أحمد الجلبي،عضو مجلس الحكم: " أجهزة مخابرات عربية تشجع العمليات الإرهابية داخل العراق"
04/03/2004
قال الدكتور أحمد الجلبي، عضو مجلس الحكم ورئيس المؤتمر الوطني العراقي، أن هناك أدلة على أن بعض أجهزة المخابرات في الدول العربية المجاورة والتي ليس لها حدود مباشرة مع العراق تشجع الذين يقومون بالعمليات الإرهابية. وأكد في حديث خاص مع "العالم الآن" أن هناك عمليات تسلل للإرهاب إلى العراق من بعض الدول العربية "التي لا تتمنى الخير لهذه التجربة الديموقراطية في العراق ولا تريد لها النجاح".
وهذه مقتطفات من الحديث:
س - هناك هجمة واضحة ضد الشيعة حيث تزامنت مع الهجمات الانتحارية في كربلاء والكاظمية، هجوم آخر على الشيعة في باكستان وبالتحديد في مدينة كويتا، أودت بحياة أكثر من 40 مواطن باكستاني شيعي. هل هناك هجمة عالمية يتعرض لها الشيعة أو المذهب الشيعي برأيك؟
ج - نعم، هناك هجمة عالمية ضد الشيعة في العراق وكذلك في باكستان وغيرها من المناطق. وهناك اضطهاد للشيعة في البلاد المجاورة للعراق والتي فيها أقلية من الشيعة. هناك بعض الأماكن التي يوجد فيها ايجابية في التعاطي مع الشيعة مثل الكويت والإمارات وعمان. ولكن بشكل عام الشيعة يتعرضون لهجمة إرهابية في العراق وتشن حرب عليهم، وكذلك الحال في باكستان. أما في العراق فالأكثرية هم الشيعة. وعلى الجميع أن يأخذوا موقفا واضحا جدا من أننا في حرب ضد الإرهابيين الذين يقومون بإرهاب الشيعة في العراق، ويجب علينا أن نوضح بشكل دقيق وعلى جميع القوى السياسية والقيادات الإسلامية من سنة وشيعة في العراق أن يقولوا أن هناك حربا ضد الإرهاب التي يقودها المتطرفون الوهابيون المسلحون. نحن الآن في هذه الحرب وهي جزء من الحرب ضد الإرهاب، وعلينا أن نكون صفا واحدا في مجابهتها، لأنها لن تأتي بالخير لأي أحد لا شيعة ولا سنة في العراق ولا في خارج العراق.
س - هل يقف الشيعة لوحدهم في هذه الحرب أمام المنظمات الإرهابية أم يقف جزء من السنة إلى جانب الشيعة في هذه الحرب؟
ج - الغالبية العظمى من السنة في العراق هم ضد الإرهاب وضد التطرف الذي يقود إلى هذا الإرهاب. وهناك رد فعل قوي ضد هذا الإرهاب ونريد من القيادات الإسلامية السنية السياسية في العراق أن تنسجم مع هذا الأمر الموجود مع الأكثرية السنية في العراق ويدينوا هذه الأمور ويسموا الأمور بأسمائها. لقد انتهى وقت المجاملة وانتهى وقت المداهنة ويجب علينا أن نكون صفا واحدا ضد هذا الإرهاب.
س - لماذا يُستهدف الشيعة هنا، هل لأسباب سياسية؟ هل لكونهم أغلبية مثلا في العراق؟
ج - الشيعة يشكلون أغلبية السكان في العراق وهم يتصرفون سياسيا كشيعة وعندما يضطهدون كشيعة وتجري عمليات إرهابية ضدهم كشيعة. لكن الشيعة في العراق لديهم أفكار سياسية مختلفة تظهر عندما ينتهي الإرهاب وتنتهي عمليات الاضطهاد في العراق. الشيعة في العراق يدعمهم محبين للحرية ويدعون إلى الديموقراطية ويدعون إلى الانتخابات ويدعون إلى الدستورية وهم يريدون التعايش بشكل واضح وصريح وسلمي مع كل أبناء العراق. الشيعة العراقيون يجنحون نحو السلم بشكل عام ولكنهم سيدافعون عن أنفسهم إذا تعرضوا للاعتداء والإرهاب. وأنا أعتقد أن من يريد أن يمنع أي شيعي في العراق أن يكون له الدور المفتوح أمام كل عراقي آخر سياسيا أو في المجالات الأخرى فإنه يرتكب خطأ كبيرا، لأن الشيعة لن يقبلوا بعد اليوم أن يكونوا عرضة للاضطهاد.
س - هل تعتقد أن هناك حكومات وأنظمة في منطقة الشرق الأوسط تدعم المنظمات الإرهابية وهجومها على الشيعة؟
ج - هناك شيء واضح، هناك هجرة وتسلل للإرهاب إلى العراق من بعض الدول العربية وهذا الأمر يقودني إلى القول أن هناك بعض الدول العربية لا تتمنى الخير لهذه التجربة الديموقراطية في العراق ولا تريد لها النجاح. هم يعتقدون أن ما يجري في العراق سيؤثر عليهم. وإذا نجحت التجربة الديموقراطية فذلك سيقود الكثير من أبنائهم بالمطالبة بالديموقراطية في بلادهم. وكان هذا التخوف موجود منذ زمن، ومع الأسف بدأ يظهر جليا في كيفية تعامل هذه الدول مع العراق وهناك أدلة كثيرة. كثير من هذه الدول تمول محطات إذاعة وفضائيات تلفزيونية وتبث هذه المحطات دعوات طائفية وتحاول أن تظهر الشيعة وكأنهم يتنكرون للعرب. هذا الأمر يشجع الإرهاب في العراق.
س - وماذا عن أجهزة المخابرات العربية، هل تتهمها؟ هل تعتقد أن لها علاقة مع هذه المنظمات الإرهابية؟
ج - هناك أدلة أن بعض أجهزة المخابرات في الدول العربية المجاورة والتي ليس لها حدود مباشرة مع العراق تشجع الذين يقومون بالعمليات الإرهابية. لم يحن الوقت الآن لإعطاء التفاصيل ونحن على اتصال بهم لعلهم يرتدعوا عن القيام بهذه العمليات. لم يأت الوقت الآن لإعطاء التفاصيل، ولكننا نعلم بالتفاصيل.
س - هناك من يتهم بعض أجهزة الاستخبارات الإيرانية بالضلوع في بعض الهجمات؟ المعروف عنك أنك ترفض هذه الاتهامات، ولكن لماذا ترفضها؟
ج - أنا أعتقد أن لإيران مصلحة قوية في سقوط صدام ومصلحة قوية في استتباب الأمن للنظام الديموقراطي في العراق. وأنا لا أعتقد أن لإيران إطلاقا أي مصلحة في إثارة القلاقل في العراق في الوقت الحاضر، لأن هذا الأمر قد ينعكس عليها وقد تتعرض هي إلى أمور عنيفة وإرهابية وكذلك تتعرض إلى ضغوطات كثيرة. الذي يتهم إيران عليه أن يأتي بالدليل كما لدينا أدلة على الآخرين.
http://www.radiosawa.com/interviewDe...nterviewID=154