[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن المرجع المجاهد آية الله العظمى
الدكتور الشيخ فاضل المالكي )دام ظله(
حول الدفاع عن النجف الأشرف
)فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيكُمْ وَاتَّقُوا الله واعْلَمُوا أَنَّ الله مَعَ المُتَّقينَ(
صدق الله العلي العظيم
يا أبناء شعبي العراقي الأبي ، يا عشائر دجلة والفرات ، يا أحرار العراق الغياري
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
وبعد فقد تحقق ما حذّرنا منه مراراً في بياناتنا السابقة من أن قوات الاحتلال لم تزحف إلى العراق لانقاذكم من الطاغية العفلقي وإنما زحفت إليكم حين أوشك كيانه الخاوي على الانهيار خشية سقوطه بأيديكم وخروج العراق من قبضتها و وقوعه في قبضتكم وتقرير مصيركم بأنفسكم وبغية تحقيق أهدافها الاستكبارية وبسط نفوذها ونفوذ ربيبتها اللقيطة اسرائيل ، وضرب المد الوطني الحقيقي لاسيما الاسلامي في العراق خصوصاً والمنطقة عموماً، وذلك بعد أن غازلت عدداً من الشخصيات والقوى السياسية وصهرتهم جميعاً في بوتقتها ووضعت بالتواطؤ معهم مسرحية (قانون) يضمن للفريقين مصالحهم ويوصد الأبواب بوجه غيرهم دون أن يخوّلهم في ذلك أحد أو يستندوا في شرعيتهم إلى مستند ثم زعموا أن كل من خالفهم فيه فهو خارج على القانون ، فواعجبا كيف جاز لهم وهم عدة قليلون –لا يمثلون إلاّ أنفسهم أو حركاتهم – أن يفرضوا قانوناً وضعوه تحت مظلة الاحتلال على الاكثرية الساحقة من الشعب الذي لفظهم و نفذ أطروحتهم فلماذا لا يكونون هم الخارجين على أساس كل قانون وهو الارادة الشعبية الرافضة للاحتلال ومن سار في ركابه ثم وعدتهم بتسليم السيادة كاملة إليهم (وما يعدهم الشيطان إلاّ غرورا) وإلاّ فأية تشكيلة هذه التي شكلها (بريمر) بنفسه أولاً ثم يديرها-حقيقة- السفير الامريكي الجديد في بغداد ثانياً ويهيمن عليها المستشارون الامريكان ثالثاً فلا سيادتهم طوع ارادتهم ولا قواتهم المسلحة رهن اشارتهم ولا اقتصادهم بايديهم ولا أمنهم تحت سلطتهم وأية سلطة هذه التي استلموها وقوات الاحتلال هي الآمر الناهي والحاكم المسيطر تجوب في البلاد وتنهتك حرمات العباد وتجوس خلال الديار وتلحق بأهلها الدمار فتقصف وتنسف وتعتقل وتقتل كيف تشاء وأنّى تشاء وتفعل ما تريد فان كان ذلك رغماً عنهم فكفى به ضعفاً وعاراً وإن كان بتنسيق معهم فكفى به خيانة وشناراً.
وإني لأعلن لأبناء شعبي الغيور أن أمريكا ستبذل كل ما في وسعها من أجل عرقلة إجراء الانتخابات وتسويفها ولو بافتعال الازمات من أجل أن ترسخ أقدامها في العراق أكثر فأكثر وتحكم سيطرتها سياسياً وعسكرياً ومخابراتياً و إعلامياً عليه حتى تجري الانتخابات لصالحها وصالح المنضوين تحت لوائها. ولكي يخلو الجو لها ولهم فعمدت قبل إجرائها لخنق كل صوت عراقي شريف وسحق كل خط وطني نظيف ومن ذلك ما تنفذه اليوم من هجوم وحشي غادر على التيار الجماهيري الأصيل في كل محافظات العراق بمختلف طوائفها وأطيافها من أجل أن تستأصله أولاً ثم تثني بغيره وهكذا فان المستهدف في المخطط الامريكي على المدى القريب والبعيد ليس تيارا بعينه فقط وإنما هو كل قلب نابض بمعارضة الاحتلال فعلا أو ما يمكن أن يكون مشروع مقاومة بوجهها مستقبلاً من دون فرق بين طيف وآخر أو طائفة وأخرى أو قومية و غيرها وليعلم الجميع أن أمريكا سوف لا تحقق لهم طموحاتهم و سوف لا تخرج من العراق إلاّ بالقوة التي لم يستعجلها شعبنا ضدهم لو لا أن المحتلين عجّلوا بها على أنفسهم بسوء صنيعهم و تماديهم في غيهم و عدوانهم على جميع المقدرات و انتهاكهم حرمة المقدسات لاسيما مدينة النجف الاشرف , نجف العلم و الايمان ووادي السلام و الاسلام التي وقفت اليوم وقفتها البطلة ضد الغزاة المعتدين و أعوانهم المتمردين على الوطن و الدين وانه لفي الحلق شجى و في العين قذى أن قوات الاحتلال لم تجرأ على هذه الجريمة النكراء الاّ بعد أن ضمنت عدة أمور:
أولها- أنها احتوت كثيراً من المحاور و العناصر في مشروعها السياسي اللامشروع و ثانيها- أنها استخدمت بعض التشكيلات الداخلية ذريعة أو أداة لتنفيذ عملياتها الإجرامية البشعة و ثالثها – تنسيق بعض الجهات مع القوات الأمريكية بل و تحريضهم لها على اجتثاث الوطنيين الأصيلين بدلاً من اجتثاث القتلة من البعثيين. ورابعها- أنهم حيدّوا بعض الرموز الاجتماعية و ضمنوا مسالمة بعض المحاور السياسية و إنما هو أمر دبّر بليل وعلى الله تعالى حسابهم و كفى به حسيبا.
فلما تمت لهم هذه الأمور شنوا غارتهم الشنعاء على الناس المستضعفين الذين لا ناصر لهم ولا معين إلّا الله تعالى ووقف الباقون متفرجين حتى كأن شيئاً لا يعنيهم وكأن النجف غريبة عنهم . وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وختاماً: أيها الحماة الأباة ، أيها المدافعون البواسل عن الأنفس والمقدسات اننا وباسمكم جميعاً نطالب قوات الاحتلال بما يلي:
أولاً- فك الحصار الظالم الذي تفرضه على مدينة النجف الأشرف وسائر محافظات العراق.
ثانياً- ايقاف حمامات الدم التي تسيل ليلاً ونهاراً من أبناء شعبنا المظلوم وتلبية مطاليب المقاومين وجل الأزمة حلاً سلمياً عادلاً.
ثالثاً- الافراج عن المعتقلين الابرياء الذي لا ذنب لهم إلّا دفع الظلم عن أنفسهم ومقدساتهم.
رابعاً- إطلاق الحريات الحقيقة للتيار الاسلامي الأصيل وسائر التيارات الوطنية النزيهة.
خامساً- نرفض رفضا قاطعاً كل تشكيلة سياسية أو عسكرية أو مدنية يتم تشكيلها في إطار الاحتلال لأنها فاقدة للشريعة أولاً وللمصداقيه ثانياً.
سادساً- نطالب كافة الرموز الروحية والسياسية في العالم بالتضامن مع الشعب العراقي الممتحن.
سابعاً- نناشد كافة المحافل الدولية والانسانية في العالم أن تقف موقفاً صارماً لردع قوات الاحتلال الباغية عن التمادي في جرائمها الفظيعة ضد الشعب العراقي المفجوع وممارسة ضغوطها عليها للرضوخ لمطاليب هذا البيان.
ثامناً- أدعو كافة أبناء شعبنا العراقي الشريف وفي جميع المحافظات الى تنظيم مظاهرات سلمية والخروج في مسيرات حاشدة تعبر عن رفضهم للاحتلال وادانتهم لجرائمه الوحشية ومطالبتهم بتنفيذ مطاليبهم العادلة.
تاسعاً- إني أدعو كافة أفراد القوات المسلحة العراقية العاملة مع المحتلين أن تعلن تمردها عليهم وتضامنها مع أبناء شعبها المنتفض ضد الاحتلال وإجراءاته التعسفية الجائرة وأن لا يقاتل العراقي أخاه خدمة للأجنبي.
عاشراً- يجب التصدي لصد أي عدوان غاشم على الأنفس والمقدسات.
) قَاتِلُوهُم يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَ يُخْزِهِمْ وَ يَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ(
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاضل المالكي
22/ج2/1425[/align]