أيا حُسينا إن ضاقَ صدري أو شكوتُ العِنا
كريمٌ يُحالُ عليه البؤسُ في كنفِ الردى
في تارة المجد سبقتَ عزمَ الرجالِ تألقا ً
تطيرُ كما يطيرُ الطيرُ في كبدِ السَمَا
هيهاتَ فينا ذلة ً ما مدَّ خيطٌ قد سَما
وبركنه المجد يُواري هاتيكَ الدمِى
ما لهذا الوهمُ قد ساد في أعيني
تذرف شوقا من نسيمِ البرِّ لو دَنا
أيا كريم النفس قد ُنلتَ المُنى
سعيا ً وركضا ً تلطُفا ً وتحننا
أيا وجدي أفقتَ النوم َ ضيفا مُكرما
وألبستني ثوبا من خزٍ يزيدني تبَرُما
أيا لهيب النار قد تخيلته ساقيةٌ تغيثني
رُكنها أبيضٌ في دُجى الليلِ كسهم مُسهِما
وقد ناشدني الريحُ هل رأيت ذاك العُلى؟
قلتُ متألما ً قد زادني شوقا ذا الفتى
أيا مجدَ أمتي مهما طالت أنظارُها
فديتك الروحَ لا شُحا ولا ندَما
وفي كل غادية ٍدارَ بها الشوق سَابحا
كلُّ مقاديري عند ذاك ترنو أو كما
أيا أيها الزائرُ قاصدا أرض كربلا
ألا تسلمَ على نجم ٍ ضاع بين الأنجما؟
في ذكره بلل لسانكَ ما شئتَ عسى ولعلما
وِصَالهُ كغيث يُزيدُ الخصبَ كلَّ ما هما
وودتُ أن لا تُبارحَ تلك الأرضِ جسدا ً
كلُّ عامٍ تنعيه جليسَ صِدق ٍ طُهرا وتيمما