عن مجلة راديو استوكهولم العربي

تعنيف المرضى ظاهرة منتشرة في أقسام الطب النفساني
بين تحقيق قام به قسم إيكوت للأخبار في الإذاعة السويدية أن حوالي نصف العاملين في قطاع الرعاية النفسية كانوا شهود عيان لإستعمال زملاء لهم في المهنة العنف ضد المرضى، وأكثر من نصف العدد شاهد زملاءا يقومون بإهانة المرضى النفسانيين بحسب نفس التحقيق الذي أعده قسم الأخبار وقام من خلاله بمساءلة أكثر من ألف موظف في أقسام الطب العقلي والنفسي.

سيلفيا كاليو التي قدمت قبل عام إستقالتها من عملها بقسم الطب العقلي بمستشفى يوتبوري إعتراضا على معاملة المرضى هناك، تقول أنها أصيبت بصدمة ولم تستطع تفهم أن يقوم بعض زملائها بمعاملة المرضى بطريقة سيئة ومهينة للغاية.

أما سيلفانا أولاوسن التي عملت أيضا بقسم الأمراض العقلية بمستشفى يوتبوري فتكشف أن بعض الموظفين بالقسم يستعملون العنف والإهانة كطريقة عمل، حيث تجري معاقبة وتخويف المرضى لجحملهم على الهدوء والطاعة.

وهل نجحت هذه الطريقة؟ تجيب سيلفانا أولاوسن، في بعض الأحيان نعم، سيلفيا كاليو توافق زميلتها الرأي وتضيف أن المرضى يتعلمون بعد فترة كيف يتصرفون حتى يتفادون هكذا معاملة.

ميكائيل، الذي كان في يتلقى علاجا في قسم الطب النفساني الجنائي يدلي بشهادته حول تعرضه للعنف، حيث تم تقييد يديه ورجليه في السرير، فقام بالبصق في وجه الممرض، فعاقبه هذا الأخير بتكميم فمه بوسادة حتى كاد يختنق.

نسبة سبعة وأربعين بالمئة، أي حوالي نصف عدد العاملين بقطاع الرعاية النفسانية كشفوا عن كونهم شاهدو كذا مرة زملاءا لهم يعنفون المرضى، وقال ثمانية من بين كل عشرة عاملين بأنهم رؤوا زملاءا لهم يقومون بإهانة المرضى النفسانيين.

وبحسب المساءلة التي قام بها قسم إيكوت للأخبار والتي أجاب عنها ألف ومئة شخص من العاملين بأقسام الطب النفساني في مختلف مستشفيات السويد فإن العاملين المستخلفين في القطاع والذين يعملون لمدد قصيرة ما بين السنة والخمس سنوات قد عايشوا أيضا وبنفس المعدل حالات تعنيف وإهانة للمرضى النفسانيين.

بار أولوف شوبلوم المكلف بالتنسيق في قطاع الرعاية النفسانية والعقلية بمحافظة ستوكهولم يقول أن المشكل الذي يعانيه القطاع يكمن في عدم ملائمة العدد الأكبر من العاملين فيه، بحيث أنهم لا يتفهمون المرضى وبالتالي لا يعاملونهم بالطريقة المناسبة.

حل هذا المشكل يكمن، كما يقول بار أولوف شوبلوم، في منح الدعم لرؤساء الأقسام والأشخاص المسؤولين يخول لهم مطالبة العاملين في هذا المجال بمعاملة أفضل للمرضى، وهذا من خلال الحرص على تأهليهم وتوفير الإمكانيات لهم قصد القيام بعملهم بطريقة جيدة.

ويضيف بار أولوف شوبلوم المكلف بالتنسيق في قطاع الرعاية النفسانية والعقلية بمحافظة ستوكهولم أنه إن لم تتحسن معاملة العاملين بالقطاع للمرضى بعد هذا، عندها ربما يجب الطلب منهم تغيير الوظيفة والعمل في مجال آخر لا يتطلب الإحتكاك بالأشخاص.