اليوم وانا احضر خطبة الليلة الثالثة للسيد محمد باقر الفالي في الحسينية الكربلائية في الكويت استوقفتني بعض الروايات التي ينقلها سماحة السيد .
فمثلا يقول عن فرعون بأنه كان ذو لحية طويلة و يعلق عليها الجواهر ، و انه عندما اراد ان يتحدى نبي الله موسى ويريد ان يطلع الى اله موسى ويصعد للسماء ، بنى له صرح و بناء عالي و فوق هذا الصرح جعل كرسي يجلس عليه فرعون ، فاراد فرعون ان يطير في السماء ليرى اله موسى ... فماذا فعل ؟؟
يقول السيد ان فرعون ربط اربع نسور بأطراف الكرسي ولكي يجعلها تطير ربط قطعة من اللحم في اعلى هذا الكرسي فعندما تجوع النسور فانها تحاول ان تصل الى اعلى الكرسي للوصول الى الذبائح فعندما تطير فانها ترفع الكرسي معها فيطير فرعون و كرسيه في الهواء !!!!
سبحان الله ... رفقا بعقولنا يا علمائنا !!
ورواية أخرى عن كيفية طيران الكرسي ... يقول السيد ان الفراعنة استطاعوا ان يهيئوا نوعا من المغناطيس و ركبوه على الكرسي و بطريقة ما مجرد وضعهم بشكل هندسي فان كرسي فرعون يطير في الهواء !!!
لا اله الا الله ... والله اني لأحب السيد و الكثير من الشباب يعجبهم اسلوبه في الخطابة و لكننا لا نريد ان يكون مذهب اهل البيت مرتعا للقصص الخيالية و الخرافية التي تسئ للمذهب .. و انا لا اتهم السيد بتلفيق هذه القصص .. حاشاه و لكنها جزء من ثقافة سمح لها بالنمو ليدلي كل من هب و دب ببعض خياله الواسع .
وعندما بحثت في الانترنت وجدت ان هذه القصص مذكورة في كتاب للسيد الشيرازي .. و لااعلم بدوره من اين نقلها ؟ و لكن اظن و انا في هذا العصر عصر المعلومات فاننا اصبحنا نحتاج الى ذكر المصادر التي تم نقل هذه القصص عنها .. فبالتأكيد اي قصة او رواية ان لم تكن ترجع لقرآن او معصوم فهي مردودة ، و يشترط ايضا ان يتم اثبات صحة الرواية من ناحية السند و المتن ، اما غير ذلك فليسمح لنا علماؤنا لن نستطيع تصديقها .
================================================== =
لقد غرق فرعون وآل فرعون، و(كم تركوا من جنّات) بساتين ونخيل، (وعيون) مياه جارية، (وزروع ومقام كريم) من قصور وبيوت ومساكن، (ونعمة كانوا فيها فاكهين) بكلّ سلام ودعة (كذلك وأورثناها قوماً آخرين) من بني إسرائيل وغيرهم.
ومن طريف ما يحكى: أن امرأة من بني إسرائيل لما عبروا البحر، جلست على الماء تغسل بعض حاجاتها، وإذا بها ترى جثّة فرعون، وضربها الماء حتى أتت الجثّة قرب المرأة، فأخذت المرأة تقتطع بعض الجواهر التي علّقها فرعون في لحيته وتذكّرت هناك قصّة عذابها على أيدي عمّال هذا الطاغية:
فقد كان أمر فرعون جلاوزته بتعذيب بني إسرائيل بأنواع العذاب لعلّهم يرجعون عن الإيمان بإله موسى. تخلّصاً من العذاب، فقد كانوا (يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم) فكانت الجلاوزة تسخّر النساء لأعمال شاقة، حمل الطين وما أشبه على السلالم، إلى السطوح.
وكانت هذه المرأة ـ صاحبة القصّة ـ ممن شملهم العذاب، فقد سخّرت ذات مرّة لرفع الطين، وكانت حاملاً، وفي رجلها قيدٌ، لئلا تهرب، فأدّى الحمل والقيد والطين إلى سقوطها عن الدرج، فرضّت عظامها وأسقطت جنينها.. فرفعت رأسها، وهي مذهولة، وخاطبت ربّها: هل أنت نائم يا رب؟
واليوم حيث أخذت تقتطع جواهر لحية فرعون الغريق، ذكرت القصة، وسمعت منادياً غيبيّاً يجيبها، عن كلامها ذاك: (لا، لسنا نائمين)!!
* * *
لقد غرق الطاغية فرعون بعد ما فسد وأفسد، وضلّ وأضلّ، وطغى وتجبّر، فأين فرعون، وأين جلاوزته، وأين جلاّدوه، وأين سجونه، وأين أعوانه وأنصاره؟؟
بل أين صرحه المدهش؟ فقد (قال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري) وموسى كاذبٌ في مقالته أن للكون إلهاً (فأوقد لي يا هامان على الطين) أوقد النار على الطين، ليكون أجرّاً وجصّاً، (فاجعل لي صرحاً) قصراً عالياً في الهواء. فأصعد إلى السطح (لعلّي أطّلع إلى إله موسى) وقد ظنّ فرعون أنّ الله مقرّه السماء جاهلاً أو متجاهلاً أنه لا مكان لله تعالى، كما أنه لا زمان له سبحانه (وإني لأظنه) أي أظن موسى (من الكاذبين) في قوله إن للكون إلهاً.
وهكذا أمر فرعون وزيره (هامان) وامتثل هامان، فسخّر ما يقارب المائة ألف من أهل مصر، لبناء صرح لم ير مثله في العلو والارتفاع، حتى تم البناء، وصعد فرعون وهامان سطح القصر، ثم هيأ (هامان) مهداً ذا أربعة قوائم صاعدة فوقه، وأربعة أساطين نازلة تحته وهيأ أربع نسور قويّة، وربطها بالأساطين، وعلّق فوق القوائم أربع ذبائح، وجوّع النسور.
ثم جلس فرعون وهامان في المهد، في أعلى سطح الصّرح، فأخذت الطيور في الطيران كأنها تحاول الوصول إلى الذبائح، حتى بلغ المهد مبلغاً كبيراً في الارتفاع. وهناك لم يريا إلا السماء والأنجم، حيث جنّهم الليل ـ وزاد خوفهما من الصعود أكثر.. فقلّبا وضع النسور واللحوم، بالبكرات والحبال التي كان هامان قد هيأها لمثل هذه المهمّة، إذ نقل النسور من الأساطين إلى القوائم، ونقل اللحوم من القوائم إلى الأساطين.
والنسور الجائعة، رأت اللحم في أسفل فأخذت في الهبوط لتصل إليه سدّاً لجوعتها، وهكذا نزل المهد، ولم يظفر فرعون ببغيته.
لقد ذهب فرعون الطاغي، وذهب أتباعه وجلاوزته، وذهبت كنوزه وقصوره، وذهب صرحه الذي سخّر له العمال الكثيرين، ليطّلع إلى إله موسى ويشاطره ـ بزعمه ـ الملك والحكم
http://www.alshirazi.com/compilation...sasalhaq/7.htm