انا والليل
سيدتي
ان الليل يلفني بسواده كما يلف الجريح بالضماد وانا اعاني جحيم فراقكم فقد يعاتبني هذا الليل المزدان بكواكبه ويخاطبني لم هذا السهر الذي يقض مضاجعك ولم هذا الالم الذي ترزح تحت ظلمه ؟ فماذا اجيبه بالتأكيد يكون جوابي له .... يا ليل لا تعاتبني فأنا اعيش في عالم الحبيب وفردوسه الساحر الذي افقدني السعادة في عالمك ايها الليل وهز اضلعي دون ما رحمة وشفقه فكم من السعداء واهل الانس يتمنون الليل يطول والصبح يقف ولا يزحف نحوه لانهم يجدون فيه متعتة ولذة وارتياح بينما انا لست من هؤلاء ان ليلي مسهد وكابوس يجثم على صدري كما جثم على صدر الشاعر امرؤ القيس حين قال :
الا ايها الليل الطويل الا أنجلي
بصبح وما الاصباح منك بامثل ِ
وكما قال احد الشعراء واصفا الليل انه استقرار ومتعة حين قال :
ياليل طل
يانوم زل
ياصبح قف لا تطلع
فأني لست متفاعلا مع هذا الشاعر الذي يرى الليل انشراحا وسكنا نفسيا لأنني معذب بحرقة الحب والغرام والشوق اللا متناهي .