النتائج 1 إلى 13 من 13
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي من طقوس وعادت الزواج لدى الشعوب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

    أحاول في هذه النافذه الصغيرة جمع بعض عادات وطقوس الزواج لدى الشعوب العالميه , متمنيا ان تنال رضاكم واستحسانكم تلك الاختيارات , ومن الله التوفيق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي الزواج الثاني

    الزواج الثاني



    كان أهل القرية على أتم يقين من أن الزواج الثاني لا يمكن أن يكون أجمل وأنجح من الأول وأن الزوج الجديد لن يكون أبا أفضل للأطفال من والدهم الراحل و هذا ما تعكسه القصائد و الأغاني الشعبية التي جمعها سيميون ماريان أثناء البحوث الميدانية التي أجراها في مختلف أنحاء رومانيا في مطلع القرن العشرين ..ففي إحداها تقول أرملة : .. لا عون لي بعد رحيل زوجي و لا حضن لأولادي .. ربما سأتزوج وآتي لهم بأب جديد لكنني لن أجد رجلا أطيب من زوجي الراحل...وفي أغنية أخرى يقول طفل ماتت أمه : ما من ثمرة أحلى من الأم وما من فاكهة أشد مرارة من زوجة الوالد....أما عن الزواج من أرامل فتقول أغنية أخرى : من يبحث عن البلاء فليتزوج أرملة
    إذا كان الأرمل يتزوج من فتاة كان حفل الزواج يقام وفقا للتقاليد التي وصفتها لكم على مدار الأشهر الماضية مع إتباع جميع خطواته وإقامة جميع مراسمه بكاملها لكنه كان محظورا على الأرمل أن يزين قبعته بزهور في حفل الزفاف على غرار الشباب .. أما الأرملة فكان محظورا عليها أن تضع تاج العرس التقليدي على رأسها . وإن كانت لا تزال في مقتبل العمر كان مسموحا لها أن تضع على رأسها حجاب العروس فقط أما إذا كانت كبيرة السن فكان عليها أن تغطي رأسها بمنديل متواضع .. وكان حفل زفاف أرمل و أرملة خاليا تماما من المراسم التقليدية وحتى من الولائم المعتادة في مثل هذه المناسبات إذ كان يقتصر على عقد الزواج الديني في الكنيسة وكان يسمى لذلك بالزفاف الصامت .وعرفنا سيميون ماريان بأحد العادات الشائعة في الأرياف بين الأرامل اللواتي كن يتزوجن ثانة ففي يوم زواجها الثاني كانت الأرملة تطلب من إحدى صديقاتها أن تذهب إلى المقبرة لتسكب الماء على قبر زوجها الراحل وتطفئ به الشوق التي يمزق قلبه وهو يرى من حيث هو امرأته تتزوج من رجل آخر
    أما زواج الحامل غير المزوجة من والد جنينها فكان يعقد وفقا لمراسم مختلفة في منتهى البساطةو التواضع إذ كان محظورا على مثل هذه الفتاة أن تزين رأسها بتاج العرس و الحجاب بل و كان عليها أن تضفر شعرها على طريقة المتزوجات وأن تغطيه بمنديل في إشارة إلى خطيئتها و استخفافها بعفها .. . وفي بعض المناطق كانت النساء يفرضن على الفتاة الحامل أن ترتدي ثياب المتزوجات وأن تضع المنديل على رأسها فور ظهور علامات الحمل عليها .. وإلا هددنها بالطرد من القرية ..
    كان الفلاح الروماني يؤمن بقوة بقدسية روابط الزواج ويقول إن الرب هو الذي عقد هذه الروابط فلا يجوز لأي كائن بشري أن يفكها أو يعمل على تفريق الزوجين .. كلما جاء أحد القرويين إلى القس ليشتكي من شريك حياته و يلمح إلى رغبته في الانفصال عنه كان القس سرعان ما يندد بنيته و يتهمه بالطيش ويلومه لأنه لم يتمعن بما في الكفاية قبل الزواج و كان يعتذر قائلا إنه ليس من حقه فك ما عقده الله ... وكان يطلب منه أن يرجع إلى بيته وأن يعمل على إعادة الانسجام إلى حياته الزوجية .. وفقا للعرف السائد كان ممنوعا على المرأة أن تطلب الطلاق بينما كان الزوج الراغب في هجر امرأته يصطدم بانتقادات أهل القرية و رفض القس الاستجابة لطلبه ..لذلك كان الطلاق شبه معدوم في المجتمع الروماني التقليدي ..وإن وقع فكانت الأسرة المشتتة تصبح موضع الاستياء و الازدراء في القرية . ويقول سيميون ماريان أن رفض المجتمع الريفي للطلاق جاء في سياق تأثير الحضارة الرومانية القديمة على الشعب الروماني فلم يكن من حق المرأة في روما القديمة أن تطلب الطلاق أما الرجل فلم يكن من حقه أن طلق زوجته إلا إذا كان لديه ما يثبت إقدامها على استحضار السموم ..
    في يومنا هذا انتشر الطلاق في الأرياف أيضا وإن كانت معدلاته أدنى بكثير عما هي عليه في المدن ذلك أن المجتمع الريفي لا يزال شديد المقاومة للتغيرات وأن الريفيين ملتزمون دينيا أكثر من أهالي المدن. وتشير بحوث علماء الاجتماع إلى أن ظاهرة تهميش المطلقات لا زال قائمة في المجتمع الريفي ...


    المصدر

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    [align=center]وليمة الحساء[/align]




    في الغالب توجه الدعوة لحضور وليمة الحساء إلى من حضروا الوليمة الكبيرة في اليوم السابق .. ولذلك يستعين العريسان ببعض الفتيات من صديقاتهما اللواتي يتجولن في القرية ويحضرن الضيوف .. في حين أن العريس يصطحب بعض الأصدقاء و العازفين ويذهب معهم لإحضار الأشبين و الأشبينة و أقاربه و أقارب زوجته .. .
    وها نحن الآن في بيت الزوجية حيث نرى الضيوف مجتمعين حول المائدة ومرتبين كما عودونا في الولائم السابقة : الرجال في الجانب الأيمن للمائدة و النساء في الجانب الأيسر وكلهم حسب مقامهم في مجتمع القرية .. يتبادلون التهاني والتمنيات ويتذوقون بعض المقبلات الخفيفة .. وفي أثناء ذلك يستمر في مطبخ المنزل طهي الأطباق التي ستقدم لهم في هذه الوليمة الزاخرة بالمأكولات الشهية كسائر ولائم الزفاف .. وبينما يتجاذبون أطراف الحديث ينهض أحد أصدقاء العريس و يلقي قصيدة شعبية ترحيبا بالضيوف ثم يدعو النساء المنشغلات في المطبخ اللواتي يسميهن الطباخات لإحضار الطعام و الشراب .. فيأتين ويقمن بترتيب الأطباق على المائدة وبينما يشرع العازفون في أداء الأغاني المرحة والألحان الراقصة .. ويقولون :
    أيتها الطباخات .. لقد جئتن في الصباح الباكر و وجدتن القدور فارغة و النار في الموقد خامدة فسارعتن و ملأتن كل القدور فجهدكن مشكور ..
    وفي أثناء ذلك تجلس العروس في غرفة أخرى وسط صديقاتها وقريباتها من النساء المتزوجات اللواتي يساعدنها على ارتداء الملابس التي ستظهر بها أمام الضيوف لأول مرة بصفتها امرأة متزوجة .. فقد كرس المجتمع الريفي لمظهر النساء المتزوجات بعض العلامات التي كانت تميزهن عن الفتيات أو الأرامل ..و أهم تلك العلامات هي طريقة تضفير شعرهن و تغطية رؤوسهن بمنديل .. ولذلك لا يمكن لعروسنا أن تظهر أمام ضيوفها إلا كامرأة متزوجة بكل المقاييس .. والدور الرئيسي في مراسم إلباس العروس أثناء وليمة الحساء تؤديه الإشبينة التي تجلس العروس على كرسي منخفض وسط الغرفة عليه قميص زوجها وذلك لتنجب البنين حسب المعتقدات الشعبية .. ثم تقوم بتفكيك الضفائر التي كانت صديقاتها قد عقدنها لها قبيل حفل الزواج كما تقوم بتمشيط شعرها و تضفيره مرة أخرى ولكن بتسريحة مختلفة .. ثم تضع على رأسها منديلا جديدا مزركشا وأخيرا حجاب العروس الذي كان قد زين رأسها في يوم زفافها ..فتأتي إحدى الزوجات للعروس بمرآة وتدعوها للنظر إليه وتقول لها بسخرية : انظري يا عروس .. ما أجملك اليوم .. و احتفظي بهذه الصورة الجميلة في ذاكرتك لأن جمالك ستفنى حالما يتشبث أطفالك بأذيالك و تألقك سيشحب حالما يتذمر زوجك عليك .. وتعبك سينسيك أناقتك ... وإذا كان زوجها كبير السن أو كريه المظهر تسخر النساء من أمرها إلى أن تنخرط العروس في البكاء .. في بعض الأحيان يحاول العازفون إبهاج العروس و يغنون لها أغنية مرحة أما في أحيان أخرى فيشاركون النساء سخريتهن ويقولون للعروس اسكتي أيتها العروس لا تبكي .. ستعودين إلى بيت والدتك حينما ينمو التفاح في شجرة الحوت .. وأخيرا تخرج الإشبينة مع العروس و سائر النساء و يمثلن أمام الضيوف وفي يد الإشبينة وعاء فيه أزهار حمراء وهي العلامة التي تفهم الحاضرين أن العروس كانت عذراء في ليلة الدخلة . فيستقبلها الجميع بالترحيب التهاني .. وإذا بأحد الشبان يتقدم نحوها حاملا غصن شجرة الصنوبر ويرفع به الحجاب عن رأسها ويرميه ليشاهد الجميع منديل النساء المتزوجات على رأسها .. ثم تقترب منها والدتها وتسلم لها الهدايا التي كانت قد أعدتها لهذه الوليمة فتهدي العروس إلى حماتها القميص المطرز الجميل الذي كانت قد صنعته خصيصا لها فستسلمه شاكرة وتخرج كي ترتديه ثم تعود .. بعدها يأتي دور وسائر رجال أسرة زوجها وفي مقدمتهم حموها ليستلموا منها المناشف المطرزة وفي النهاية تهدي العروس إلى نساء أسرة زوجها المناديل المطرزة .. وقد حان الوقت لتجلس هي الأخرى إلى المائدة فهاهن الطباخات يأتين بالحساء و الصحون ويضعن في كل صحن خبزا مضفرا صغيرا ثم يصبن فيها الحساء و يوزعنها على الضيوف ..فيتناولونه ثم يشرع العازفون في أداء ما يسمى برقصة العروس فينهض الجميع ويرقصون ويغنون ويصيحون وعندما يتعبون يجلسون ليتناولوا سائر الأطباق التي أعدت لهم في هذه الوليمة الزاخرة.
    أما إذا لم تكن العروس عذراء في ليلة الدخلة فكان العريس يبلغ الإشبينة بذلك قبل بداية وليمة الحساء ..و لدى مثولها مع العروس أما الحاضرين كانت الإشبينة تحمل وعاء فيه أزهار بيضاء وهي العلامة التي تلحق العروس و أسرتها بالعار .. يقول سيميون ماريان في البحث حول العرس التقليدي الذي وضعه في مطلع القرن العشرين إن المجتمع الريفي كان يعاقب العروس الفاسدة بلا تأخر فكانت الإشبينة تربط حول عنقها سروالا رجاليا وتتجول معها في القرية بصحبة الضيوف والعازفين لفضح أمرها . ثم كان العريس يعتذر للناس عن مواصلة الوليمة . وبذلك كان الزواج يعتبر مفسوخا وكان من حق العريس أن يحتفظ بمهر العروس وأن يطلب من والدها تعويضا عن إنفاقه . كما كان من حقه أن يتزوج من فتاة أخرى .
    لكن وليمة الحساء التي حضرناها قبل قليل ما زالت مستمرة وسط جو من السعادة والبهجة .. ومع بزوغ الفجر نرى الحاضرين يودعون العريسين و يتوجهون إلى منازلهم على أمل أن يتلقوا الدعوة لحضور حفل زفاف آخر قريبا ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    [align=center]استقبال العروس في بيت أسرة العريس [/align]


    في عشية يوم الزفاف بعد انتهاء جميع الاستعدادات يقيم العروس و العريس - كل في منزله وليمة شبابية إكراما للمساعدات و المساعدين و تسمى بالوليمة الصغيرة و الهدف منها مكافأة أولئك للشباب على الجهود المبذولة طيلة الأسابيع التي سبقت حفل الزواج .. أما وليمة الزفاف فهي زاخرة و سخية و تستغرق حتى الفجر كما رأينا في الحلقات السابقة .. وفي اليوم الثاني لحفل الزواج فتقتضي التقاليد أن تقيم أسرة العريس وليمة أخرى في منزلها ترحيبا بمجيء العروس و تسمى بالوليمة الكبيرة وتجري عادة في حضرة الإشبين و الأشبينة و أولياء العروس و أقاربها و العديد من الضيوف الذين حضروا وليمة الزفاف أيضا . وكما يوحي به اسمها فهي أيضا غامرة بالأطباق المتعددة و المتنوعة ولكنها مسبوقة بمراسم استقبال العروس رسميا في منزل أسرة العريس .. وفي الغالب ينتهي حفل الزواج بوليمة أخرى تقام في اليوم الثالث في منزل العريسين ..
    نعود إلى وليمة الزفاف التي انتهت قبل قليل في منزل العروس . وأثناءها كان الناس قد حضروا أيضا مراسم إخراج المهر من المنزل لنقله إلى بيت العريس .. وهاهما العروس و العريس يجلسان في العربة التي تقل المهر جنبا لجنب وينتظران تشكيل الموكب الذي سيرافقهما إلى بيت أسرة الشاب .. فيتشكل الموكب من مساعدي العريسين و الأقارب و الضيوف أيضا وينطلق وسط ألحان العازفين و الصيحات . و في بعض المناطق يشكل المساعدون موكبا مستقلا يسبق العربة وقد يمتطون الأحصنة . وفي مناطق أخرى تجلس العروس في العربة إلى جانب الإشبينة و بعض الفتيات في حين أن العريس يمتطي هو الأخر حصانا و يسير في مقدمة موكب الشبان ... أما العازفون و سائر الضيوف فيشكلون موكبا آخر ولا يتوقفون عن الرقص و الغناء إلى حين وصولهم إلى منزل العريس..
    وفي تلك الأثناء كانت والدة العريس قد سارعت إلى منزلها حيث تنتظر وصول الموكب .. وكانت قد أخرجت إلى فناء البيت مائدة كبيرة ووضعت عليها غطاء جميلا وبعض الأزهار إلى جانب قطع الخبز المضفر والملح .. وإذا بأحد مساعدي العريس يدخل إلى فناء البيت و يبلغها بأن العروس قد وصلت فينزل الجميع من العربات و الأحصنة و يدخلون الفناء بينما يقوم بعض الشباب بإنزال المهر من العربة و نقله إلى داخل المنزل .. وأخيرا تنزل العروس أيضا فتستقبلها حماتها و تجلسها إلى المائدة وتضع أمامها صحنا صغيرا فيه حبات قمح فتبعثرها العروس في الجهات الأربع ثم تدعوها الحماة للدخول إلى المنزل حيث تقدم لها خبزا مضفرا كبيرا و قليلا من العسل فتغمس العروس قطعة خبز في العسل و تتناوله .. وبعد دخول العروس إلى المنزل يبدأ العازفون في أداء ألحان مرحة ويدعون الجميع للرقص
    وها قد جاء دور الإشبينة لتنهض و تسلم للعروس الجعبة التي أعطتها إياها والدتها لدى انتهاء وليمة الزفاف و التي فيها بعض الأطباق المتبقية من وليمة الزفاف و الصحون و الأكواب .. فتأخذها العروس و تضع الأطباق على المائدة وفي وسطها الدجاجة المشوية ثم تدعو العريس إلى المائدة فيأتي و يقطع الدجاجة إلى قطع صغيرة كي يوزعها على الإشبين و الإشبينة و سائر الحاضرين .. ثم تدعو العروس حماها و حماتها للجلوس إلى المائدة وتناديهما لأول مرة بكلمة والد و والدة متمنية لهما وافر الصحة و العمر المديد .. فيقبلها حموها على جبينها ثم تقبلها حماتها أيضا فينهض سائر الحاضرين و يتمنون للعروس حياة سعيدة مع زوجها و البنين و البنات .. ففي هذه الأثناء يؤدي العازفون الأغاني المرحة و الألحان الراقصة

    بعد استقبالها العروس في منزلها يتوجب على أسرة العريس أن تقيم ما يسمى بالوليمة الكبيرة . يقول سيميون ماريان في بحثه حول العرس التقليدي إن الوليمة الكبيرة تبدأ عادة في مساء اليوم التالي لحفل الزفاف وتستغرق حتى الفجر .. يحضرها الأشبين و الأشبينة و أولياء العريسين و أقاربهما و العديد من الضيوف الذين حضروا وليمة الزفاف أيضا إضافة إلى أصدقاء العريس ومساعديه .. فيجلس العريسان على رأس المائدة و بجانبهما الإشبين و الإشبينة ثم أقاربهم و سائر الضيوف وهم مرتبون وفقا لمقامهم في القرية كما أسلفت في حلقة سابقة ..وبعد تبادل التهاني والتمنيات تأتي والدة العريس بالأطباق التي كانت قد حضرتها خصيصا لهذه المناسبة فتبدأ الوليمة بحساء الدجاج مع الخضار ثم تأتي مختلف أنواع الأطباق المحضرة من اللحم و الخضار ومن بينها محشي ورق العنب أو اليبرق ثم السمك المطبوخ مع الخضار وبعدها الفطائر المالحة واللحوم المشوية .. وأخيرا الفطائر الحلوة ... ولكن قبل كل شيء يقوم العازفون بتوجيه التهاني إلى العريسين وأوليائهما و إلى الأشبين و الإشبينة . وأثناء الوليمة يقدم الضيوف بعض الهدايا للعريسين وهي عادة عبارة عن أشياء مفيدة في بيت الزوجية أو المال .. وهنا يلعب العازفون دورا هاما لأنهم يدعون الحاضرين لإبداء كرمهم و يمدحون الكرماء ويسخرون من البخلاء خاصة إذا كانوا من الميسورين لذلك يحاول الجميع تفادي الإحراج ويقدم للعريسين هدية مناسبة .. ويبدأ جمع الهدايا من الإشبين و يستمر مع أولياء العريسين و سائر الضيوف .وفي الأرياف لا يزال العازفون هم الذين يجمعون المال و الهدايا في الأعراس . كما يهدي الحاضرون مبالغ رمزية من المال إلى النساء اللواتي ساعدن والدة العريس على إعداد الوليمة ..حينما ترتئ الإشبينة أنه حان للعريسين أن ينسحبا تنهض وتذهب إلى الغرفة المخصصة لهما حيث تعد السرير ثم ترجع و تمسك العريسين بيديهما و تمشي معهما حول المائدة ثلاث مرات ثم تذهب بهما إلى غرفتهما ... ولكن الوليمة تستمر حتى الفجر فيستمر معها الغناء و الرقص و المزاح ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    [align=center]
    إخراج المهر
    [/align]


    و قد بات العرس على وشك النهاية و حان للضيوف أن يغادروا منزل العروس وها هم الآن مجتمعون في فناء البيت، حيث يدعوهم العازفون لأداء ما يسمى برقصة الريحان التي تقول كلماتها : "يا ورقة الريحان الخضراء يا ضيوف عرسنا.. انهضوا و راقصوا السيدات و الفتيات ودعونا نسمع الصيحات .. ادبكوا الدبكة ثلاث مرات"
    وأثناء الرقص يوجه العازفون كلمات المديح و الثناء للعروس والعريس متمنين لهما الحياة السعيدة و البنين و البنات و يشكرون الإشبين و الإشبينة على مساعدتهما وثم يمدحون أولياء العريسين على سخائهم و حسن تنظيم العرس ويشكرون الضيوف على حضورهم . وفي بعض المناطق يؤدى أيضا ما سمي بأغنية الإشبين و الإشبينة
    في تلك الأثناء لا تزال العروس في داخل البيت وبعد انتهاء العازفين من أداء الرقصات و تقديم التهاني و التمنيات وهي تريد أن تخرج من البيت بصحبة العريس للذاهب إلى منزله إذا بأحد الشبان واقفا عند عتبة الباب وفي يده غصن شجرة جعلها حاجزا يمنع العريس من الخروج ويقول له : أيها الأمير إذا أردت أن تذهب مع عروسك إلى منزلك عليك أولا أن تدفع فدية لوليديها و أخوتها وبعد ذلك اذهب معها إلى حيث تشأ .. أية فدية يسأله العريس متحيرا .. أي شيء تريد يقول له الشاب .. حينئذ يخرج العريس من جيبه سكينة صغيرة و يقطع الغصن ثم يهديها إلى الشاب . وفي بحثه حول العرس التقليدي في الأرياف الرومانية يقول الباحث سيميون ماريان إن هذه المراسم منتشرة في جميع المناطق مع اختلاف وحيد وه و الشيء الذي يهدى إلى حارس الباب مقابل السماح للعريس بالخروج مع عروسه .. فقد يكون مبلغا رمزيا من المال في بعض المناطق أو هدايا رمزية في مناطق أخرى ... ثم يخرج العريس بصحبة العروس إلى فناء المنزل حيث يستقبلهم الضيوف و العازفين و يدعونهما لمشاركتهم الرقص و الغناء
    وما أن انتهت الرقصة حتى يفاجأ الحاضرون بدخول عربة كبيرة تجرها ثيران إلى فناء المنزل وهي العربة التي قام العريس باستئجارها وإرسالها إلى بيت العروس لمساعدتها على نقل مهرها إلى منزله .. ولدى رؤيتهم العربة يبدأ الضيوف الشباب بإخراج مهر العروس من المنزل وهو عادة مرتب في صناديق من الخشب وأكياس و تحميل العربة بها . في الغالب أول شيء يتم إخراجه من المنزل هو الصندوق الخشبي الضخم الذي كان العريس قد أرسله إلى العروس قبل الزفاف لوضع جزء من المهر فيه . وكانت والدة العروس قد وضعت فيه أنواعا من القماش المنسوج في المنزل إضافة إلى المناشف و المناديل و أغطية الرأس و الثياب و أغطية المائدة و السرير و غيرها من الأشياء المصنوعة و المطرزة يدويا .. أما سائر الأشياء كالبطانيات و الوسائد و أغطية السرير و السجاجيد فتطوى و توضع على الصندوق الخشبي .. الواحد فوق الآخر .. ولكن إخراج المهر من المنزل ليس بالأمر السهل لأن إحدى صديقات العروس تجلس على الصدوق و لا تدع أحدا يقترب منه إلا إذا أهدى إليها هدية ما فتقول إنها واحدة من مساعدات العروس و ساهمت في صنع بعض تلك الأشياء الجميلة التي لا يجوز أخذها بدون مقابل .. و في بعض المناطق تطلب مساعدة العروس المال لشراء ثوب جديد على سبيل المثال .. و بما أن الشبان المكلفين بإخراج المهر لا يملكون ما تريده الفتاة فليس على الإشبين إلا أن يتدخل مرة أخرى و يقدم لها الأجر المطلوب .. ثم يبدأ الشبان في إخراج المهر إلى فناء المنزل كي يشاهده الجميع بينما يقف والدا العروس عند الباب و يدققان في كل قطعة تغادر المنزل خشية أن يأخذ الشباب عن طريق الخطاء أو بدافع الإعجاب بعض الأشياء الأخرى الموجودة في المنزل التي ليست من ضمن المهر قد يعجب بها الشباب أو يحسبها مفيدة للعريسين في بيت الزوجية ، فتزداد المراقبة دقة إذا كان لدى واليد العروس فتيات أخريات في سن الزواج .. وفي غضون ذلك أحد الشبان بعرض بعض الأشياء على الحاضرين و إلقاء قصائد الثناء على العروس و مساعدتها على مهارتهن و سلامة ذوقهن ... ثم يضعون الصندوق في العربة و يرتبون سائر الأشياء عليه على هيئة كومة .. وأخيرا يخرج أحدهما من البيت وفي يده جعبتان - واحدة مليئة بالمأكولات وبعضها مما تبقى من وليمة الزفاف كدجاجة مشوية و فطائر و حلويات و قطع الخبز المضفر وأخرى فيها صحون و أكواب و مناشف .. وهذه هي أول وجبة طعام سيتناولها العريسان بعد وصولهما إلى بيت العريس .
    قد آن للعروس أن تودع والديها و أخوتها و أخواتها فتنحني أمامهما و تقبل يديهما ثم تقبل أيدي سائر الأقارب مودعة .. وفي أثناء ذلك يبدأ العازفون في أداء أغنية الوداع التي تقول كلماتها :ودعي والديك و وأخوتك أيتها العروس ودعي الفتيات و الفتيان و حديقة دارك وزهور الريحان ودعي و الشبان وأشجار البستان حول بيتك ودعي الجيران. ثم تركب العربة و تجلس فيها إلى جانب العريس فيتهيأ الجميع للذهاب إلى منزله حيث سيتم استقبالها من قبل أسرته ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    [align=center]
    وليمة العرس
    [/align]



    ها هم متجمعون الآن في الكنيسة : الرجال مع بعضهم و النساء مع بعضهن ينتظرون قدوم القس .. و في أثناء ذلك كان العريس و العروس قد حضرا أيضا - كل بصحبة أسرته و موكبه و العازفين أيضا . وبعد قداس الأحد المعتاد يقيم القس قداس الزواج .. فيقف العريسان في مقدمة الناس و بجانبهما الاشبين والإشبينة اللذان يحمل كل واحد منهما شمعة مشتعلة مزينة بالأزهار .. ثم يخرج الجميع وأمام الكنيسة يستقبلهم فتيات و شبان القرية والعازفون ..و يبدأ الشبان بالرقص وسط التهاني والتبريكات ثم يتهيأ العريس للعودة إلى بيته في حين أن العروس تعود هي الأخرى إلى بيتها و تنتظر قدوم العريس و موكبه والمدعوين ...
    وفي بيتها تنتظر العروس قدوم العريس مع مساعداتها و أقاربها و أصدقائها .. و كانت والدتها قد وضعت على المائدة خبزا مضفرا كبيرا .. وفي أثناء ذلك يجلس العريس في بيته مع مساعديه و سائر أفراد موكبه ويتناول معهم وجبة غدا ء خفيفة ثم يتهيأ الجميع للذهاب إلى بيت العروس. ولدى وصولهم يستقبلهم وكيل العروس الذي يهدي إلى قائد الموكب خبزا مضفرا .. فيهدي القائد إليه أيضا خبزا مضفرا .. ثم يتبادل أولياء العريسين الخبز المضفر وبعد ذلك ينهض اثنان من ومساعدي العريس ويمسكان بالخبز المضفر و يرفعانه . فيمشي العريس تحته ثم بقطّع الخبز إلى قطع صغيرة يوزعها على الحاضرين . و بعد ذلك يخرج الجميع إلى باحة البيت حيث ينتظرهم العازفون ويبدءون بالرقص
    في أثناء ذلك تقوم والدة العروس و مساعداتها المسميات بطباخات بمد الموائد وتبدأ بالمائدة الرئيسية التي يجلس إليها العريس الضيوف المتزوجون و في مقدمتهم الاشبين و الإشبينة و أسرة العريس و سائر المدعوين ..وكانت للمائدة الرئيسية ثلاثة أضلاع أحدها قصير و الآخران أطول .. وكان العريس يجلس في وسط الضلع الأقصر ويجاوره من اليمين الأشبين و وثم أفراد الأسرتين و الأقارب و أخيرا سائر القرويين من الرجال وهم مرتبون حسب مقامهم في القرية فكان الأعيان يجلسون قرب أفراد الأسرة و العريس و الإشبين و يليهم الريفيون من الفئة المتوسطة بينما كانت آخر المقاعد مخصصة للبسطاء من أهل القرية .. وكان الضلع الأيمن للمائدة مخصصا للرجال و الأيسر للنساء .. وهكذا كانت زوجة الأشبين تجلس على يسار العريس ثم تأتي بعدها سائر النساء من القريبات والصديقات وفقا لنفس الترتيب فكانت زوجات أعيان القرية يجلسن قرب الأشبينة تليهن النساء ذات المركز المتوسط وأخيرا البسيطات و الفقيرات .. ولم يكن أحد يشتكي من هذا الترتيب الذي كان متوارثا من الأجداد ولم يكن أحد يعتبر نفسه موضع إهانة و إذلالا .... كانت والدة العروس تمد مائدة أخرى للشباب من قريبات و صديقات العريسين وكانت العروس تجلس معهم وليس مع العريس كما هو عليه في أيامنا هذه
    جرت العادة أن يأتي المدعوون ببعض الهدايا للعريسين و كان أغلبهم يجلبون الطيور الداجنة و الحبوب أو جبن أو العسل أو أية أشياء أخرى من إنتاجهم الخاص .. ولدى وصولهم كانوا يجدون المائدة ممدودة وعليها الخبز المضفر ومختلف أنواع المقبلات ومنها النقانق والسجق و الأجبان مع الخضار و الزيتون .. ولم يكن أحد يجلس قبل أن يأتي وكيل العريس و يلقي بقصيدة مرحبا بهم ثم كان يطلب من الضيوف أن يرفعوا نخب الصحة للعريسين ثم كان يدعوهم للجلوس بينما كان العازفون يقومون أداء ألحان العرس المرحة .. وفي يومنا هذا يحل المال و الأدوات المنزلية محل الهدايا التقليدية ...
    أثناء الوليمة كان وكيل العريس يلقي قصيدة تلو أخرى متمنيا الحياة السعيدة و الرخاء للعريسين و الصحة و الأحفاد الكثر لأوليائهما وكان يشكر الضيوف على الحضور و على الهدايا و ويثني على والدة العروس التي أعدت الوليمة ويمدح مهارتها و جودة المأكولات ... كانت وليمة الزفاف تستغرق حتى الفجر .. فعبد إنهاء الدعويين من تناول المقبلات كانت والدة العروس تقدم لهم الحساء .. ثم محشي الملفوف التقليدي وبعدها المشويات و أخيرا الفطائر و الحلويات .. عند إحضار كل طبق جديد كان وكيل العريس ينهض و يلقي قصيدة ثناء لوالدة العروس و الطباخات و يمدح الأطباق ويدعو الحاضرين لتذوقها و التلذذ بها .. ولزيادة أجواء الوليمة مرحا كان الوكيل يسخر أحيانا من والدة العروس . حسب ما تبينه قصائد العرس التي جمعها عالم التراث سيميون ماريان . على سبيل المثال عندما كانت والدة العروس تأتي بمحشي الملفوف كان وكيل العريس ينهض ويقول : يا أيها الناس انظروا إلى هذا الطبق الشهي .. إنه الطبق المحبوب لدى الرومانيين أينما كانوا .. لقد حضرته مستضيفتنا بمهارة ولم تبخل باللحوم و التوابل بحيث يطيب حتى للسادة الكبار .. ولكنها تسكت و لا تحثنا على تناوله . لماذا يا ترى .. ربما تتمنى لو تركناه على المائدة لتأكله كله وحدها .. يا أيها الضيوف .. تفضلوا وكلوا على شهيتكم
    وإذا كان وكيل العريس يحث الناس على الأكل إلا أنه كان أيضا يحذرهم من الإكثار من تناول المشروبات خشية أن يسكر البعض و يعكر صفو أجواء الوليمة ..
    في يومنا هذا لا تزال وليمة الزفاف تقام وفقا للطريقة التقليدية و الفارق الوحيد أن العروس تجلس بجانب العريس ويجلس الضيوف مع بعضهم البعض رجالا ونساء كبارا و صغارا .. مع أن المائدة الرئيسة مخصصة للعريسين و الإشبين و الإشبينة و أفراد الأسرتين .. أما الأطباق المقدمة في ولائم الزفاف فلا تختلف كثيرا عن تلك التي عددتها لكم غير أن أهل المدن استبدلوا الحساء بالسمك كما نوعوا المقبلات و الحلويات ..وقد انتشرت في المدن منذ عدة عقود عادة تنظيم ولائم الزفاف في المطاعم ومع ذلك لا يتخلى أحد عن محشي الملفوف التقليدى مهما فخم المطعم و ارتقى المقام الاجتماعي للعريسين و الضيوف . فيقال إن وليمة العرس بلا محشي ملفوف ليست وليمة عرس ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    [align=center]
    وضع منديل النساء المتزوجات على رأس العروس
    [/align]



    لكن الأمور ليست بسهلة كما قد يتصور البعض لأن وضع المنديل على رأس العروس يأخذ طابع المنافسة بل الصراع بين مساعدي العريس و مساعدات العروس حسب ما يبينه بحث عالم التراث سيميون ماريان .. فبعد إحضار العروس تنهض الإشبينة و تسلم لوكيل العريس المنديل الذي كانت أعدته للعروس فيعتلي الشاب كرسيا و يلوح إلى العروس بالمنديل بينما يلقي قصيدة فيها حوار ظريف بين التاج و المنديل فيقول التاج إنه يتمنى أن يبقى على رأس العروس لأن زهوره جميلة وإن تويجيتها لم تسقط في حين أن المنديل يتباهى بزخرفاته ومركزشاته ويقول إنه أجمل و أجدر بالفتاة وما أن أنهى الشاب من إلقاء البيت الأخير للقصيدة حتى يرمي المنديل محاولا إسقاطه على رأس العروس من حيث هو .. إلا أن مساعدات العروس يتحلقن حولها ويرفعن أيديهن ويبعدن المنديل عنها .. فلا يستسلم الشاب للفشل بل يحاول من جديد عدة مرات وسط مزاح الحاضرين و ضحكاتهم لكن من غير جدوى لأن الفتيات يتحركن بسرعة و دقة و يبعدن المنديل في كل مرة حتى يبدأ الناس في الاستهزاء منه حينئذ ينزل من الكرسي و يكالمهن محاولا كسبهن لعلهن يدعنه يعمل ما عليه عمله فيضع أمامهن صينية فيها حلويات .. إلا أن الفتيات يرفضن الهدية و يطلبن منه بعض المال ويقولن إنهن يحتجن إلى أحذية جديدة لأن أحذيتهن تمزقت جراء كثرة عملهن في خدمة العروس وإنهن يردن أيضا بعض الحلي الجديدة . ولكن الشاب لا يملك المال الذين يطلبنه فما عليه أن يفعل للخروج من هذا المأزق .. لحسن حظه هاهو الإشبين ينهض ويسلم له كيسا صغيرا فيه نقود من الفضة .. فيصبها الشاب على الصينية ويقدمها للفتيات ثم ينتظر قليلا إلى أن يأتين ليجمعن المال وأخيرا يعتلي الكرسي من جديد و يسقط المنديل على رأس العروس ..ثم تنهض الإشبينة و ترتب المنديل على رأس الفتاة مغطية به وجهها أيضا .. ولكنه من قماش خفيف جدا وشفاف .. ومنذ ذلك الحين وحتى انتهاء حفل الزواج تبقى العروس محجبة ولا ترفع المنديل عن وجهها إلا بعد أن كانت قد وصلت إلى بيت العريس .. وبعد ذلك يتحلق الحاضرون و يرقصون رقصة المنديل .
    بعد وضع المنديل على رأس العروس كان ينضم الشباب والفتيات إلى المدعوين المتزوجين ويرقصون معا ويتبادلون القصائد و الحوارات الهزلية .. وفي أثناء ذلك كان العروس تقدم لوكيلها و لوكيل العريس أيضا المناديل المطرزة التي كانت قد صنعها خصيصا لهم قبل حفل الزفاف .. وبعد ذلك تجلس إلى المائدة وتتناول قليلا من الدجاجة المشوية التي تحدثنا عنها في الحلقة السابقة .. ثم تدعو وكيل العريس للتذوق منها . وهاهي والدة العروس تقدم للضيوف الفطائر و الحلويات التي تنتهي بها وليمة الزفاف الكبيرة .. والحلويات التقليدية تصنع من عجين بالخميرة متبل بقشرة الليمون ومحشو باللوز المفروم و المخلوط بالسكر و القرفة ... وهذا النوع من الكعك يقدم في جميع الأعياد و المناسبات .. أما الفطائر فتحضر من صفائح العجين المحشوة بالجبن الأبيض المخلوط بالبيض و السكر و القشطة و الزبيب .. وفجأة تخرج والدة العروس و تعود بصندوق من الخشب و تفتحه و تخرج منه المناشف والمناديل التي كانت العروس قد طرزتها مع مساعداتها قبل حفل الزواج وتوزعها على مساعدي العريس و كيله أيضا ومعنى ذلك أن مهمتهم قد انتهت وأنهم يحضرون الحفل من الآن فصاعدا كضيوف دون أي واجب حيال العروس أو العريس .. ثم تقدم المناديل الصغيرة والمناشف المطرزة لأقارب العريس وخاصة للرجل الذي ساعده أثناء مراسم طلب اليد و الخطوبة وكان وكيله أثناءها وأخيرا تقدم للعريس منشفا مطرزا وغيرها من الأشياء البسيطة . وأثناء تقديم الهدايا يلقي أحد الشبان قصائد الثناء على العروس وعلى مهارتها و يطلب من العريس و أقاربه أن يستقبلوها في عائلتهم بصدر رحب وأن يعاملوها بلطف. ... ثم يتهيأ الجميع لمغادرة بيت العروس بينما تستعد العروس للذهاب إلى منزل العريس حيث سيتم استقبالها من قبل والديه .. وسيحضر الجميع في بيت العريس وليمة أخرى تسمى بالوليمة الصغيرة .. ولكن قبل الخروج يتحلق المدعوون و يمشون حول المائدة ثلاث مرات ثم يخرجون إلى باحة المنزل لحضور مراسم دفع الفدية لوالدي العروس و عرض مهرها .. وبما أن المهر مرتب في صناديق ضخمة من الخشب كان العريس قد بعث إلى بيت العروس بعربة لتستقلها مع مهرها ..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    [align=center]
    خطف العروس
    [/align]


    نرى العروس تجلس إلى مائدة أخرى وسط الشبان و الفتيات وكانت ولديتها قد قدمته لهم نفس الأطباق الشهية التي أعدتها لسائر الضيوف .. و لكن الفارق بين الوليمتين واضح جدا منذ النظرة الأولى فبينما يتلذذ المدعوون إلى الوليمة الكبيرة بتناول الأطباق و الاستمتاع بالقصائد الهزلية التي يلقيها وكيل العريس كانت أجواء حفل الشبان أكثر مرحا و حيوية .. و الحقيقة أن الفتيات و الفتيان قلما يقيمون وزنا للطعام مهما طاب فإنهم يقضون معظم الأوقات في الرقص و الغناء والتمازح . و قد جمع سيميون ماريان في بحثه مجموعة من القصائد التي يلقيها الشبان أثناء الرقص في حفلات الزواج في مختلف المناطق زفي معظمها كانوا يشتكون من تناقص عدد الفتيات في سن الزواج في القرية .. بل كانوا أحيانا يذهبون إلى أبعد من ذلك يقولون إنه لم تبق في القرية سوى البشعات اللاتي لا يريد أحد الزواج منهن .. وكانت تلك القصائد تزعج الفتيات لكن العرف السائد كان يحظر عليهن إلقاء فقصائد الرد أثناء الرقص ولذلك كان أحد الشبان يتدخل للدفاع عنهن إلقاء قصيدة الرد نيابة عنهن و يقول إن الفتيات في سن الزواج لن يفلحن في إيجاد الشباب المناسبين مهما طال البحث عنهم ملمحا إلى إن شباب القرية غير جديرين بالاهتمام .. ولكن أكثر القصائد الملقاة أثناء الرقص كانت تثني على العروس على جمالها و شرفها وتمدح العريس على اجتهاده و جديته
    نترك الشبان مع رقصاتهم و صيحاتهم الساخرة لنتابع على المدعويين المجتمعين حول مائدة الوليمة الكبيرة . وكانت والدة العروس قد قدمتها لهم قبل قليل المشويات على أنواعها .. وإذا بها تخرج و تعود بصينية فيها دجاجة مشوية كبيرة وتضعها أمام العريس و الإشبين و الإشبينة .. ومعنى ذلك أن الوقت قد حان لتسليم العروس للعريس .. فيبدأ العازفون بأداء أغنية الدجاجة، ثم ينهض الإشبين و يتوجه إلى مائدة الشبان ويقول لمساعدي العروس : أميرنا الشاب يأمركم بإحضار أميرته الجميلة لتجلس معه إلى المائدة .. وبعد قليل يحضر مساعدو العروس ومعهم إحدى الفتيات ويقولون للإشبين هاهي الأميرة الجميلة التي تريدونها .. ولكن الأشبين يقول : هذه الفتاة حقا جميلة ولكنها ليست الأميرة التي رآها أميرنا في الغابة وبحث عنها حتى وصل إلى هذا البيت الذي نحن فيه .. فيرجع مساعدو العروس ويحضرون بعد قليل امرأة مسنة ويقولون : هاهي الأميرة التي تبحثون عنها .. حينئذ يتظاهر الإشبين بالغضب و يقول : إن الأميرة التي يريدها أميرنا شعرها أشقر كالذهب وعيناها كتوت الغابة وأسنانها كالآلي و شفتاها كالكرز الناضج ووجها نضر أجمل من الشمس و القمر .. إنكم لستم جديرين بالثقة لذلك سأطلب من وزراء الأمير أن يذهبوا و يبحثوا عن أميرتنا .. ثم يبعث مساعدي العريس لإحضار العروس . ولكن العروس كانت قد اختبأت في إحدى زوايا بيتها فلا يجدها الشباب إلا بعد بحث طويل .. ولما يعثرون عليها ترفض الذهاب معهم إلى العريس فيمسكنها الشبان لكنها وتصارعهم و تفلت من قبضتهم وتركض فيلاحقونها ويمسكون بها ويرفعونها و يحملونها إلى العريس .. وعندها ينهض والد العروس ويقول للعريس : هاهي زوجتك أيها العريس الوسيم . إنها لا تأتيك طلبا للطعام و اللباس والمأوى... كن لطيفا معها وعيشا معا في سلام و سعادة .. فينهض العريس و يقبل يد حميه ثم يجلس العروس بجانبه وسط ألحان العازفين و تبريكات الحاضرين
    بعد ذلك يحضر المدعوون صبيا في الثانية أو الثالثة من عمره و يجلسونه في حضن العروس ويتمنون لها البنين و البنات .. فتأخذ العروس خبزا مضفرا و تربطه بذراع الولد ثم تطلق سبيله ..
    يقول الباحث سيميون ماريان إن هذه الطقوس تسمى في الأرياف باختطاف العروس بمعنى أنه انتزعت من بيئتها الطبيعية أي كم بين أصدقائها و صديقاتها وسلمت للعريس وأوضح أن هذه العادة التي انتشرت في جميع المناطق الريفية متوارثة من الرومان القدامى الذين كان مندوبو العريس يختطفون الفتاة من منزل أهلها ويحضرونها إلى العريس عنوة .
    في أيامنا هذه لا يزال اختطاف العروس واحدا من طقوس حفل الزفاف سواء أ كان في الأرياف أو في المدن وحتى وإن كان الحفل مقاما في المطعم و ليس في المنزل . وبما أن العروس تجلس في أيمانا هذه مع العريس و سائر الضيوف وليس في مكان آخر فإن إيفاد المندوبين لإحضارها أو اختطافها لم يعد ممكنا فبدلا من ذلك يقوم الإشبين و بعض الضيوف بإخراج العروس من المطعم أو المنزل خفية بينما يكون العريس منشغلا بضيوفه واقتيادها إلى مكان آخر.. وفجأة ييقف الإشبين أمام الحاضرين ليقول إن العروس محتجزة لدى خاطفين يطلبون فدية للإفراج عنها .. و يدعو العريس للتفاوض مع الخاطفين بواسطته . وعادة يرفض الخاطفون ما يعرضه العريس عليهم من مال فيضطر الشاب بعرض المزيد منه عليهم فتستمر المساومة إلى حين إرضائهم تماما . غالبا يقدم العريس للخاطفين الوهميين مبلغا من المال الذي يهدى لاحقا إلى العازفين . ثم تعود العروس و تجلس في مقعدها بجانب الآخرين وسط تصفيق الحاضرين ..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    [align=center]
    مراسم إلباس العروس و العريس
    [/align]


    في يوم زفافها تستيقظ العروس مع بزوغ الفجر فعليها أن تستعد بكل عناية لأجمل يوم في حياتها .. وكانت والدتها قد أعدت لها الحمام التقليدي الذي كان على كل فتاة أن تأخذه في صباح يوم زفافها . إنه حمام طقوسي في الحقيقة حيث كانت الوالدة قد ذهبت إلى البئر فور حلول منتصف الليل لتأخذ منه الماء . فكان الريفيون يسمونه الماء الأول و يعتقدون أنه في غاية الصفاء والنقاء و يعزون إليه قدرات سحرية . فكانت الوالدة تصبه في حوض من الخشب مع قليل من الحليب و العسل و ترمي فيه أزهار الريحان ونقودا من الفضة .. ولهذه الأشياء رمزية واضحة فإن النقود ترمز إلى الرخاء بينما يختزل العسل كل ما هو لذيذ و جميل في الحياة أما الريحان فقد اتخذه الناس منذ القدم رمزا للحب
    في صبيحة يوم الزفاف تجتمع مساعدات العروس في بيتها و يشعرن في إلباس العروس ولكن عملها الرئيسي هو تضفير شعرها و تزيينه .. كما أسلفت لم يكن زي العروس يتخلف بشيء عن أزياء العيد الأخرى فهو مثلها زاهر الزخرفة و ملئ بالمطرزات الرائعة تختلف نماذجها وألوانها من منطقة إلى أخرى .. قطعته الرئيسية الفستان الطويل من القماش الناعم الذي تغطي المطرزات الكمين و فتحة العنق و كذلك جزئه السفلي و حول خصرها حزام من الصوف المطرز تثبت عليها تنورة مصنوعة من قطعين واحدة أمامية و الثانية خلفية من الحرير أو القماش الرقيق المنسوج المتعدد الألوان
    ترتدي العروس فستانها ثم تقوم المساعدات بتثبيت الحزام حول خصرها و تعمل فيه عقدة وهي العقدة التي سيفُكها العريس في ليلة الدخلة .. و يضعن حول عنقها قلائد من الحبات الزجاجية الملونة و عقد النقود إن كانت الفتاة تملكه .. ثم يباشرن في تمشيط شرعها و تضفيره .. ويزين الضفائر بأزهار ورقية صغيرة و أشرطة ملونة .. وأخيرا يضعن على رأسها الحجاب و يثبتن عليه تاج العرس الفاخر ..
    أتيحت لي مشاهدة صور لأزياء العروس التقليدية في مختلف المناطق وقد لفت انتباهي عقد النقود الذي رأيته حول عنق عروس من غرب رومانيا فكان مصنوعا من أربع سلاسل مرتبة حسب حجم النقود فكان الأصغر حجما حول العنق ويزداد حجم النقود تدريجيا مع كل سلسلة. شعرها فكان مضفرا على هيئة لوالب صغيرة حول رأسها وكان التاج رائعا جدا ومصنوعا على الطريقة التقليدية من الأزهار الورقية الصغيرة البيضاء و الوردية و الحبات الزجاجية . وكانت مطرزات فستانها باللونين الأحمر و البنفسجي الغامق مع قليل من الأخضر و الأصفر ..
    أثناء إلباس العروس و تضفير شعرها كانت الفتيات يغنين أغاني العرس التقليدية . وبينما يضفرن شعرها كن يحذرنها من أنها لن تستطيع من الآن فصاعدا عرض شعرها و ضفائرها حيث كان العرف الاجتماعي السائد يجبر المرأة المتزوجة بوضع منديل على رأسها قبل الخروج بخلاف الفتيات اللواتي كن يخرجن مكشوفات الرأس و لا يغطين رؤوسهن إلا في الشتاء .. كما كن يغنين لها بعض الأغاني الهزلية فيسخرن من حماتها و من عريسها أيضا و حتى من العروس نفسها ..
    وفي أثناء ذلك تمد الوالدة المائدة و تضع عليها المعجنات و في وسطها خبز مضفر على شكل دائرة و صحن صغير فيه ملح ... بعد إنهاء المساعدات من تزين العروس يجلس الجميع إلى المائدة ويرفع نخب الصحة والسعادة للعروس . وفي غضون ذلك تجري في بيت العريس نفس المراسم حيث كان مساعدوه قد تجمعوا فيه منذ الصباح الباكر فيقوم أحدهم بحلق ذقن العريس . ثم يرتدي الشاب القميص الفاخر الذي أهدته إليه العروس و كذلك السروال الجديد ويربط الحزام حول خصره ويلبس صدريته الجميلة المطرزة التي يرتديها في أيام العيد ..
    قبل قليل رأينا على المائدة الممدودة في بيت العروس خبزا مضفرا على شكل دائرة .. و على مدار الحلقات القادمة سنراه في بعض مراسيم حفل العرس التقليدي الذي سنحضرها معا . الحقيقة أن الخبز المضفر على هيئة دائرة له وظيفة طقوسية هامة أضفاها عليه الفكر الجماعي الشعبي في قديم الزمن .. وقد تحدث عن تكل الوظيفة عالم التراث يون كينويو في أحد بحوثه حيث قال الخبز المضفر على شكل دائرة والمصنوع من دقيق القمح يختزل حسب الرؤية التقليدية الإنسان نفسه ذلك أن الفكر القديم كان يعادل الدورة النباتية للقمح منذ البذرة إلى البرعم ومن ثم إلى الحبة المحصودة و بين حياة الإنسان من الولادة إلى الزواج ومن ثم إلى الموت .. فالقمح يولد و ينضج و يموت كبني البشر تماما وله روح تسكن في البداية في جسد النبات الأم و تغادره مع نضوج القمح لتسكن في الحبة .. وفي النهاية تقع ضحية للمنجل في موسم الحصاد .. وهو المنجل الذي يحصد أيضا حسب الفكر الشعبي القديم روح الإنسان عند موته ...وفي تلك النظرة يصبح روح القمح النصف الثاني لروح الإنسان وتصحبه باستمرار طيلة وجوده الدنيوي الذي يبدأ بولادته وكانت قد صحبته في مرحلة ما قبل وجوده الدنيوي التي تبدأ بزواج والديه وستصحبه أيضا في مرحلة ما بعد وجوده الدنيوي التي تبدأ بموته . وهكذا أصبح الخبز المصنوع من دقيق القمح غذاء طقوسيا حافلا بالرموز .. ونجده في جميع اللحظات الهامة في حياة الإنسان فقد رأيناه على المائدة قرب مهد المولود الجديد وله مكانه في مراسم الزواج وسنراه أيضا في تشييع الجنازة لكننا نعود إلى القرية التي ترتدي ثوب العيد والتي أصبح أهلها على أهبة الاستعداد لحفل الزفاف .. فقد تشكلت في بيتي العريسين المواكب التي سترافقهم إلى الكنيسة . وفي القرى الصغيرة كانت المواكب تسير على الأقدام وفي القرى الكبيرة أو الجبلية كانت العروس تقل عربة وكان العريس يمتطي حصانا بينما كان مرافقوهما يتابعونهما سيرا على الأقدام ...

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    عاشت ايدك اخي الفاضل ولكن لم تذكر لنا هذه الطقوس لاي شعب من الشعوب؟
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [web]http://www.iraqcenter.net/vb/12583.html[/web]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منازار مشاهدة المشاركة
    عاشت ايدك اخي الفاضل ولكن لم تذكر لنا هذه الطقوس لاي شعب من الشعوب؟
    هي طقوس للشعب الروماني , ذلك الشعب الذي مر بمرحلة او فترة حكم كما مر الشعب العراقي بها , لكن بعد هبوب رياح التغيير , تغيرت رومانيا نحو الافضل من ناحية الاستقرار والامن والاقتصاد وبناء مجتمع مدني حقيقي بدلا من المجتمع العسكري .
    من المصدر يكون واضحا جدا لمن تعود هذه الطقوس


    شكرا اختي الفاضله على هذا المرور الطيب وايضا أثراء الموضوع

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    شكرا للتوضيح اخي الفاضل
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








المواضيع المتشابهه

  1. الا تشبه طقوس عاشوراء طقوس هؤلاء المسيحيين في الفلبين ؟
    بواسطة الاطرقجي في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 15-01-2009, 15:32
  2. غضبت من ألمي ما يفعل الغضب وعادت اللات باسم الدين تنتصر
    بواسطة محمد الجعفري في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-05-2007, 09:38
  3. وعادت الطيور المهجرة الى وطن الحب ..... رحلة بين القصب والبردي في اهوار الناصرية
    بواسطة منازار في المنتدى واحة المضيف والتراث الشعبي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-02-2006, 15:20
  4. طقوس
    بواسطة ونيسي بشير في المنتدى واحة الملتقى الادبي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-09-2005, 17:27

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني