[[frame="1 80"]size=9]بسم الله الرحمن الرحيم
{النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}
القلوب تضطرب ... الأنفاس تحشرج في الصدر ... العيون تترقب .... والأفواه تجف ....
الشوق والانتظار يقتلان ... تنتظر ... تنتظر .... تنتظر ...
جاء المخاض الرهيب ، تهيئَ رحمُ الكون للولادة ، حملٌ عمرُه عمرُ الخليقة ، بل حملٌ عمرُه أقدمُ من عمر الخليقة ....
الكون يهيج ، والأرض ترتبك ، والسموات تتشنج ...
جاء المخاض ... جاء المخاض ... كُسفت شُموسُ المجرات ... خُسفت الكواكب والأقمار .... تغيرت حركة الأفلاك .... فهناك قطبٌ جديدٌ للسمواتِ والأرضِ .... هناك فلكٌ جديدٌ فيه يسبحون ... هناك شمسٌ جديدةٌ حولها سوف يدورون.
محمد ... محمد... محمد...
الآن أشرق نورهُ ... فوق الكواكب والأفلاك والمجرات .
الآن دارت حوله السمواتُ والأرضُ ... لا يمكن لها إلا أن تدور حولهُ ... وإلا سوف تموت .
فالحياة بشمس محمد تدوم ، وبنوره تبصر .
تألقت المخلوقات فرحاً وغبطة وزغردت الملائك وهلّلت ، وسبَّحت الحيتان والأسماك ، والأطيار كبرَّت .
لنور المصطفى طُفأت نارُ المجوس ... واهتزَّ إيوان كُسرى خُشوعاً لحبِ المصطفى ... وأعلن الملأ الأعلى في السموات والأرض ... العيدُ حلَّ ... الميلادُ حلَّ ... الحبيبُ المصطفى اشرق...
ولد العاشق... ولد المعشوق... ولد الحبيب... ولد الهدى ... ولد الضياء ... ولد الإباء... ولد الجمال ... ولد الكمال.
فضجَّت المخلوقات جميعاً تردد :-
الله اكبر الله اكبر الله اكبر... لا اله إلا الله ... الله اكبر ... الله اكبر ولله الحمد .
رسول الحب والسلام جاء ... رسول العدل والنظام جاء ... إمام الهدى والعفاف جاء ... إمام الرحمة والعطاء جاء .
ولكن !!! وفي هذا المشهد ... كان هناك قوم حزانى ، يرتدون السواد ... كان بودِّهم ان يفرحوا بهذا العيد ... كان برغبتهم أن يهنئوا بهذا الميلاد ... كانوا يرددون ... لبيك يا رسول الله وهم يبكون ... لبيك يا رسول الله وهم يضجَّون ... الماً وتفجعاً ... لماذا ؟؟؟
سؤالٌ محيرٌ ... واجابةٌ تستحقُ العناء ... لابد من الاقتراب منهم اكثر...لابد من التسائل في النفس ... لماذا هم هكذا ؟؟؟
جاء الجواب ابتداءاً ... كيف نفرحُ ونهنىءُ ...والحبيب المصطفى تُداس حرمتُه ...كيف نستبشرُ ونسعدُ ... والحبيب المصطفى يُهتك قرآنُه ... كيف نستأنسُ ونستمتعُ ... والحبيب المصطفى ليس له ناصر او معين ...
كيف ؟ وكيف ؟؟ وكيف ؟؟؟ والحبيب المصطفى يُمزق الماً ووجعاً وآهاً ...
لقد سمعوا الحبيب المصطفى ... يأنَّ ويضجَّ بالعويلِ ... الدينُ يُقتل ... الإسلامُ يُهدم ... العدلُ يُحرق ثم يُذرى في الهواءِ ... ملايين المجازر والمجازر والمجازر تُرتكب ... الحقوقُ تُغتصب ... ولا شيء صحيح ... لقد حلَّ السُقمُ والمرضُ في كل مفاصل الأمة .
البشريةُ شارفت على نهايتها ... البشريةُ لم يبقَ لها الا القليلُ وتنتحرُ .
لقد سمع هؤلاء الرسول المصطفى ... ذا القلب العطوف الرؤوف ... فضجَّوا وبكوا وتمزقت قلوبهم ... لِما حلَّ بالحبيبِ المصطفى ... وفي نهايةِ حديثه لهم ... سمعوا الخاتم والنبي والرسول يقول وهو يبكي بكاءاً مراً ... ولدي ... ولدي ... ولدي .
لماذا تركتموه وحيداً ... شريداً ... طريداً ... فريداً ... غريباً .
أتدعون انكم احبابي وعشاقي .، وانتم تقتلون ولدي في اليوم ألفَ قتلة وقتلة ... مالكم كيف تحكمون .
المهدي مني ... وهو الذي يقيم ديني ... بعد ان ضاع واندثر في نفوس الناس ... المهدي مني ... يملئ الأرض عدلاً وقسطا بعد أن مُلأت ظلماً وجورا ... لعن الله من ادعى حبي وانه على ديني ثم يقاتل ويحارب ولدي المهدي .
تكلموا ... تحدثوا ... قولوا للناس ما أقول ... اظهروا أحاديثي في ولدي المهدي ... هيئوا الناس وحببوهم بدولة ولدي المهدي ... حثوهم على نصرته ... حثوهم على طاعته وإتباعه ... انه بضعة مني ... من آذاهُ فقد آذاني .
فتسارعت دقات القلب ... ونشف الريق ... ويبست الشفاه ... من هذا الحديث العجب ... فجاءهم النداء :- ألهذا انتم حزانى تألمون :- قالوا بلى ... ولن نفرحَ بعيدٍ ونسعدَ إلا عندما يرضى حبيبنا وحبيب اله العالمين .
وتكرر النداء :- ومتى يرضى يا إخوة الإيمان والمحبة ؟
قالوا :- سوف يرضى حبيبنا وحبيب الله عند قيام الدين والشريعة ... عند قيام الدولة العادلة على يدي ولده المهدي (عليه السلام) .
اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك .
الحمد لله الذي استنقذنا بك يا رسول الله من الهلكة، وهدانا بك يا نبي الله من الضلالة ، ونورنا بك يا حبيب الله من الظلمة .
مؤسسة مهدي الأمم للإعلام والثقافة الإسلامية
17/ ربيع البيعة والولاء والتصديق/ 1427هـ [/size][/frame]