مؤتمر الكفاءات يدعو الخبرات والطاقات إلى المشاركة في إعادة إعمار البلاد

[منازار]

المالكي يؤكد خلال افتتاحه الملتقى سعي الحكومة لتوفير الظروف الملائمة لعودة عراقيي الخارج
بغداد - الصباح
تعول الحكومة والبرلمان على عودة الاف الخبرات العراقية المغتربة من اجل المشاركة في اعادة اعمار البلاد والنهوض بها من جديد بعد سنوات من الاهمال والتردي في مختلف المجالات.




واظهر جمع كبير من الكفاءات خلال مشاركتهم في المؤتمر العلمي الاول للخبرات والطاقات في المهجر، رغبته بالعودة عن طريق سن التشريعات القانونية الخاصة بهم وتذليل الاجراءات الروتينية وتوفير الاجواء الامنية مع ادامة التواصل وفتح قنوات جديدة مع الخبرات المنتشرة في مختلف انحاء العالم. وفي وقت كشفت مصادر لـ"الصباح" عن وجود خطط لعقد ثلاثة مؤتمرات مشابهة للقاء الكفاءات، اكدت كلمات المسؤولين في الدول وفي مقدمتهم رئيس الوزراء نوري المالكي، العمل على توفير جميع الظروف الملائمة لعودة هذه الخبرات للمشاركة في بناء العراق الجديد.
- رئيس الوزراء: عجلة الإعمار دارت بعد الانتصار على الإرهاب
وقال رئيس الحكومة في كلمة له خلال حفل افتتاح المؤتمر: ان عجلة الاعمار دارت دورة حقيقية وانتصرنا على الارهاب رغم الجراح، وتحولنا الى البناء والاعمار بوقت قياسي، وكانت ارادتنا صلبة في التصدي للارهاب الاسود عندما تضافرت الجهود والعقول لايقاف نزيف الدم والانحدار الذي اراده الاعداء للعراق".
واضاف المالكي "ان ارادة شعبنا تنازع المستحيل عبر التاريخ وان حضور اصحاب الكفاءات المهاجرين في هذا المؤتمر دليل حبهم للعراق وتعلقهم به والاخلاص له"، مؤكدا بالقول: "سنزيل الظروف التي اجبرت العراقيين على الهجرة نتيجة تصرفات النظام السابق والاذى الذي اجبرهم على ترك العراق، وسيواصل العراقيون العمل على توفير البيئة التشريعية المناسبة" وخاطب المشاركين القادمين من المهجر: "لقد انجزنا الكثير منذ سقوط النظام وفي المرحلة التي تلت ذلك، وهيأنا الفرصة لعودتكم لأننا نعتقد ان العراق لا يبنيه الا أبناؤه، ونريد حضوركم في ميادين العمل والبناء والمسؤولية ونحن مسرورون بوجودكم اليوم في بغداد"، مبينا ان الدمار الهائل الذي خلفه النظام السابق الحاقد شمل كل نواحي الحياة من ضعف في الجامعات وقدراتها العلمية، الى خراب للبنى التحتية، الى تضرر نسيج المجتمع العراقي، وقد استعدنا اللحمة اليه، ونحن واثقون بقدرة العراقيين على اختصار الزمن وقوة تصميمهم على المضي بحملة البناء والاعمار".وشارك في مؤتمر الكفاءات عدد كبير من المسؤولين واكثر من 250 شخصية من الخبرات والطاقات في المهجر ومن المختصين في المجالات العلمية والاجتماعية.
- المشهداني يشدد على أهمية عودة الكفاءات
من جانبه قال رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني: ان تهجير الكفاءات العلمية العراقية مأساة حقيقية، لاسيما وان البلد يتطلع الى تنفيذ عملية اعادة البناء والاعمار.
ولفت المشهداني في كلمة له خلال المؤتمر الى ان "موت مثقف في ظروف طبيعية يعد كارثة، فكيف بأسراب من علماء العراق ومفكريه وكفاءاته الوطنية وقد نالتها رصاصات الاقصاء والالغاء وهلامية الفكر وعبثية السلوك".
ووصف المشهداني الحاضرين من ذوي الكفاءات بالقول: "انتم رأس المال الرئيس للعراق العظيم، ان هجرة الكفاءات حسبما وصفته منظمة اليونسكو هو نوع شاذ من انواع التبادل العلمي ويقصد به نقل العقول البشرية التي تعد احد عناصر الانتاج"، مؤكدا ان "وطننا يسع الجميع وان ما يهمنا هو العراقي والعراق اولا وما دون ذلك لا يهمنا، ولقد كانت السنوات الماضية مرحلة عصيبة لانها مرحلة انتقالية خلفت إفرازات سياسية واجتماعية اقل ما توصف بها انها كانت شاذة".
اما الشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس البرلمان فقد دعا جميع الكفاءات العلمية إلى المشاركة في بناء العراق الجديد ومناقشة آليات مقترحة للتواصل معهم في المهجر.
وبين الشيخ العطية ان "الهدف من المؤتمر هو تهيئة اجواء حوارية بين اطراف معنية من جهات تشريعية في وزارات ومؤسسات حكومية وكفاءات مهاجرة وخبراء ومختصين وبالتالي تحديد مستلزمات اشراك كفاءات الخارج في بناء العراق الجديد وتدارس آليات مقترحة للتواصل معهم في المهجر، اضافة الى ضمان عودة الراغبين من الكفاءات للعراق".
- المفتي يكشف عن مؤتمر موسع
في غضون ذلك عد رئيس برلمان اقليم كردستان عدنان المفتي مؤتمر النخب والكفاءات العراقية المغتربة بانه يعطي رسالة للجميع ومنهم المغتربون بسبب ظروف الحرب والدكتاتورية وعدم وجود حريات "بان الجميع يدعم جهودهم فالوطن بحاجة الى سواعد الجميع من ابناء كردستان مرورا للوسط وحتى الجنوب ومن الداخل والخارج".
واشار المفتي في تصريح خاص لـ"الصباح" الى ان "العراقيين في خارج البلد يشكلون نسبة كبيرة وعددهم بالملايين والاوضاع تحسنت وبدأت مسيرة الاعمار بعد ان استطاع الشعب العراقي ان يدحر الارهاب وان يكون له دستور يمثل خارطة طريق لبناء العراق وهو الان بحاجة الى مساهمة الجميع من موقعة فالكفاءات التي ستعود الى العراق سيكون لها دور كبير في بناء البلد وتقدمه ".
واكد ضرورة ان "تسود الثقافة الديمقراطية في البلد وهذه الممارسة عملية ليست سهله وتحتاج الى ثقافة جديدة وسيكون دور العراقي المغترب كبيرا من خلال دعمها وبناء المؤسسات وسلطة القانون والدفاع عن العراق ونظامه الفيدرالي الجديد الذي سيكون انموذجا جيدا يحتدى به من قبل الاخرين".
واوضح المفتي ان المؤتمر" سيقرر عدة توصيات موجهة من قبل المؤتمرين للحكومة والبرلمان والاحزاب السياسية والجالية العراقية في الخارج من اجل التواصل وان يكون العمل من اجل مؤتمر اخر ثان اكثر سعة ومشاركة من قبل النخب العراقية في مختلف دول العالم، اذ هناك الالاف منهم لم يشاركوا وينبغي تشكيل قنوات الاتصال مع جميع الجالية العراقية، وان تقوم السفارات العراقية في الدول الاوروبية واميركا واستراليا بتقديم التسهيلات الكاملة واللازمة للعراقيين من حيث تسهيل العودة واصدار جوازات السفر الجديدة ".وتابع: "كلما تقدمنا ببناء المؤسسات وترسيخ الامن والديمقراطية حققنا عودة للمغتربين، كما ان حكومة اقليم كردستان ووزارة التعليم فيه تقومان بالاتصال بالكفاءات الموجودة في الخارج، وقد تم تأمين عودة الكثير منهم الى كردستان والعمل في مختلف الاختصاصات، وهناك اجتماعات لبحث كيفية العودة وافكار لتشكيل مديريات خاصة بحكومة الاقليم لتتولى شؤون المرحلين والكفاءات".
- مشاركون في المؤتمر: مستعدون للعودة والتكاتف مع أبناء الوطن
واستطلعت "الصباح" اراء نخبة من المشاركين في المؤتمر بخصوص ما سيتم طرحة وبحثه في ايام المؤتمر الثلاثة، اذ قال الجراح الاستشاري العراقي عبد الامير المختار: ان "اهم ما نطمح له هو بحث الوصول الى نقاط محددة لعودة الكفاءات الى داخل البلد من جديد ونتوقع من الحكومة ان تساعد على تسهيل عودتهم من ناحية القوانين وتذليل الاجراءات الروتينية وتوفير الامن لهم ولعوائلهم"، مؤكدا ان عدد العائدين سيكون كبيرا، لاسيما وان رئيس الوزراء قال: ان "جميع العراقيين في الخارج قلبهم مع بلدهم".
وبين المختار الذي شغل ادارة مجمع مدينة الطب لعدة سنوات، ان هناك افكارا ستتم مناقشتها من خلال ايجاد التشريعات التي تساعد على العودة وكيفية ضمان العودة، وان يكون وجودها مفيدا كونهم سيتركون اعمالهم التي شغلوها لسنوات عدة، وهم يريدون عودة مثمرة تتجاوز الاحباط الذي قد يتعرضون له".
من جهته عد الاكاديمي فلاح كنو البغدادي المتخصص بمجال الادارة والقيادة في بريطانيا ومؤسس التجمع العراقي في مانشستر، المؤتمر بانه "فرصة مهمة" لجذب الخبرات والكفاءات العراقية في المهجر التي تنتمي لمختلف الاختصاصات والتعرف على ما يجري في التطور بالعملية السياسية والتحسن الامني من اجل حثهم على العودة والمشاركة في دعم العملية السياسية الجارية وبناء البلد" .
واضاف ان "السياسي يحتاج لاي اختصاص اخر كي يعينه بعمله وتطوير الخدمات والاسراع بعملية البناء"، داعيا الى "اقامة مؤتمرات اخرى باشكال مختلفة لان هناك الاف الكفاءات العراقية التي لم تشترك وان الحاضرين في مؤتمر الكفاءات الاول عينة صغيرة مما هو موجود في الخارج".
واشار البغدادي الى انه "سيقدم مقترحا لتأسيس هيئة المغترب العراقي وتكون مستقلة وترتبط برئاسة البرلمان او بالبرلمان مباشرة او بمكتب رئيس الوزراء من اجل ادامة التواصل مع المغتربين في كل مكان واجراء مسح سكاني حقيقي للتعرف على احتياجاتهم وامكانياتهم من اجل خدمة البلاد"، منوها بوجود" ابناء عراقيين منفصلين عن عائلاتهم ويعيشون حاليا في كنف الرعاية الاجتماعية، او مع عائلات بريطانية او اميركية والمانية او غير ذلك وعلى الحكومة متابعة اوضاعهم".
بدوره اكد الدكتور في الهندسة المدنية كهلان الجبوري المقيم في بريطانيا، "كنا ننتظر هذه الفرصة من وقت طويل لان البلد لا ينهض من دون ابنائه والكفاءات العراقية المشاركة مسرورة لمبادرة مجلس النواب بدعوة مئات منهم للبحث في اليات العودة".
ولفت الجبوري الى وجود افكار كثيرة ستبحث اثناء المؤتمر، ابرزها "التواصل مع المغتربين في الخارج وتسهيل سبل العودة وتذليل عقبات عودتهم من ناحية انتقالهم وعملهم"، معلنا استعداد الكفاءات الى العودة للعراق والمشاركة في بنائه "فالعراق مكاننا الطبيعي كما ان الغربة تضعنا في بودقة ضيقة تجعلنا غرباء عن ثقافتنا ولغتنا".
- إشادة كبيرة بعقد المؤتمر
ويشير الاستاذ في مجال الصناعات الدوائية والكيميائية في معهد دبلن التقني حسن هادي العلاق الى ان "معالجة الاوضاع في البلد تحتاج الى وقت، لكن الحكومة جادة في توفير كل ما يمكن من عودة الاف الكفاءات" .
في حين بين الفنان المعروف حمودي الحارثي ان " تضافر ابناء الشعب والخبرات والنوايا الحسنة سيمكن من بناء البلد بجميع ابنائه واطيافه، خاصة مع وجود خبرات كبيرة جدا في الخارج وهي عبارة عن اضعاف الحاضرين للمؤتمر الذي شهد موجة عارمة من الفرح من قبل المشاركين".
واوضح ان "تحسن الظروف الامنية وتحقيق دولة القانون ودعم الهيئات التنفيذية والتشريعية سيساهم في جذب الكفاءات الكبيرة والعلماء والمفكرين في الغرب الذين لهم دور كبير في بناء تلك البلدان" .
ويؤكد الدكتور هلكوت حكيم الاستاذ في جامعة باريس ان "المؤتمر مبادرة جيدة من قبل البرلمان لتقريب العراقيين المغتربين في الخارج ونظرائهم في الداخل ويحقق فوائد مهمة عبر ما سيتم التوصل اليه خلال الاجتماعات المقبلة في هذا المؤتمر بشان تشكيل اللجان وكيفية الوصول الى الاهداف المرجوة".
وشدد حكيم على اهمية" تشكيل لجان خاصة لدراسة وضع المهاجرين في الخارج من اصحاب الكفاءات بشكل مستمر والوصول الى معرفة عدد المغتربين بالتعاون مع الشخصيات المعروفة لتحقيق نتائج مهمة على صعيد جذب الكفاءات العلمية والاكاديمية ومعرفة اماكن تواجدهم وحياتهم العملية والوظيفية"، موضحا ضرورة " دراسة الاسباب التي تعيق عودة الخبرات الى البلد او تضعهم في موقف المتردد في الرجوع من قبل لجنة خاصة للحصول على نتائج اكثر فائدة ويسر لمعرفة هذه الاسباب من اجل معالجة الامر وتذليل العقبات".
واكد امكانية اعتماد مسألة العودة المؤقتة بدلا من التشديد على العودة النهائية، اذ ان هناك كفاءات تعمل لمدة سبعة اشهر في السنة ويمكن لها ان تعود في فترات معينة كأن تكون لمدة شهرين او اكثر للعمل في الجامعات العراقية والقاء المحاضرات والتدريس المؤقت وهي طريقة موجودة في مختلف الجامعات العالمية”.

[babil]

مشكورة اخت منازر على الموضوع
ولكن احببنا التنبيه للسادة المسؤولين بان الكفاءات الموجودة بالخارج اذا كانت عراقية " ولو هي حتما عراقية " فلماذا يتم مطالبتها بالحصول على فيزا لدخول العراق؟؟؟
ولماذا على الوافدين منهم لزيارة اهلهم الحصول على اقامة بالعراق وتعريضهم لخساسة موظفين الاقامة بدفع الرشوة؟؟

حتى في زمن الظلام وعصابات البعث كان العراقي المغترب لديه هوية مغتربين يبرزها على الحدود فلا يتعرض له اي مرتزق..
فلماذا في عصر النور يتعرض هؤلاء العراقيون الى اعتبارهم غير عراقيين؟؟؟