بندر ابن "النابغة" وصناعة الارهاب.. والامريكان هم الخاسرون


اسعد راشد
هل تتصور امريكا انها ستكون الرابحة في مراهنتها على انظمة العهر العربية وانها ستكسب جولة الصراع مع الارهاب خاصة وانها تدرك ان تلك الجولة تكاد تفشل في افغانستان التي تواجه اليوم وضعا شبيها بالعراق بعد ان أخذت حركة التحجر الطالبانية باعادة تنظيم صفوفها والتنسيق مع القاعدة لضرب كل شيئ يتحرك على الارض و استهداف كل من يشتبه بانه عميل لامريكا او انه يرفض حكم الرجعية الوهابية ؟





الامريكيون وبتحريض سعودي وهابي صنعوا "المجاهدين" في افغانستان لمواجهة المد والاحتلال السوفياتي وبعد جلاء السوفيات تحول اؤلئك "المجاهدون" الى اعداء وبدأوا بضرب المصالح الامريكية وتهديد السلم العالمي وقد وعدهم السعوديون بان يكون الوضع تحت السيطرة وان اولئك "المجاهدون" لن يخرجوا عن بيت "الطاعة" الوهابية الا ان حسابات الامريكان وثقتهم المطلقة بحلفائهم السعوديون قد اتت بنتيجة كارثية على الامريكيين انفسهم وعلى شعوب المنطقة خاصة بعد ان تبين ان الاموال السعودية والعقيدة الوهابية كانتا قد لعبتا دورا حاسما في اضعاف الموقف الامريكي والحاق الاذى بسمعتها في المنطقة وان بندر ابن "النابغة" * ـ وهو ابن لعبدة افريقية ! ـ كان المخطط لمشروع توريط امريكا في مستنقعات الشرق الاوسط .





مناسبة هذا الحديث هو حدثان بارزان "الحدث اللبناني " والحدث العراقي" وتقارير مؤكدة لدوائر ليست استخبارية فحسب بل من داخل اوساط اصحاب الشأن حول دور السعودي وباالذات ما يقوم به "ابن النابغة" بندر في تأجيج اوار الصراعات الطائفية والفتن وزج الامريكان في مشاريع كارثية على حساب مشاريع التنمية والازدهار والديمقراطية ذلك الدور الذي يستهدف اقوام وشعوب وطوائف معينة ولتمرير اجندة ليست لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بمصالح امريكا واجندتها الخاصة حيث الحدثان اثبتا ان الامريكان يساقون سوقا الى شفا حفرة من الانهيار وخسارة نفوذهم في المنطقة من جراء تصديق ما يطرحه ابناء الطلقاء لهم وبالذات بندر "ابن النابغة" .





كل المؤشرات والتقارير تشير الى ان الامريكيين في العراق غدوا اسيروا أجندة "ابن النابغة" بندر وانهم وبتحريض من ابناء الطلقاء ـ نسبة الى حكام العرب وجامعة اؤلئك الابناء ـ قد دخلوا في نفق عميق فيما يخص تراجعهم عن الديمقراطية وترك الارهابيين العرب وحلفاءهم من البعثيين المنضوين تحت يافطات "الجيش الاسلامي" و"ثورة العشرين" وما اشبه والتي يقودها شراذم من القتلة والمجرمين من ان يمارسوا القتل والارهاب والابادة الجماعية بحق الشيعة في العراق ظنا منهم ان ذلك سوف يساعدهم على حفظ التوازن الطائفي ومواجهة النفوذ الايراني وهذا الامر اكدته تقارير صحف امريكية حول تغاضي الامريكيين عن دور عدد من نواب المحسبوين على السنة وقادتهم في عمليات الارهاب والتفخيخ ومشاركتهم في مخططات استهداف الشيعة والمواطنين الابرياء حيث ذكرت تلك التقارير ان ان الامريكيين في العراق يتعاونون مع الجيش الاسلامي ويتساهلون معهم في قضايا القتل الطائفي الذي يستهدف مناطق الشيعة في مقابل مساعدتهم "لمواجهة القاعدة في العراق"!



هذا التوجه الخطير للامريكيين يشكل انعطافة وان هي ليست بجديدة الا انها خطيرة لكون انها تعيد تجربة فاشلة ومدمرة مازالت تداعياتها قائمة في افغانستان الا ان السعوديين وبمكر ودهاء "ابن النابغة" بندر استطاعوا مجددا خداع الامريكان على ساحتين الساحة العراقية والساحة اللبنانية عندما اقنعوهم بضرورة دعم وتقوية "الاجنحة السلفية" والدينية السنية المتطرفة لمواجهة ((النفوذ الايراني)) و"التمدد الشيعي" ‘ فعلى الساحة العراقية ولكي يجد السعوديون مبررا لتنفيذ اجندتهم الطائفية والارهابية ويقنعوا الامريكان بضرورة دعم "الجيش الاسلامي" ـ وهو لا يختلف في اجندته السياسية والفكرية عن جند الشام وفتح الاسلام بشيئ ـ رفعوا "مصحف النفوذ الايراني" ولم يجدوا طرفا لتحقيق ذلك النفوذ غير الشيعة لذلك توجهوا باستهدافهم في مناطقهم من خلال حملة من المفخخات والتفجيرات والابادة الجماعية غضّ الامريكان الطرف عنهم بحجة تحقيق توازن كما تخيل لهم او صوّر الاخرون لهم فيما كل القراءات تشير الى خطأ ذلك التوجه لكون انه سوف يكون له رد فعل عكسي على الاوضاع تكون نتائجها كارثية على الامريكيين قبل غيرهم وقد زاد الشكوك لدي الغالبية في العراق حول دور السلبي الامريكي وذلك التوجه الخطير بعد ان نشرت صحفية نيويورك صان تقريرا حول هذا الموضوع والتناقض الذي يلف موقف الادارة الامريكية في العراق في احتضانها من جهة للارهابيين مثل النائب المطارد والمتهم بالارهاب ‘وهو اليوم يسوق في واشنطن مشروعه الارهابي لاعادة البعث ودوره في العراق اي "الدايني" والحال ان الرجل ومعه خلف العليان متهمان بدعم الارهاب ومشاركان في اراقة الدماء البريئة ‘ وادعاءها بمطاردة الارهاب وبسط الامن ‘ الرابط الى التقرير :





http://www.radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=2005258









فيما الساحة اللبنانية تشهد حالة شبيهة بماجرى في افغانستان وبما يجري اليوم في العراق حيث السلطة التي تدعمها السعودية وتمدها بالاموال اقامت تحالفا غير مكتوبا مع عصابة ارهابية وهي فتح الاسلام وقد قام تيار المستقبل وبنصائح "ابن النابغة" بايصال الاموال الى تلك العصابة واطلاق سراح سجناءها وتقويتهم بالاسلحة المتطورة التي لا يملكها حتى الجيش اللبناني ولما تضاربت مصالح الطرفين وتبين للامريكيين ان ما صنعه حلفاءهم ـ السعوديون وبمساندة حلفاءهم المحليين ـ في مخيمات الفلسطينية وفي طرابلس بدعمهم للاصوليين والمتطرفين لهم مشتركات تجمعهم مع تنظيم القاعدة سوف تشكل خطرا عليهم وان ذلك سوف يضر بستقبل وجودهم ودورهم وعلاقاتهم مع الاطراف اللبنانية الاساسية في لبنان حيث ان الهدف الذي كان يصبوا اليه ابن النابغة بندر هو مواجهة النفوذ الشيعي والعقلانية الشيعية في لبنان وبالطبع فان بندر ابن النابغة لم يجد ايضا هنا مبررا او مصحفا يرفعه في وجه الشيعة سوى "النفوذ الايراني" ليمرر اجندته وقد نجح لحد ما في خداع الامريكان الا ان الاخير مازال في حيرة من امره بين ان يبلع ما يقدمه له الاعراب وابن النابغة ونظامه ويمضي في تخريب ما بناه او ما يريد بناءه من اسس لاقامة ديمقراطية ومحاربة الارهاب ومن كانوا سببا في انتشاره واحتضانه اي الانظمة العربية وبين القبول على مضض بالجلوس مع الايرانيين والتضحية بكبرياء امريكا من اجل هدف اسمى ومشروع اكبر يتمثل في بناء الصرح الديمقراطي وتحقيق الاستقرار والامن وتبادل المصالح مع الخصوم العقلاء!



والواضح من تطورات الاحداث على الساحة اللبنانية وانكشاف المعلومات عن ان تيار المستقبل والسنيورة والسعوديون كلهم متورطون في ظاهرة فتح الاسلام ودعم المتطرفين السنة بهدف تحجيم الدور الشيعي وان الامريكيين مازالوا ضحية تقارير ونصائح ابن النابغة بندر وهذا الامر أكده الصحافي الامريكي المشهور سيمور هيرش حيث اعتبر في حديث لمحطة سي ان (( أهم عنصر في هذا التحول السياسي هو الاتفاق بين نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ونائب مستشار الأمن القومي الأميركي إليوت أبرامز والأمير بندر بن سلطان بحيث يقوم السعوديون بدعم وتمويل سري للجهاديين المتشددين والجماعات السنية في لبنان بالخصوص مثل جماعة فتح الإسلام في لبنان لخلق توازن مع حزب الله حيث يمكن الاستعانة بهم في أي مواجهة معه )) ..وأشار :







((أن الوضع الحالي يشبه بكثير النزاع في أفغانستان في الثمانينيات الذي أدى إلى ظهور تنظيم القاعدة، ومع نفس الأشخاص المتورطين مع السعودية وأميركا، ونفس نمط استخدام الولايات المتحدة للجهاديين الذين تؤكد السعودية بأنها تستطيع السيطرة عليهم..)).



((ورداً على سؤال عن الأسباب التي تجعل الإدارة الأميركية تتصرف بشكل يبدو متناقضاً مع مصالحها، قال هيرش إنه منذ هزيمة إسرائيل أصبح الخوف من حزب الله كبيراً في واشنطن وخصوصاً في البيت الأبيض، ونتيجة لذلك فإن الإدارة الأميركية لم تعد تتصرف بعقلانية في سياستها، مشيراً إلى أن اتهام سورية بالتورط في الأزمة الحالية أمر مستبعد لأنه من غير المنطقي أن تكون سورية مقربة من حزب الله التي تنتقدها الإدارة الأميركية بسبب ذلك وفي نفس الوقت تدعم الجماعات السلفية))..الرابط :





http://www.alhramain.com/text/alrshe...2007/00115.htm





المؤشرت كلها تقول ان الخاسر الاوحد في هذه الحراكات هي امريكا لان السعوديين وعبر ممثلها ابن النابغة قد الحقت تشويها كبيرا بسمعة امريكا وقبلت ان يكون ذلك "الابن " سفيرا لها ومنفذا لمشاريعها التي هي تطبيق لاجندة غير امريكية طائفية ووهابية سلفية وهو ما سوف يكلف الامريكيين كثيرا خاصة وان هناك بحور من الدماء قد اراقها ابن النابغة بواسطة حلفاءه المتطرفين من البعثيين و المتطرفين الارهابيين في العراق وان هذا الامر سوف يكون لانه تداعيات عكسية على الامركيين انفسهم الذين تركوا المستبشرين بديمقراطياتهم وتبادلوا معهم نخب الانتصار على النظام الدموي الصدامي واعتبروا دخولهم الى ارض الرافدين تحريرا وفتحا فيما الاخرون من الذين تحتضنهم اليوم واشنطن من امثال الدايني والدليمي والعليان ومجموعات السفلة الساقطة من الارهابيين حاربوهم وقطعوا رؤوس جنودهم وبل ومثلوا بهم ومازالوا وليس اخره قطع رؤوس جنودهم الثلاث المختطفين ورميها في الفرات جنبا الى حنب مع رؤوس الشيعة التي تقطع وترمى في الفرات ولعل شهر ايار مايوا من هذا العام هو الاسوء للجنود الامريكان الذين تساقطعوا جميعا وقتلوا على ايدي ادعياء المقاومة ومن تريد واشنطن ان تعيدهم الى السلطة ليكونوا "حلفاء" لها !





*تاريخيا‘ابن النابغة هو "عمرو ابن العاص" والنابغة امها كانت امة لرجل من عنزة فسبيت فاشتراها عبد الله بن جذعان التميمي بمكة فكانت بغيّا"..المصدر "الزمخشري في ربيع ابرار