الطلاب احتفلوا بعد سنوات من المنع
احتفالات التخرج في الجامعات العراقية تحاول استعادة بريقها السابق



الشباب ارتدوا الزي التقليدي في الاحتفالات

بغداد- ا ف ب

يحاول الخريجون الجدد في الجامعات العراقية استعادة بريق الاحتفالات السابقة بعدما حُرموا منها لأعوام عدة نظرًا لسيطرة الجماعات المتطرفة وتردي الأوضاع الأمنية.

فبعد ما كانت الظروف الأمنية المتوترة، وسيطرة المتشددين دينيًا على الجامعة تمنع الطلاب من الاحتفال بيوم التخرج، إلا أن الأمور اختلفت اليوم؛ إذ ارتدى الطلاب الأزياء الشعبية الزاهية الألوان واحتفلوا بتخرجهم وفق رغبتهم على إيقاع الموسيقى والأغاني الصاخبة.


وأقام طلاب السنة الرابعة في "الجامعة التكنولوجية" قسم الكمبيوتر في منطقة الصناعة (شرق بغداد) احتفالاً بيوم التخرج داخل الحرم الجامعي كان مختلفًا عن السنوات الماضية؛ فارتدت الطالبات الزي "الهاشمي"، وهو كناية عن ثوب فضفاض طويل مزركش بألوان زاهية ذهبية وفضية وكذلك غطاء الرأس أيضًا، في حين ارتدى الشبان الدشداشة البيضاء تعبيرًا عن التزامهم بالتقاليد التراثية.

وقالت مروة عبد العزيز الطالبة في علوم الكمبيوتر "أنا بغاية السعادة اليوم، أشعر أن هذه ثمرة الدراسة والتعب طوال 4 سنوات". وأضافت الفتاة المرتدية الزي الهاشمي البني والذهبي "اتفقنا مع زملائنا في القسم على أن نرتدي الزي التراثي العراقي من أجل إضافة طابع مميز (...) الاحتفال السنة الحالية أضخم من الأعوام السابقة، بسبب التحسن في الأوضاع الأمنية".

وتأسست "الجامعة التكنولوجية" عام 1975، وهي حكومية تضم 13 قسمًا علميًا وهندسيًّا. وقد تخرج 2270 طالبًا منها عام 2008 لكن أعدادهم للعام الحالي لا تزال غير جاهزة.

وهناك 3 جامعات حكومية أخرى هي جامعة بغداد والمستنصرية والنهرين، أما الجامعات الخاصة فيتجاوز عددها الخمس أبرزها "الرافدين" و"المأمون".

ويبدأ موسم احتفالات التخرج اعتبارًا منذ الأول من أبريل/ نيسان سنويًّا، أي في ذكرى تأسيس الجامعة. من جانبه، قال الطالب عمر علي "شعوري لا يوصف، إنه يوم جميل جدًّا، لأننا نحتفل بحرية ونتحدى كل شيء"، وأضاف "أشعر بأن حظنا أفضل من الطلاب الذين تخرجوا قبلنا. فالظروف تسمح لنا أن نحتفل بهذا الشكل".

بدورها، قالت خريجة قسم هندسة الكهرباء رند عبد الحميد "أستطيع القول إن الاحتفالات مختلفة هذه السنة؛ فالجميع فرِح ويرتدي ملابس بألوان زاهية"، وأضافت رند التي ترتدي زيًّا هاشميًّا أسود اللون "آمل أن يعم الخير والأمن على بلدنا وأن نحتفل بمثل اليوم دون خوف (...) وآمل أن يكون المستقبل جيدًا يلبي طموحاتنا".

وحملت مجموعة من الطالبات سلالاً من الحلويات وزعنها على الزملاء، في حين تجمع طلاب آخرون لالتقاط الصور التذكارية.

أما الطالبة رنا حميد فقد ارتدت ثوبًا اشترته خصيصًا للمناسبة، وقالت "ما يميز احتفالنا هذا عن السابق هو تلبيته لرغباتنا وليس بناء على ما كان يمليه علينا البعض في السابق".
وأضافت "كانوا يمنعون الرقص والغناء، فهذه المظاهر التي تشاهدونها الآن كانت محظورة ابتداء من شكل الملابس وانتهاء بالفرق الموسيقية".

وقال طالب السنة الرابعة في هندسة الكهرباء مصطفى إسماعيل "هذا الاحتفال سيبقى مطبوعًا في ذاكرتي إلى الأبد، انتهت أيام الجامعة وأمامنا مستقبل ينتظرنا لكي نساهم في إعمار بلدنا".

واختتم الطلاب الحفل بالتقاط الصور التذكارية في صفوف منتظمة.