تغاضي عن بعض الوجبات.. أفضل!!


أفادت دراسة جديدة أن عدم تناول وجبات على طول النهار من يوم لآخر يعد في مفعوله مثل استخدام الحمية ذات السعرات الحرارية المنخفضة. وذلك حتى لو بالغ الإنسان بالأكل في الأيام التي لا يصوم بها.

حيث تم إجراء التجارب على فئران المختبرات وتبين أن الفئران تتمتع بصحة افضل إذا ما تم تخفيف عدد الوجبات التي يتناولها الفأر. وقد تبين أيضا أن الفئران قد تحسنت دورتها الدموية و انخفضت نسبة تلف خلايا الدماغ بشكل ملحوظ عند تعريضها للجلطات و مرض باركنسون.

ويجد العلماء أن هذا الكلام له نصيبه من المنطق إذ أن أجداد البشر لم يكن بإمكانهم تناول ثلاثة وجبات في اليوم و إنما كانوا يمضون أياما بدون طعام لعدم توفره و مع ذلك لم يكونوا يعانون من السمنة او من الأمراض التي نعاني منها هذه الأيام.

يضيف العلماء المشرفين على الدراسة أن هذه النظرية لا زالت في مرحلة التجارب و بحاجة إلى وقت اكبر لكي يتم التأكد من نجاحها على الإنسان. إلا أن الباحثين ينصحون الأشخاص البالغين بعدم تناول الوجبات الثلاث يوميا بل التغاضي عن بعض الوجبات من حين لآخر، الا ان العلماء لا ينصحون بالامتناع عن الطعام نهائيا طوال اليوم.

أما خبراء التغذية فلا ينصحون بالصوم طوال النهار لتخفيف الوزن، وذلك لان الإنسان يكون جائعا جدا في نهاية النهار مما يجعله لا يستطيع التوقف عن الأكل الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الوزن. كذلك فان الإنسان الجائع لا يستطيع ان يختار تناول أكل صحي و بكميات قليلة لأنه يكون بحاجة إلى الطعام من أي نوع لإسكات جوعه.

هذا ومن جانب آخر، تؤكد الكثير من الدراسات أنه بالإمكان المحافظة على الرشاقة من خلال التحكم بالكميات فقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تزايدا في نسبة السمنة في العشرة أعوام الأخيرة حتى بلغت النسبة 64% من البالغين. والأسباب أصبحت معروفة بالنسبة للجميع، فالشعب الأمريكي لا يمارس الرياضة و يتناول الكثير من الطعام.

ويعود السبب في زيادة كمية الطعام المستهلكة إلى زيادة الحصص المقدمة إلى الأشخاص. فعلى سبيل المثال تضاعفت كمية الغذاء المقدمة في المطاعم الأمريكية و زادت نسبة الطعام المحتوي على الدهون تبعا لهذه الزيادة.

فمثلا حجم الكعكة قد تضاعف ثمانية مرات عما كان علية قبل ثلاثين عاما. وحجم وجبة الباستا التي تقدم في المطاعم قد تضاعف ستة مرات في النوات الثلاثين الأخيرة.كما تضاعف حجم قطعة (STEAK) خلال نفس الفترة.

كل ذلك نتج عن المنافسة الحادة بين الشركات المنتجة للغذاء. كذلك فكلفة الوجبات لا زالت منخفضة نسبيا مما دفع أصحاب المطاعم إلى زيادة كمية الطعام المقدم لجذب عدد اكبر من الزبائن. و عادة هذه الوجبات المسماة (Value Meals) تحتوي على كميات ضخمة من الدهون و السعرات الحرارية.

ومن الجدير بالذكر أن الباحثين قد دأبوا منذ فترة طويلة على إيجاد وسائل لتخفيف الوزن وذلك في محاولة منهم لخفض معدل الإصابة بالأمراض التي تنجم من السمنة مثل مرض القلب، السكري والسرطان وغيرها.

وقد لجأ العلماء والأطباء إلى طرق شتى لتحقيق الأهداف بما في ذلك الحمية، استبدال الوجبات بأخرى تحتوي سعرات أقل، غلق الفم، الجراحة وغيرها ولكن المسألة تظل مسؤولية الشخص البدين ورغبته في التخلص من الوزن الزائد لأنه هو الشخص الوحيد الذي يمكنه إنجاح أو إفشال أي برامج في هذا الصدد._(البوابة)