من مساهم في" موقع دولة القانون" إلى دولة رئيس الوزراء
تحية احترام وبعد،
. لقد شاء الله أن نجد فيك وفي ائتلافك أحلامنا التي دمرها الطغاة عبر عقود طويلة من الزمن فأفقدتنا حلاوة طفولتنا ومتعة شبابنا التي قضيناها بين الأحزان وا لأحزان. أب يسجن وأم تثكل وأخ يقتل ويختفي صديق الطفولة دون أثر. واليوم و يواصل من يحمل أرث الطغاة سعيهم المحموم لوأد كهولتنا وما تبقى لنا من طعم الحياة.
لقد اختاركم القدر لتقودوا العراق في أشد مراحل حياته خطرا وهو يصارع للخروج من دياجير الدكتاتورية إلى صبح الحرية والديمقراطية. جحافل قوى الظلام تحشد كل ما في ترسانتها من أسلحة قديمة وجديدة وتتجه صوب العراق لتعيده إلى زمن الظلمة. وإذ يهيئ شرفاء العراق من أمثالكم سلاحهم الذي هو كلمة الحق لا غير يقف وراءهم وعلى يمينهم وشمالهم أناس شتى ومن بين هؤلاء صحافيون وكتاب لا سلاح لهم يواجهون معكم بها هذه الجحافل غير سلاح الكلمة. هؤلاء يمنون أنفسهم ليل نهار لو أن "سلاحهم" وجهوه ضد الغزاة المتربصين. غير أن ما راعهم وراع أخوانهم العراقيين هو أنهم رأوا طابورا خامسا يترصد بالجميع ينتظر لحظة اقتراب جحافل الغزاة لينقض على المدافعين من الخلف ويفتح بوابة القلعة الصامدة في وجه الغزاة فيكون ثوابهم أن يصبحوا خدما لزعماء الغزاة.
من يتولى أمر هؤلاء الذين اختلطوا بصفوف المدافعين وقد استل كل واحد منهم خنجره منتظرا لحظة أن يوغلها في صدر مدافع؟ أنهم المحذرون والمنبهون لخطر هؤلاء وعلى رأسهم يقف الكتاب والصحفيون.
لك الحق كل الحق لأن تنأى بنفسك وبائتلافك عن كل مسيء لرجل شريف ونقف معك بذلك ولكن هل نتركك لوحدك تقارع الطابور الخامس وتتصدى للغزاة؟ أنت لم تخترنا بل نحن اخترناك. أنت لا تعرفنا ولكن نحن نعرفك وآلينا على أنفسنا دون دعوة منك أن نتصدى للطابور الخامس. قد نشط ونحيد عن الطريق غير إن كلمتنا إن أصابت فهي لا تقتل وإن "قتلت" فلن تقتل الشريف. أين نحن من أولئك "السياسيين" الذين يستخدمون كل ما في الأرض من خبث ليسفكوا الدم العراقي الطاهر ويستبيحون المحرمات ويرقصون جذلا على "إيقاع" الانفجارات ويطلقون الموت كلمات متى شاءوا بغير حساب؟ "سياسيون" يركعون أمام كرسي الحكم لا يبالون أن يكون لونه أحمر بلون دم العراقيين. أما "أصحاب المقامات" فلن نتصدى لمن حافظ على عهده مع الله بل مع من باع عهده مع الله ليشتري به عهدا مع كرسي الحكم. فلينظروا إلى رجل العفة السيد السيستاني أدامه الله للجميع. أما كان بإمكان هذا الرجل أن تدان له رقاب في المشرق والمغرب؟ ولكنه ظل يجلس على الأرض فوق سجادته البسيطة ويأكل أكل الفقراء لأنه لم يستبدل عهده مع الله بعهد غيره. لماذا لا يتشبهون ولو بجزء منه بدلا من أن يتشبهوا بالطغاة؟ لماذا لا يتعلمون منه الكلام بدلا من أن ينبشوا في قاموس كلمات البعث؟عندما يختار "أصحاب المقامات" هؤلاء أن يكونوا جزءا من الدنيا وليس من الآخرة فأي لوم يقع علينا عندما نتصدى لهم بسلاح الدنيا؟ وعندما يكون لسان حالهم يقول "هي الدنيا تسوسنا ولا نسوسها" فنقول لهم نحن ناقدوكم جزء من هذه الدنيا التي تتحدثون. ارجعوا إلى كلمة الله فستجدوننا قد سبقناكم وان لم يعجبكم سبقنا لكم فلن يضيرنا أن نركض وراءكم لاهثين.
ذئاب السياسة بالعراق جعلوا من شعبنا حملانا يأكلونها إن جاعوا ويتسلون بقتلها إن لم يجوعوا وإذا كنا نحن الكتاب عاجزين عن مواجهة الذئاب فلن نبخل على شعبنا بصرخات التحذير ولو من بعيد.. لا ندعي أن ألمنا على شعبنا هو بقدر ألم من فقد عزيزا ولكن ماذا نفعل أكثر من أن ننبه الناس لخطر الذئاب؟
لم يكلفني أحد بأن أقف "مدافعا" عن موقع أو عن أحد ولا أنا "أدافع" عن نفسي فمن يدافع عن ضميره ليس مذنبا بشئ.
ولك مني ألف الشكر يا دولة الرئيس
وليد العبيدي
ملاحظة: كلامي له صلة ببيان " ائتلاف دولة القانون" حول "موقع دولة القانون".
.