يواجه الأوربيون مشكلة جديدة هذه الأيام يمكن تلخيصها بمسألة نقل الخدمات من أوروبا إلى الهند على غرار ما حصل عندما قررت شركات كبرى نقل معاملها الإنتاجية الضخمة إلى مناطق أقل كلفة على مستوى التصنيع والأيدي العاملة. الشيئ تالجديد في الأمر هو أن الهند أصبحت من المناطق الأكثر جباً للمؤسسات التي تفكر في توفير التكاليف الإدارية وغيرها من تكاليف الخدمات هذه المرة. وتتوقع كثير من الجهات الإحصائية المتخصصة أن ملايين الوظائف ستختفي في أوربا بسبب نقل إنتاج القطاع الإداري إلى الهند. هذه الظاهرة الإقتصادية الجديد أصبح يطلق عليها BPO أو عملية البحث عن مصادر الأعمال فيما وراء الحدود. حيث أصبح من الممكن لمؤسسات أو شركات تعمل في أميركا أو أوربا الإستعانة بمستخدمين هنود في الهند، كي يؤدوا الكثير من المهام الإدارية الهامة لها. ومن أهم هذه المهام، تطوير برامج الحواسيب، والبرمجة.
من أهم الأمور التي جعلت الهند تكون في الصدارة
يتخرج في الهند سنوياً مليونا إختصاصي في كافة المجالات من الجامعات والمعاهد الأكاديمية الهندية، حيث يشكل المهندسون وإختصاصيو الحاسوب من هؤلاء الخريجين ما يقارب 650 ألف شخص. ويعمل حالياً حوالي 800 ألف هندي في قطاع الخدمات الموجه إلى الخارج. ويقدر الوارد السنوي من هذا القطاع أربعة مليارات دولار ويتوع أن يرتفع الرقم إلى ستين مليار دولار سنة 2010. ويقارب معدل الراتب للإختصاصي الهندي في علوم الحاسبات ما يقارب عشر الراتب الذي يستلمه السويدي بنفس الإختصاص.
تعتبر الشركات الهندية المتخصصة في الحواسيب من أهم الشركات العالمية حالياً، وتجدر الإشارة إلى أن مكتشفي الهوتميل وشذرة بنتيوم الإكترونية هم من الهنود.
تشير الإحصائيات إلى نمو قطاع الخدمات الإدارية وقطاع الأعمال الهندي، حيث بدأنا نرى إنتشاراً لشركات تتخصص في خدماتقطاع الأعمال والتجارة، وتطوير المنتجات، وبحوث الأسواق، وتجارة الأوراق المالية، والإستثمار، والتأمين، والإتصالات، والتسويق. ويتوقع الأوربيون أن مليوني وظيفة سيفقدها الأوربيون في هذا القطاع لصالح زملائهم الهنود الأكفأ والأرخص سنة 2010.
أمام هذا التقرير... أتساءل،
هل سنستطيع أن ننطلق بقوة إلى المستقبل في العراق، مع ملاحظة حرفية العراقي، ومهارته، ومستوى تعليمه، أم أننا سنستمر في عملية الجدل السياسي، والتطاحن، دون الوصول إلى هدف، فيما نستمر نحرق الأخضر واليابس، وبالتالي إحراق أنفسنا.