سوف لن تتحدد ابعاد و ضراوة الحملة الطائفیة الاعرابیة علی الکیان الشیعي في الانفعال حیال ا خطاء تنفیذیة قد تتخلل الاداء الشیعي علی کل حال ….واعین و غیر واعین ..منضبطین او مصابین بحمی القهر التاریخي الطویل الذی مارسه الطاغیة بحق البیت النوعي للانسان الشیعي عموما .
لقد اُعدم الطاغیة صبیحة یوم مبارک في زحمة التجاذبات الصعبة للسیاسة المحلیة و الاقلیمیة خلال ضغوط هائلة امتدت عبر السفیر الطا ئفي الامریکي و وحشیة الارهاب الدموي الیومي وصولا الی اصرار الحکام الموالین للولایات المتحدة علی منع تنفیذ الحکم بالطاغیة الغارق تاریخیا في بحر الدماء .
وقد جاء التنفیذ بعد زمن غیر قصیر من محاکمات علنیة ظل الطاغیة یتبجح فیها بآثامه و جرائمه و حروبه و نزواته التی نالت من الحرث و النسل و الأرض و الإنسان في المنطقة عموما .
و غیر ما شهدناه من تواطؤ الإعلام العربي و تظلیله فإن القطاع العشائري الحاکم سابقا و المتعاطف مع الطاغية کان له الحق المطلق في تظاهراته و مآتمه و عنتریاته المتناغمة مع الشحن الطائفي المشفوع بتهدیدات الموت و الدمار لشعب العراق !
و هؤلاء هم من یتباکون علی الأخلاق و القوانین و الاصول و الحریات المفقودة حسب زعمهم في عراق ما بعد البعث .
لقد قتل عملاق الفکر الإسلامي الشهید الصدر و شقيقته العالمة العاملة فی لیلة لیلاء دون أن یعرف أحد فی العالم کیف و اية محاكمة ثم أین ثراه ؟ قامت قوات الامن باقتياد الحجة السيد محمد صادق الصدر ( والد الشهيد الصدر الثاني ) بعد تعصيب عينيه واقتياده في ظلمة الليل الى نقطة مجهولة ووري فيها نعش الشهيدين ثرى الشهداء و الطاهرين .
و غیر الشهید الصدر العشرات من علماء الأمة لقوا حتفهم علی ید الطاغية قتلا و صبرا و غدرا دون محاكمة أو إعلان أو تابين .
إشارة خاطفة لابد منها الى ما كان يجري في عدالة !‌ و أخلاقية نظام المتباكين على النظام المقبور...
أولا :أن تكون مؤمنا أو متعاطفا مع أفكار الحركة الإسلامية و للقانون أثر رجعي .. كل ذلك يستحق الإعدام.(قانون اعدام الدعاة )
ثانيا : لا محكمة و لا إعلان واضح عن تاريخ الشهادة و لا مدافن معلنة للشهداء .... و لا ينحصر ذلك بشهداء المقابر الجماعية في انتفاضة التسعين .. بل أن آلاف المعتقلين من الحركة الإسلامية في أواخر السبعينات و الثمانينات لم تسلم جثثهم لذويهم بشكل غالب.
ثالثا :‌ تسفير عوائل الشهداء من أصول عراقية بحتة إلى إيران بعد إعدام الشهيد.... و غير خاف ما كانت تتعرض له الأسرة عند أية مظاهر تأبينية محتملة . لقد طردت معلمتان في مدرسة ببغداد بعد أن قدمتا العزاء اللفظي لزميلتهن المغدورة بأولادها الشهداء و كذلك تمّ فصل المديرة بسبب عدم إخبار سلطات الأمن بمثل هذا التأبين .
رابعا : اشراك ذوي الشهيد فى اعدام ابنائهم .
ما نشهده من وقاحة الاعلام البعثي الطائفي ونعيق المتعاطفين معه قد يجد ما يمنحه شكلا من الشرعية الكاذبة و المزورة مع تهاون واضح في اداءنا نحن في مجال الاعداد و الاعلام و وحدة الصف و الموقف التي باتت حاسمة في المستقبل و المصير .