السيستاني يرفض دعوات بإصدار فتوى لقتال الأمريكيين



عواصم ـ وكالات: نقلت مصادر مقربة من الحوزة العلمية عن المرجع الشيعي الكبير علي السيستاني قوله ان الولايات المتحدة «ترفض ان تعترف بانها غير قادرة على السيطرة على الوضع في العراق وعلى اعادة الاعمار» وانه اي السيستاني يتلقى يوميا عشرات الشكاوى من العراقيين تطالبه باصدار فتوى تدعو لقتال الأمريكيين لكنه يرفض ذلك مؤكدا «ان هذا الرفض لن يستمر الى الأبد».
وتعبر الحوزة العلمية في النجف المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق بشكل يزداد وضوحا عن نفاد صبرها مع التظاهرات الشيعية ضد قوات الاحتلال في بغداد وجنوب العراق. غير انها لا تزال تدعو الى التهدئة.
وقال ابرز المراجع الدينية الشيعية في العراق واحد المرجعيات الاربع في مدينة النجف المقدسة اية الله علي السيستاني لوكالة فرانس برس ان «امريكا لا تريد ان تعترف بأنها غير قادرة على السيطرة على الوضع وعلى اعادة اعمار العراق».
واوضح اكرم الزبيدي (42 سنة) ان «السيستاني قال ان (عشرات الشكاوى تصلنا كل يوم من العراقيين تطالبنا باصدار فتوى تدعو الى قتال الامريكيين ونحن نرفض، غير ان هذا الرفض لن يستمر الى الابد)».
من جهته دعا مرجع آخر هو آية الله محمد سعيد الحكيم الى الحفاظ على الهدوء.
وقال نجله محمد حسين الحكيم (43 سنة) «ننصح عموما بالتحلي بالصبر وان كانت قوات الاحتلال لم تف بوعودها».
واعرب عن اسفه لمقتل عراقيين في مظاهرات الجنوب وفي مدينة الصدر في بغداد.
اما مقتدى الصدر نجل اية الله محمد صادق الصدر والذي يلقي خطبا متشددة اللهجة في مسجد الامام علي بن ابي طالب في الكوفة المحاذية للنجف فانه يحتج على سلطة الحوزة العلمية التي يعتبرها تقليدية.
غير ان الحكيم اوضح ان «المرجعية تتكون من علي السيستاني ومحمد اسحق فياض ومحمد سعيد الحكيم وبشير النجفي». واشار الى «تنسيق بين هذه السلطات حتى لا تتعارض الآراء(...) بدأ مع انطلاق الحرب ولا يزال مستمرا حتى الآن».
من جهته دعا نجل اية الله بشير النجفي، علي النجفي الى رحيل القوات الامريكية لكن من دون عنف. وقال «لقد جاءوا لاحتلال العراق وليس لتحريره وعليهم سحب قواتهم والرحيل بشكل سلمي».
غير ان المراجع الاساسية في الحوزة العلمية رفضت الدعوات لتولي حكم البلاد بعد تبين عجز الادارة الامريكية البريطانية.
وكان مقتدى الصدر قال في خطبة الجمعة «الآن وبعد ان تبين عجز القوات الامريكية يجب على الحوزة ان تتولى مقاليد الحكم».
ورد الزبيدي بالاشارة الى ان «الامام السيستاني قال اننا لا نريد ان تتولى المرجعية مباشرة تسيير شؤون البلاد كما وقع عقب الثورة الايرانية».
ورفض ممثلا الحكيم والنجفي بشدة الفكرة.
وقال محمد حسين الحكيم «المرجعية لا تريد ان تتولى السلطة السياسية في البلاد بل فقط السلطة الروحية والدينية والمرجعية هي التي تنير درب الطائفة الشيعية وليست الطائفة الشيعية التي تصدر لها تعليمات».
وقال علي النجفي من جانبه «حان الوقت ليتبع الشعب المرجعية وليس لمطالبتها بقيادته».
غير ان ممثلا لمقتدى الصدر هو رياض النوري (32 سنة) اكد اهمية الدور الذي يمكن ان تقوم به السلطة الدينية. وقال ان «الشارع العراقي يتبع اوامر الحوزة التي يمثلها مقتدى الصدر»، مؤكدا ان «الاوامر يجب ان تنبع من الحوزة».
غير ان النوري دعا بدوره الى استخدام «الوسائل السلمية» لانهاء الاحتلال.
واشار الى مواجهات الاربعاء في مدينة الصدر ببغداد، قائلا ان الامريكيين «حاولوا نزع علم المهدي وشاهدوا الارض تشتعل تحت اقدامهم».