|
-
طلبات مخابرات صدام من عملائها للتقرب من المسؤولين الكرد
معلومات تنشر لاول مرة عن طلبات مخابرات صدام من عملائها للتقرب من المسؤولين الكرد
ملفات الجواسيس الاكراد لنظام صدام ما زالت ساخنة في كردستان
شؤون سياسية - عدد القراءات: 1117 - 01/05/2007
السليمانية - الملف برس - احسان عزيز
منذ زوال النظام السابق في العراق عام 2003 والصحف الكردية المدعومة تثير بين الحين والاخر زوبعة حول ما بات يعرف في اقليم كردستان بقضية ( اصحاب الملفات المشبوهة ) الذين تجسسوا لصالح النظام السابق .
وطوال العام الماضي انفردت صحيفة " هاولاتي " المدعومة من بعض مراكز القرار والنفوذ في كردستان ، بنشر صفحات من تلك الملفات ( المشبوهة ) وفضحت عددا من كبار المسؤولين واقطاب السياسة الكردية ورموزا في الوسطين السياسي والعسكري بكردستان وكشفت بالوثائق والادلة الدامغة ، التي حصلت عليها الصحيفة من مصادرها الخاصة عن العلاقات السرية المشبوهة ، بين اجهزة المخابرات والاستخبارات والامن في عهد النظام السابق ، وبين اولئك ( الشخصيات ) الكردية التي لازال بعضها يتبوأ مناصب حكومية او حزبية رفيعة في اقليم كردستان او في الحكومة العراقية .
الامر الذي اثار ضجة سياسية ازعجت واحرجت مراكزالقرار السياسي في القيادة الكردية ، ودفعت بـ " مسعود البارزاني " رئيس اقليم كردستان الى تشكيل لجنة قانونية للتحقيق في قضية الملفات ، واستجواب المتهمين فيها بالتجسس والعمالة للنظام السابق ، واوكل رئاسة اللجنة الى القاضي " رزكار محمد امين " الرئيس السابق لمحكمة الجنايات العليا في العراق التي تحاكم رموز النظام السابق في العراق ، بتهمة ارتكاب جرائم الحرب والابادة الجماعية للشعب العراقي .
وقد سبق لوكالة " الملف برس " ان نشرت بتاريخ 24 / 12 / 2007 ، مقابلة مطولة مع القاضي " رزكار امين " بخصوص مهام لجنة التحقيق تلك .
وبعد فترة الهدوء النسبي التي اعقبت قرار تشكيل " البارزاني " للجنة التحقيق ، عادت صحيفة " هاولاتي " لتثير القضية من جديد رغم اعلانها قبل اسابيع تسليم جميع ملفات المشبوهين الى اللجنة المذكورة ، بناء على طلب الجهات العليا ،( حسب تعبير الصحيفة ) في حينها ، وراحت تنشر مجددا صفحات مطولة من ملف احد المتهمين بالتجسس على السياسي الشهير " كوسرت رسول على " الرئيس الاسبق لحكومة اقليم كردستان والنائب الحالي لرئيس الاقليم والرجل الثاني والاقوى ، في " الاتحاد الوطني الكردستاني " بزعامة " جلال الطالباني " .
ونظرا لأهمية ما ورد في ذلك الملف من مقاطع وفصول سرية وخطيرة ، تنفرد وكالة " الملف برس " بنشر النص المترجم لتلك التفاصيل ، نقلا عن موقع " هاولاتي " الالكتروني .
تفاصيل الملف
الملف يضم ( 202 ) صفحة ، حيث رفد الجاسوس جهاز المخابرات السابق في العراق ، بتقارير وافية ودقيقة عن الاحزاب السياسية الكردية والمعارضة العراقية والوضع السياسي والاقتصادي في اقليم كردستان .
ويبدا تاريخ التقارير التي يحتويها الملف المذكور من 27 / 6 / 1994 وينتهي في 13 / 10 / 1997 ، ويؤكد الجاسوس في احد تقاريره ان " كوسرت رسول علي " الرجل الابرز في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة " الطالباني " طلب من النظام السابق دعما ماديا ولوجستيا لحزبه .
- من هو " عمر جميل محمد صالح الشيخاني " ؟؟؟
عمر جميل من مواليد اربيل عام 1945 متزوج ، وله سبع بنات وثلاثة اولاد ، ويسكن حي الجمهورية باربيل وكان مسؤولا سابقا ، في صفوف تنظيمات ( البعث ) في اربيل .
- جواز سفر مقابل المعلومات
في احدى رسائل العميل الى جهاز المخابرات ، والمكتوبة بخط يده وباللغة العربية ، يطالب ( عمر ) سلطات النظام السابق بمنحه جواز سفر رسمي لقاء خدماته ( الجليلة ) تلك ، ليتمكن من زيارة ابنه المقيم في روسيا ، وبالمقابل يطالبه جهاز المخابرات بتفعيل نشاطه التجسسي ، عبر تحقيق المزيد من التقارب مع " كوسرت رسول علي " رئيس حكومة الاقليم وقتذاك .
- كوسرت رسول علي ، يلتقي العميل
في احدى رسائله المكتوبة على ورقة " برج الحياة " يطالب العميل ( عمر) المخابرات السابقة بتقديم الدعم له لأنجاح مهامه ، لاسيما ما يسميه بـ ( الواجب الوطني ) المتمثل بالمراقبة اللصيقة لـ " كوسرت رسول " ويؤكد ايضا ، انه التقى بـ " كوسرت " ثلاث مرات ، ذاكرا بدقة اوقات واماكن تلك اللقاءات
ويقول في رسالته ( لقد ابلغت كوسرت بان كلا من جبار فرمان ونوشيروان مصطفى ، يخططان للنيل منك بتوجيه من الطالباني )
- الجاسوس يعمل بمطلق الحرية
يضم الملف المذكور العشرات من رسائل العميل ( عمر ) المكتوبة بخط اليد ، وتتضمن معلومات دقيقة عن الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي والحزب الشيوعي والاشتراكي ، و عن اسعار السوق المحلية ، مع التاكيد طبعا على حركات رئيس حكومة الاقليم ، ويشدد ايضا ، بانه نجح في اقناع المدعو ( جبار نوري عزيز ) احد كوادر حزب ( المحافظين ) الكردستاني والمدعو ( محمد علي قرجتاني ) مدير الاستخبارات الكردية ، بالتجسس والعمل لصالح جهاز ( المخابرات ) السابق ، مستغلا اوضاعهما المادية المتدهورة ، كما ويطالب العميل ( عمر ) المخابرات بالتقرب من ( قرجتاني ) واستغلاله في مهام التجسس - الجاسوس يؤكد لـ " كوسرت " قدرته على استحصال رسالة له من (صدام ).
للفترة من تموز عام 1994 ولغاية شباط 1997 ، يتولى ( عمر ) جمع المعلومات الدقيقة عن القوى السياسية الكردية فيما تتولى زوجته نقل المعلومات والرسائل الى دائرة المخابرات في بغداد .
ويقول ( عمر ) في احدى رسائله لقد ابلغت " كوسرت " بانني قادر على استحصال رسالة خطية موجهة اليه من الرئيس ( صدام حسين ) للبدء بحوارمباشر ، ويضيف ( لكن كوسرت سخر من كلامي قائلا اخشى ان تكون رسالة صدام ملغومة ) .
- استدعاء العميل ( عمر ) الى جهاز المخابرات .
بتاريخ 22 / 9 / 1994 يلتقي العميل ( عمر ) بضابط المخابرات المكلف بمتابعته والذي يكلفه بمهام جديدة اولها ، الترشح لنيل عضوية مجلس ادارة ( ولاية الموصل ) ، ويقول العميل في رسالته ان ( جون انطوان كلير ) زار كردستان وشارك في المؤتمر الخاص ( بولاية الموصل ) ويضيف ان المجلس المقرر يضم ( 120 ) عضوا يتم انتخاب ( 14 ) منهم للرئاسة ، وهنا يقرر جهاز المخابرات ترشيح ( عمر ) لعضوية المجلس بغية جمع المعلومات عن ولاية الموصل وزيارات ( كلير ) الى كردستان . وفي رسالة لاحقة يستعرض ( عمر ) اسباب عدم انعقاد المؤتمر نتيجة الخلافات بين الاعضاء المؤسسين ، وتتضمن الرسالة ايضا معلومات غاية في ! الدقة بخصوص نشاطات المجلس المذكور ، بل وحتى البرقيات التي يرسلها المجلس ، ويقول ان الشيخ ( سالار ) بعث ببرقية الى مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني لكن ( عمر السورجي) رئيس حزب المحافظين انزعج من ذلك كثيرا .
وتثمينا لجهوده ( المخلصة ) وتلك المعلومات ( القيمة ) يحصل ( عمر ) على ساعة يدوية غالية الثمن من جهاز المخابرات السابق ، ماعدا مخصصاته الشهرية .
- كوسرت رسول علي ، يطلب الدعم اللوجستي
في احدى رسائل ( عمر ) المكتوبة بخط يده ، يؤكد العميل انه التقى " كوسرت رسول " الذي دعا السلطات الحاكمة انذاك ، الى تقديم الدعم العسكري لحكومته عبر امدادها بالمدافع الثقيلة من عيار 130 ملم و152 ملم وصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون وبنادق الكلاشنكوف ، اضافة الى فتح المعابر التي تربط مناطق نفوذ الاتحاد الوطني والمناطق الخاضعة لأدارة النظام السابق .
وفي رسالة اخرى يذكر العميل بان " نيجيرفان البارزاني " يزور ايران على راس وفد يضم " ادهم البارزاني " رئيس حزب الله الثوري و ( الملا علي عبد العزيز ) نائب المرشد العام للحركة الاسلامية و ( علي بابير ) مسؤول المكتب العسكري للحركة ، لكن المخابرات تكذب الخبر بالقول : ان المعلومات الواردة في الرسالة غير صحيحة ، لأن " نيجيرفان " موجود في ناحية ( قسري ) القريبة من اربيل ، وتؤكد على ضرورة اثارة القلاقل والمشاكل المشاكل في المنطقة .
وفي 24 / 4 / 1995 يطلب جهازالمخابرات من العميل ( عمر ) العمل ، لأثارة المزيد من المشاكل بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي ، وفي اللقاء الثاني بين العميل وكبار ضباط المخابرات في بغداد ، وطبقا لما هو وارد في في محضر الاجتماع بين الطرفين ، والموجود ضمن الملف الخاص بالعميل ، يؤكد ( عمر ) بانه نجح في استقطاب وكسب المدعو ( نوري رجب عزيز ) الى صفوف المخابرات ويشير الى ان المدعو ( زياد محمد علي السورجي ) مدير شرطة اربيل موجود في بغداد ويقترح على المخابرات الالتقاء به .
- النظام يدير ظهر المجن لعميله
بعد احداث 31 / اب / 1996 ، يرسل ( عمر ) سلسلة من الرسائل الى المخابرات بخصوص اوضاعه المالية والشخصية ويقول في احداها ( من اجلكم اقتربت من كوسرت رسول لدرجة صار الحزب الديمقراطي يتصورني عميلا لحزب الطالباني ) ، ويضيف ان الديمقراطي حجز على منزله واعتقل احد ابنائه .
- (عمر ) لايكل ولا يمل
رغم تجاهل المخابرات لرسائل عميلها ( عمر ) الا انه يواصل ارسال العشرات من الرسائل والتقارير عن اقاربه وجيرانه واصدقائه والحركات العسكرية والنشاط التجاري والاجتماعات الحاصلة في اربيل والسليمانية ، اضافة الى جمع المعلومات عن مقرات المعارضة العراقية ,
ولايكتفي ( عمر ) بارسال الرسائل وحسب بل يعمد الى كتابة التقارير الدقيقة عن الاشخاص والعوائل التي تغادر كردستان نحو الخارج ، ويقول في احد تقاريره ( ان هؤلاء الناس يتوجهون جميعا الى اسرائيل ) ويطلب السماح له بجمع المعلومات عن اسرائيل من خلال اولئك المهاجرين .
- باختصار شديد
عمر جميل محمد صالح الشيخاني من مواليد اربيل 1945 ، كان مسؤول تنظيمات اربيل ( للحزب الديمقرطي الكردستاني ) المصطنع والتابع لحزب البعث المنحل ، وقد اسسه النظام السابق ، بعد اخفاق ثورة ايلول 1975 ، لمناهضة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه " مسعود البارزاني " .
مارس (عمر) النشاط التجاري بين بغداد واربيل وقد تعرف على جهاز المخابرات وانضم اليه بواسطة المدعو ( محمود سيبراني ) وهو من اهالي اربيل وكان مقيما في بغداد .
المصدر : الملف برس - الكاتب: الملف برس
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
|