يا من انوار قدسه لابصار محبيه رائقة، وسبحات وجهه لقلوب عارفيه شائقة، يا منى قلوب المشتاقين، ويا غاية آمال المحبين، اسألك حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يوصلني الى قربك، وان تجعلك احب الي مما سواك، وان تجعل حبي اياك قائدا الى رضوانك، وشوقي اليك ذائدا عن عصيانك، وامنن بالنظر اليك علي، وانظر بعين الود والعطف الي، ولا تصرف عني وجهك، واجعلني من اهل الاسعاد والحظوة عندك، يا مجيب، يا ارحم الراحمين، وصلى الله على خير خلقه، وسيد انبيائه ورسله، محمد المصطفى، وعلى جميع اله الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين المقدسين المقربين، ورحمة الله وبركاته.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
الان نوجه كلامنا إلى العشائر عامة، والى رؤساء العشائر ومشايخها خاصة، من حيث ان الكل يعلم، ان النظام الذي يمشون عليه في عشائرهم، ويطبقونه هناك بينهم، اغلبه بل كله نظام باطل، وغير شرعي، وغير مرضي لله عزوجل. ونحن لا نريد من اي احد مؤمن وشيعي ان يرتكب شيئا خطا، أو عصيانا بل نريد من المجتمع كله عامة، ومن العشائر خاصة، ان يكونوا صالحين ومتورعين وسائرين باتجاه رضا الله سبحانه، وشفاعة المعصومين (عليهم السلام)، وهذا لا يكون مع تطبيق قوانين وانظمة غير مشروعة في الدين وغير مرضية لرب العالمين.
والذي افهمه ان الذي دعاهم إلى هذا النظام الذي يسمى بـ(السنينة العشائرية)، هُو انهم لم يجدوا حلا كافيا لمشاكلهم ومظالمهم، التي تحصل باستمرار بين افراد العشيرة، أو بين افراد عشيرتي،ن من قتل و سرقة وزنا ولواط والعياذ بالله، واشباه ذلك، وذلك:
اولا: انهم غير متفقهين، ولا فاهمين لاحكام الله سبحانه.
ثانيا: لبعدهم عن الحوزة، وتناسيهم لها. بل ربما ان جملة منهم يسيء الظن بالحوزة، لما يرى من بعض افرادها من اعمال شائنة (واصابع يدك غير متساوية طبعا) فيحصل للعشائر اليأس من ان الحوزة تجيبهم، اوتحل مشاكلهم أو تنظر في امورهم ومصالحهم.
ثالثا: ان اجيال المرجعية كانت تتناساهم، وتتغافل عن وجودهم ولا تهتم بامورهم. يكفينا ان المشهور، هو الحكم القائل انه لايجب على الفقيه ان يذهب إلى المكلف ويبلغه حكمه، بل يجب على المكلف نفسه ان ياتي إلى الفقيه ويسأل. نعم، إذا توجه السؤال إلى الفقيه وجب الجواب. واما انه يجب على الفقيه ان يقصد باب المكلف بدون سؤال، وان يعطيه حكمه، فلا. وهذا حكم مشهوري موجود. اذن فكان هناك نحو من المقاطعة، والانفصال النفسي والاجتماعي بين الحوزة والمرجعية من ناحية، والعشائر من ناحية اخرى.
وذلك من قبل الطرفين، وليس احدهما يرغب بالاتصال بالاخر اطلاقا، أو غالبا. وهذا ثابت باستمرار لولا وجود الشباب الواعي المتفقه من رجال الدين الذين يتصدون بالذهاب إلى مناطقهم لهدايتهم ورعايتهم (جزاهم الله خير جزاء المحسنين). إلا ان هذا مما لم يكن يحدث في كثير من الاجيال السابقة كما هُو معلوم. على ان الذي كان يذهب منهم متصف باحدى صفتين ناقصتين، فلا يصلح ان يكون سببا جيدا لحل المشاكل العشائرية المستعصية. فهو اما قليل التفقه، واما هو مجرد خطيب حسيني، او روزخون يقرأ للمناسبات الدينية، واما ان يكون هُو ممن يحمل هم دنياه اكثر من هم دينه، فهو يتبع الحصول على الشهرة والمال، قبل ان يهتم بالتفقه والهداية.
واما من كان متفقها ومخلصا، فقليل جدا في كثير من العصور السالفة، وهذا هُو الذي اوجب سوء الظن من قبل العشائر بالحوزة العلمية الشريفة. وكذلك سوء الظن بمن ترسله الحوزة الشريفة اليهم. وفي الحقيقة انها لا ترسل احدا، وانما يذهب بعض رجال الدين لقضاء مصالحهم الخاصة، ليس اكثر من ذلك، فيسيؤن اكثر مما يحسنون مع شديد الاسف.
واما الان، ومن الان فصاعدا، فينبغي ان نضع لكلا الامرين الناقصين حدا كاملا، ومانعا شاملا، سواء قصدنا نقص الحوزة، أو نقص العشائر، ونريد منهما معا ان يكون الجميع على مستوى الورع، والتقوى، والتفقه، والوعي الديني، والهمة في اطاعة الله سبحانه، وتجنب معاصيه. والحوزة الان مستعدة للعطاء الديني الحقيقي المخلص لكل من يطلبه كائنا من كان، وخاصة العشائر ورؤسائها وافخاذها، فانها الشريحة الاهم والاكبر في المجتمع، ولا ينبغي ان يبقى الحال فيها على ما هُو عليه من التخلف في الفهم الديني، والبعد عن اطاعة الله سبحانه. ولا يحتمل ان يكون قانون العشائر ممن يرضاه أي مجتهد، أو أي حوزوي، أو أي متفقه، فهذا غير ممكن لانه حرام. وانما كانت بعض اجيال المرجعية ساكتة عنهم، وخاصة وهم يعلمون (اي المراجع) كيف ان العشائر تتعصب لنظامها وقانونها بشدة. والفرد المتعصب لايمكن الكلام معه، لان من شرائط الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر احتمال الطاعة. والعشائر بهذا المعنى المتعصب لا يحتمل طاعتهم للحوزة والشريعة، كما كان الحال إلى عهد قريب.
ولكن الحال اختلف الان جدا، وقد تفضل الله علينا بوعي ديني، واجتماعي جيد، وقد عرف الناس عموما مداخل الشيطان من مداخل الرحمن. فنحن من هنا ننصح العشائر ورؤساء العشائر خاصة ان يتجنبوا غضب الله سبحانه وتعالى ونار جهنم. ويكونوا على مستوى المسؤولية الدينية الالهية. ويقبلوا إلى خط الشريعة المقدسة فأن ذلك اصلح لهم في الدنيا والاخرة وخاصة وان قانونهم يترتب عليه ظلم وضمانات وحقوق للاخرين التي تهدر شرعا بدون سبب مشروع، وكذلك زيجات، اي زواجات باطلة كثيرة اعوذ بالله منها. فهم يحاولون ردع الفاسد بالافسد، ونحن نريد لهم ردع الفاسد بالحق وردع الظلم بالعدل. فهل انتم منتهون ؟!
والفرصة الان مفتوحة ومؤاتية جدا للتوبة والاخلاص، وفي حدود فهمي فان هناك طريقتان لتطبيق الشريعة في المشاكل العشائرية:
الطريقة الاولى: انهم كما اجتمعوا وقرروا ووقعوا على قانونهم العشائري، فيمكنهم الان، بل يجب عليهم شرعا ان يجتمعوا ويتداولوا امرهم ويقرروا قانونا جديدا فيما بينهم، موافقا للشريعة، وليس فيه انحراف، وعصيان والعياذ بالله، ويشدوا على ذلك راية العباس (عليه افضل الصلاة والسلام). وهل يرضى العباس (عليه السلام) ان يشدوا رايته على ما هُو باطل، وهي السنينة العشائرية الموجودة ؟ لا طبعا، لا يرضى (سلام الله عليه) وهو قتل واستشهد في سبيل الحق والعدل، وفي سبيل الهدف الاسلامي الالهي الصحيح. إذن، ينبغي ان تشد راية العباس عليه السلام، على ما هُو نظام اسلامي وعادل وصحيح،وليس غيره.
الطريقة الثانية: ان يرجعوا إلى الحوزة ويراجعوها في مشاكلهم، واحدة واحدة عن طريق الاستفتاءات، أو الاشخاص المتفقهين الثقات، أو عن طريق القضاء الشرعي الحوزوي ونحو ذلك. والحوزة والمرجعية في خدمتهم، وواجبها ذلك فانها انما وجدت لامثال ذلك،وليس لها أي طعم، أو أي نتيجة لو لم تفعل ذلك، ولو لم تقل ذلك.
اللهم اني قد بلغت. اللهم اني قد بلغت. اللهم اني قد بلغت (وهنا صاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد).
وينبغي ان يكون واضحا، واجماعيا لما سمعناه الان من انه إذا توجه السؤال، وجب على المجتهد الجواب، فتعالوا واسألوا عن مشاكلكم، وعن شرعياتكم، لكي يجب علينا يعني _على الحوزة كلها والمجتهدين كلهم_ الجواب. واذا قصرنا فعلينا لعنة الله (وهنا ايضا صاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد). ولن تجدوا من يقصر معكم، أو ينظر إلى غير مصالحكم، ونحن نعلم بضرورة الدين انه (ما من واقعة إلا ولها حكم)، فكل مشكلة خاصة، أو عامة عشائرية، أو مدنية تجد لها حلا وجوابا في كتاب الله، وسنة رسوله، وكلام المعصومين (سلام الله عليهم اجمعين)، وبالاخص في الحوزة والمجتهدين والمرجعية. وكل ما في الامر ان الحكمة تقول (القدم الاول من العبد والثاني من الرب)، يعني يجب على العبد التقدم إلى طاعة الله، لكي يوفقه الله سبحانه في الدنيا والاخرة .
فالان القدم الاول من العشائر، ومن رؤساء العشائر، في ان يشحذوا الهمة للتوبة، ولطاعة الله سبحانه وابتغاء مرضاته، لكي يكونوا صالحين في الدنيا والاخرة، جزاهم الله خير جزاء المحسنين.
بسم الله الرحمن الرحيم القارعة * ما القارعة * وما ادراك ما القارعة * يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش * فاما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * واما من خفت موازينه * فامه هاوية * وما ادراك ماهيه * نار حامية * صدق الله العلي العظيم
-
ماذ هذا التعتيم اينما اعلق تمسحون الموقع كله علقت على الصلاة الاولى ومسحتموها وعلقت على ضلمة الصدر ( محمد سعيد الحكيم ) ومسحتم كل هذا الموقع لماذا هذا التكتيم الاعلامي لاني قلت الحقيقة التي انا كنت حاظرا فيها وشاهدا عليها لماذا اذا انتم متدينون فحرام عليكم لا ابرئكم الذمة وانتم مسؤولون امام الله اتقو الله الى متى يبقى السيد محمد محمد الصدر مظلوم حتى وهو في قبره الى متى اتقو الله
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
|