جريدة الجهاد

فاجـأ سماحة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله ـ لبنان الساحة السياسية العراقية والعربية والاسلاميةبطرحه لفكرة (المصالحة) بين المعارضة العراقية وبالذات الاسلامية منها وبين نظام صدام.. وصاغ سماحته الفكرة عبر دعوته الى ما اسماه بـ(طائف عراقية) تجتمع فيها المعارضة الاسلامية العراقية مع نظام صدام على مشتركات (المرحلة الراهنة) في الدفاع عن العراق امام غزو اميركي وامام خطر داهم يتعدى حدود العراق لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة برمتها.
وتعليقا على طرح هذه الفكرة نقول: ان ما يحز في النفس ان تأت ي فكرة المصالحة مع صدام على لسان شخص بوزن سماحة السيد حسن نصر الله مما يجعل الالم العراقي اكثر استشعاراً ذلك لقرب سماحته من الهم العراقي فلو جهل او تجاهل اصل مشكلتنا او ازمتنا مع النظام القابع على حدودنا منذ حوالي (35) عاماً شخص بعيد او بسيط لهان الامر ولكن قسوته تكبر على القلوب عندما تصدر الفكرة من شخص قريب منا والينا!!
صحيح ان العراق وطناً وشعباً مستهدف من قبل اميركا وحلفائها وصحيح ايضا انه يجب ان تتظافر الجهود (الشريفة والمخلصة) للحيلولة دون الكارثة سواء ما يخص العراق منها او ما يخص المنطقة والعالمي ن العربي والاسلامي.. ولكن ما يؤلم العراقيين كشعب ان يتصور سماحة السيد حسن نصر الله ان صدام صادق في عدائه لاميركا والصهيونية وهذه يداه ملطختان بدماء كل ما هو اسلامي ووطني ومصلح وصاحب جهود خيرة داخل العراق وكل ما هو صالح من دول الجوار والاسلاميين في كل مكان بمن فيهم (الاسلاميين) اللبنانيين وسماحة السيد نصر الله اعرف منا في هذا المجال بالذات بعدد الذين سفك صدام دماءهم من اللبنانيين ودوره القذر في (صهينة) الساحة اللبنانية منذ اندلاع الحرب الاهلية عام 1974 ولحد الان.. وربما يملك سماحة السيد نصر الله ارشيفاً با عترافات كبار شخصيات التيار العوني والجعجعي بان على رأس الداعمين لهما الكيان الصهيوني وصدام والاهداف معروفة لكل اللبنانيين وعلى رأسهم سماحته.
العيب الوحيد في (مبادرة) السيد نصر الله هو ان العنصر الاساس المبنية عليه هو ان طرفه صدام ونظامه وان هذا النظام هو فعلاً عدو لاميركا وانه تخلى والى الابد عن العمالة لاميركا والصهيونية وانه لا ولم ولن يكون رهن الاشارة لتنفيذ اوامرهما على الساحة العراقية والعربية والاسلامية. بينما الواقع يقول عكس ذلك تماماً وصحيح ان العراقيين اعرف من غيرهم بصدام ونظامه ولكن دول الجوا ر وكل العرب والمسلمين الواعين يعرفون ان مـثال الانتهازية في العصر الحديث هو صدام ونظامه وانه مستعد للانقلاب (180) درجة وفق ما تتطلب مصالحه وانه حتى اللحظات الاخيرة من حياته مازال يواصل ارسال اشارات انه رهن الاشارة للحرب على الاسلام والمسلمين لاسياده الاميركان.
نعم يمكن ان تكون فكرة او دعوة سماحة السيد حسن نصر الله صحيحة وفي محلها في ساحة وازمة غير الازمة العراقية فيما لو كان الحاكم لذلك البلد لم يرتكب ما ارتكبه صدام بحق الشعب وعلمائه وقادته واجياله على مدى عقود من السنين..
فهنالك يمكن ان تتحالف المع ارضة مع الحكام من اجل قضية اكبر وان يتناسوا الخلافات الجانبية أمام عدو مشترك..
اما في المسألة العراقية فان العراقيين اعرف من غيرهم ان اميركا عدوهم فعلاً ولكن صدام ليس شريكهم في العداء لاميركا هذا اولاً ثم ان هذا الطاغية اجرى انهاراً من الدماء بينهم وبينه وان انهار الدماء هذه كانت فيصلاً تمنع أي خطوط للعودة او امكانية المصالحة او الثقة او المصداقية وباختصار هو اسوأ مثال لان يثق به عاقل او يتصالح معه للتحالف ضدا ي طرف كان.