وطن ومواطن ... وكفى
يوم الثلاثين من حزيران ، يوم إنقشاع الظلام عن شمس العراق ، يوم زغردة النساء في أخدارها ، يوم ضحكة الرجال في المقاهي
يوم لعب الأطفال في المتنزهات ، يوم زقزقة الطيور في أوكارها
يوم رفرفة العلم العراقي على البوادي والربوات والجبال الشامخات
يوم إنبعاث السرور من القلوب المهمومة ، يوم ترسيم البسمة على وجوه أبناء الشهداء ، يوم السواعد السمراء يوم الحب والبسمة والوفاء
يوم ربيعي في صيف لاهب ، يوم خلو الطرقات من التحذيرات ، يوم إنسحاب العساكر إلى الثكناث
يوم خلو الدرابين من الأجانب المحتلين المحررين
إنه يوم الوطن رغم المحن
حس غريب يتنمل في جسمي ويدب في أعماقي
أن لنا وطن
لا نهاب الشرطي لأنه حامينا
لا نهاب الإدارات لأنها تفكر في مصلحتنا
لا نهاب رجال الأمن لأنهم يحفظون أمننا
لا نهاب السفارات لأنها تمثلنا
لنكتب ٣٠ من حزيران بأحرف من ذهب
تقدمنا شهرا الى الأمام من تموز الى حزيران
في أكثر من ثلاثين سنة وإن كان بطيئا ولكنه يسعدنا
وهناك من يريد دائما أن يشوش فكرنا ويسرق بسمتنا وينغص فرحتنا
ليسور مرابعنا بأسوار من حديد بدستور جديد ويقضمون خضارنا
إنهم دائما يريدون ما ليس لهم ، همهم الحصول على المزيد لأنهم يفكرون بالرحيل في فكرهم العليل
لأنهم يعيشون في الماضي ويحلمون بالفاضي
يستبقون الأمور حتى يضعوا العراق أمام الأمر الواقع
ويلجؤون الى المحتل للحصول على بضاعة الغير
ولكن الله معنا والمخلصين من العراقيين معنا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب
كفانا حروب ، ولوي الأعناق في الدروب
إرفع رأسك فإنك عراقي
تحدث بأية لغة شئت ، فكر كيف شئت
فأنت مواطن ولك وطن وهو
العراق
ولنرفع منذ اليوم شعار
وطن ومواطن وكفى