بسم الله الرحمن الرحيم .
جائت الشريعة الاسلامية من يوم الاول لنزولها مبيحة لتعدد الزوجات بشرط أن يعلم الزوج من نفسة القدرة على العدل بينهن . فإن كان يعلم أنه لا يستطيع العدل بينهن أو يخشى أن لا يعدل بينهن فلا يجوز له أن يتزوج غير امرأة واحدة . وإذا كان يعلم أنه يستطيع العدل بينهن فليس له أن يجمع بين أكثر من أربعة نسوة . وذلك قوله سبحانه وتعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) .. النساء 3 . وقد سايرت الشريعة الاسلامية منطقها الخاص , وسايرت الطبيعة البشرية وجائت متفقة من الغرض من الزواج حينما قررت إباحة تعدد الزوجات .
فأما ان الشريعة قد سايرت منطقها الخاص فذلك أن الشريعة تحرم الزنا تحريما كلياً وتعاقب عليه أشد العقاب حتى انها لتعاقب الزاني المحصن بالرجم ( أي الرجم القتل رميا بالحجارة ) فوجب أن لا تحرم الزنا على الناس من وجه وتدفعهم إلى الزنا من وجه اخر . ولا شك أن تحريم تعدد الزوجات يدفع الناس الى الزنا وذلك بينهما كلما نشبت الحروب وتعددت . . فتحريم الزواج إلا من واحدة يؤدي الى بقاء اعداد كبيرة من النساء دون زواج وحرمان المرأة من الزواج من استعدادها له معناه أن تجاهد المرأة طبيعتها . وهو جهاد ينتهي غالباً بالفشل والاستسلام وإباحة الاعراض والرضا بالسفاح . وذلك فإن الرجل والمرأة بختلفان من حيث استعدادهما للعملية الجنسية . فالمرأة ليست مستعدة في كل وقت لغشيان الرجل إياها لأنها تحيض غشيانها محرم في المحيض او ايام النفاس والإثقال بالحمل .
اما الرجل فاستعداده واحد لا يختلف باختلاف ايام الشهر والسنة . فإذا حرم على الرجال أكثر من واحدة كان معنى ذلك حمل الكثير على الزنا لأنهم لا يستطيعوا أن يكبتوا غرائزهم الجنسية أيام الحيض والنفاس والإثقال بالحمل . او في ضرف برودة الزوجة جنسيا وعدم تمكنها من اشباع غريزة الزوج أو حلات عقم الزوجة ورغبة الزوج بالذرية ....
اما الشريعة الاسلامية . سايرت طبائع البشر في إباحة تعدد الزوجات فأنها قدرت قوة الغريز الجنسية حق قدرها , فلم تعرض الرجل أو المرأة لا متحان إن نجح فيه العشرات وسقط فيه الملائين من البشر . ولم تفرض على الرجل أن يتزوج واحدة فقط حتى لا تحكم على بعض النساء بالبقاء عوانس مدى الحياة . وينتضرا طول اعمارهن ويحلمن بالاولاد والأسرة الكريمة ولا سبيل إلى التحقيق حلمهن . ويقاومن الغرائز الجنسية فلا تعود عليهن المقاومة الا بضعف الصحة والعقل وخسارة العفة . ولم تفرض الشريعة على أن يتزوج واحدة فقط حتى لا تعرضه للوقوع تحت سيطرة الغرائز الجنسية في فترات الحيض والنفاس أوغيرها من الفترات التي يضعف فيها استعداد المرأة لاستجابة . لأن الرجل في غالب يخضع لسلطان الغرائز أكثر من مما بخضع لسلطان العقل شأنه في ذلك شأن المرأة وإن كانت طبيعة المرأة تساعدها على كبت غريزتها أكثر مما بستطيع الرجل .
وأما الشريعة في إباحتها التعدد جاء متفقاً مع الغرض من الزواج فلاصل أن الغرائز الجنسية ركبت للرجل والمرأة لحفظ النوع , وأن الزواج شرع للتناسل وتكوين الأسرة , فإذا تزوج الرجل امرأة عقيمة ولم يبح له أن يتزوج غيرها فقد تعطلت كل وضائفه الجنسية عن أداء الغرض الذي خلت له .وتعطل الغرض من الزواج نفسه ,كذلك فإن قدرة الزوج على التناسل غير محدودة أما قدرة المرأة فلها حد لا تتعداه , فالرجل يستطيع أن ينجب أولاد حتى يبلغ السبعين واكثر في المتوسط وفي الغالب حتى اخر عمره . اما المرأة فتنعدم قدرتها على التناسل فيما بين الأربعين والخمسين اغلب الاحيان . فلو حرم على الرجل أن يتزوج أكثر من واحدة لكان معنى ذلك تعطيل وظيفته التناسلية حوالي نصف المدة التي يستطيع فيها أن يؤدي هذه الوضيفة .
هذه هي نضرية الشريعة الاسلامية في إباحت تعدد الزوجات قررتها لدفع الضرر ورفع الحرج . ولتحقيق المساواة بين النساء ولرفع مستوى الأخلاق , وظاهر من النصوص الذي قررها أنه نص عام إلى اخر حدود العموم , مرن الى اخر حد من المرونة وهذا ما جعلهة متحفظا بصلاحيته التي كانت له من اربعة عشر قرنا .وما سيجعله محتفظا بهذه الصلاحية إاى ماشاء الله .
ولم تأت الشريعة الاسلامية بهذا النص لتساير به حال الجماعة فقد كان العرب يجيزون تعدد الزوجات , إلى غير حد , ولم يكونوا يستسيغوا تحدسد عدد الزوجات , وقد اضطر الكثيرون منهم بعد نزول النص الى إبقاء أربعة فقط من أزواجهن وتطليق الباقيات , لكن الشريعة جاءت بهذا النص لترفع به مستوى الجماعة . ولان وجود ضروري في شريعة دائمة كاملة لا تقبل التغير والتبديل .
ونضرية الشريعة في تعديد الزوجات من النظريات التي لم تعترف بها القوانين الوضعية حتى الان .بل كانت هذه النظرية قديمة لتنذر الأوربين واستهجانهم . واداة يستخدمونها في طعنهم على الاسلام . أما البوم فأن النظرية تجد لها في نفوس علمائهم ومصلحيهم وكانا وفي صخفهم وفي مفختلف تصريحاتهم ,
ومن يدرس لعل اليوم الذي تأخذ فيه القوانين الوضعية بهذه النظرية قد لقترب , فأن الحروب المستمرة بسبب الاستهتارات لبعظ الحكام من من يوصفون بمراهقي حري وتجار السلاح قد ساعت كلاهما دون علم على تهيئة الأذهان لهذه الكظرية , حيث قتل في هذه الحروب اعداد كبيرة من الرجال وترمل اعداد كبيرة من النساء وزاد عدد النساء على الرجال زيادة واضحة .
والحق ان الحروب لم تكن هي الدافع الوحيد الذي حمل الأربين على التفكير في إباحة تعدد الزوجات , وانما حملهم على ذلك أسباب اخرى متعددة منها انتشار المخالفة بحيث أصبح لكل رجل عدد من الخليلات يشاركن زوجته في رجولته وعطفه وماله , بل قد يكون لإحداهن في هذه أكثرمن نصيب زوجته . ومنها شيوع الزنا وما يترتب عليه من جنايات أقلها كثرة أبناء السفاح الذين يقذف بهم الى الشوارع خوف من المسؤولية او نوع من انواع مخافة من العار ببعض الدول الغير الاوربية . وبعض الاوقات او اغلبها قتل الاجنة ببطن امهاتهم . ومنها الزيادة الطبيعية في عدد النساء وحاجة هؤلاء إلى أن يكون زوجات وأمهات , ومنها قلة النسل قلة ظاهرة في الشعوب الأوربية , قهذه الأسباب مجتمعة مع غيرها دعت الناس إلى أن يفكروا في اباحة تعدد الزوجات باعتباره العلاج الطبيعي لهذه الظواهر والامراض الاجتماعية والخطيرة .........
وشكرا