بقلـــم : محسن رداد
هل سيفوز حزب الدعوة الاسلامية في انتخابات المحافظات ؟
أرض السواد
[email protected]
هذا السؤال مهم بقدر أهمية الانتخابات القادمة للمحافظات والتي ما زال أروقة مجلس النواب تتعثر في اقرار قانون الانتخابات حتى هذا اليوم الذي من المؤمن أن يتم التصويت على القانون في الساعات القادمة . والمهم في الأمر أن الانتخابات ستجري سواء أراد ذلك المجلس الاعلى أم لا وسواء عرقلها الاكراد بحجة كركوك أم لا . لابد للانتخابات أن تجري وفي نهاية هذا العام لسبب مهم جدا وهو أن مجالس المحافظات الحالية تفقد صلاحياتها وقانونيتها بعد هذه المدة .
يعد الجميع عدته من أجل الاستئثار بأكبر عدد ممكن من الناخبين وبشتى الوسائل من أجل الوصول الى مجالس المحافظات والسيطرة على المحافظات وادارتها , والجميع يدرك أهمية هذه الانتخابات المتأتية من أهمية قانون المحافظات الجديد الذي يعطي للمحافظ ولمجالس المحافظات صلاحية واسعة في التعيين والاعمار والاستثمار بما يتعلق بالمحاتفظات والاقاليم .
وهنا تكمن أهمية هذه الانتخابات فمن يفوز بها يمكنه قيادة الناس باتجاه انتخابات قادمة بعد سنة وهي انتخابات مجلس النواب القادمة في نهاية 2009 . وعلى هذا فمن يفوز في انتخابات المحافظات سيضع له موطئ قدم للانتخابات العامة في العام القادم بحيث يقدم خدمات للمحافظات وبالتالي يكسب اصواتهم لصالحه في الانتخابات العامة .
المعروف أن المجلس الاعلى هو المسيطر على أكثرية المحافظات ومنذ أكثر من أربع سنوات مثل الناصرية والسماوة والديوانية والنجف وبغداد والحلة ولم يقدموا للناس أية خدمات وفي خمس سنوات وقدموا نماذج كبيرة في الفساد والمفسدين والسيطرة على هيئات الاستثمار بالتنسيق مع حزب الفضيلة كما حصل في مجلس محافظة الناصرية . واستأثروا بالتعيينات لوحدهم ووضعوا الانسان غير المناسب في المكان المناسب لغيره .
والناس اكتشفت هذه الحقيقة وعرفت من هو المجلس الاعلى من خلال تجربة السنوات الخمس الماضية ومن هو حزب الفضيلة المتخصص بسرقات وتهريب النفط . وترى الناس في المحافظات الجنوبية والفرات الاوسط وكذلك بغداد تميل بشكل كبير باتحاه حزب الدعوة الاسلامية لاسباب كثيرة أهمها أن حزب الدعوة الاسلامية في المحافظات لم يتسلم حكمها المحلي في السنوات الخمس الماضية الا أفراد قليلون منهم وقد جربهم الناس فوجدوهم نزيهين كفوءين يعملون من أجل الناس فكسبوا ود الناس , والسبب الثاني نجاح نوري المالكي رئيس حزب الدعوة في قيادة العراق وسيطرته على الميدان من حيث الاستقرار الامني بنسبة 85% عن الاعوام الماضية وكذلك مشاهدة العراقيين للنواب القلائل من حزب الدعوة الاسلامية في مجلس النواب ودورهم الكبير في محاولات اصلاح دور مجلس النواب .
وسبب آخر مهم ان العراقيين في السنوات الخمس الاخيرة قد فتشوا باللبن كما يقولون وعرفوا الصادق من الكاذب والمنافق والامين من الفاسد والقاتل من المسالم . فلمسوا أن المجلس الاعلى والفضيلة وجيش المهدي مارسوا في الكثير من الحالات تصفيات جسدية لخصومهم السياسيين والفكريين من نفس مذهبهم ومن مذاهب اخرى الا حزب الدعوة الاسلامية الذي يقف في الضد من استخدام العنف للوصول الى مطالب سياسية .
الشيء الذي يُحسب على حزب الدعوة وفي غير صالحه هو ان اطراف كثيرة تستخدم اسمه وتسيء الى هذا الاسم وهذا الخط , ومنهم باسم حزب الدعوة الاسلامية - تنظيم العراق وهؤلاء اساءوا استخدام السلطة في الفترة الماضية واساءوا لسمعة حزب الدعوة الاسلامية كثيرا وغالبا ما يوهمون الناس بأنهم حزب الدعوة الاسلامية ولا يوضحوا بأنهم انشقوا عن الحزب . وهذا أمر نضعه في خانة الضد لحزب الدعوة الاسلامية . وتقع على عاتق حزب الدعوة الاسلامية أنم يوضحوا للناس من هو حزب الدعوة الاسلامية ومن هم تنظيم العراق وعلاقاتهم المشبوهة بالبعثيين بعد السقوط كمثل شروان الوائلي وغيره .
اذا تمكن حزب الدعوة الاسلامية ان يوضح للناس من هم تنظيم العراق وان حزب الدعوة الاسلامية لا علاقة له بهم , واذا تمكن الحزب من الائتلاف مع المستقلين واختار شخصيات مؤثرة منهم وخاض حملة انتخابية مدروسة ومدعومة بشكل جيد , عندها سيفوز حزب الدعوة في مجالس المحافظات وسيتخلص العراقيون من جماعات المجلس الاعلى والفضيلة وفسادهم الاداري والمالي .