ترحيب في محافظات جنوب العراق بإلغاء المذهب من استمارة التعداد السكّاني
ترحيب في محافظات جنوب العراق بإلغاء المذهب من استمارة التعداد السكّاني
مم يدل على أن أهــل الجنوب مـع وحــدة العراق وشعبه بكل طوائفه وقومياته
الكوثر/الحياة/ أعرب كثير من أهالي مدن جنوب العراق ذات الغالبية الشيعية ، عن ترحيبهم بقرار الحكومة إلغاء فقرة المذهب من استمارة التعداد السكاني المقرر اجراؤه في 24 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل .
وقالت مدير مركز المعلومات والدراسات الاستراتيجية مروة البكاء ان «استبيانات اجراها مركزنا لشرائح مختلفة من مجتمعنا في المدن الجنوبية والفرات الاوسط ، وجميعهم من الطائفة الشيعية أكدت ان الاكثرية العظمى ترحب بعدم ذكر المذهب في استمارة التعداد السكاني او البطاقة الشخصية».
واضافت ان «الشعب العراقي يمقت الطائفية ولا يحبذها»، مشيرة الى ان «عدداً من مراكز الدراسات ومنظمات المجتمع المدني رفعت توصيات الى البرلمان ورئاسة الوزراء والجمهورية تفيد ان لذكر الطائفة في وثيقة او استمارة جوانب سيئة كثيرة ويجرف البلاد الى المنزلقات الطائفية وهذا ما يسعى العراقيون الى الابتعاد عنه».
الى ذلك، قال زعيم قبيلة خفاجة الشيخ فخري الخفاجي ان «جميع شيوخ القبائل العراقية العربية من مختلف المذاهب وقعوا بياناً دان اي استخدام رسمي للطائفة او المذهب في استمارة التعداد السكاني او اية وثيقة اخرى». وأضاف في تصريح الى «الحياة» ان «العشائر العراقية مختلطة المذاهب فالعشيرة او القبيلة الواحدة فيها سنة وشيعة، مسلمون يرفضون الخوض في الجزئيات». واشار الى ان «القبائل العراقية ترفض رفضا قاطعا ذكر الطائفة او الاشهار بها فهذا يعزز الفرقة ويذكي نار الفتنة الطائفية».
وكان عدد من النواب اعتبروا ذكر الطائفة في استمارة التعداد «يمثل تجزئة العراق»، واشاروا الى اعتماد الثوابت التي استند إليها التعداد السكاني لعام 1957 والسنوات التي تلته.
واعلنت وزارة التخطيط المسؤولة عن اجراء الاحصاء السكاني ان الاحصاء لن يضم اي ذكر للطائفة والمذهب.
ورحبت الحوزة في النجف بهذا القرار. وقال الأستاذ في حوزة النجف الشيخ هادي الصفار لـ «الحياة» ان «المراجع الرئيسيين والأساتذة ينظرون الى العراقيين بأطيافهم بعين الابوية الواحدة». واكد ان «الغاء فقرة الطائفة من استمارة التعداد من توجيهات رجال الدين والمراجع».
وكان مدير غرفة العمليات الخاصة بالتعداد العام للسكان والمساكن الدكتور مهدي محسن العلاق اكد ان «استمارة التعداد لا تتضمن اي سؤال عن المذهب. ولم يسبق ان أضيف هذا السؤال ثم حذف كما تتداول الاوساط الاعلامية». واضاف ان «هذه المسألة حسمت منذ البداية ولم تعد تشكل اي عائق امام التعداد ناهيك عن التفهم والتوافق السياسي والفني على عدم ادخال قضية المذهب في الاستمارة».
واشار العلاق الذي يشغل ايضاً منصب رئيس الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات في وزارة التخطيط والتعاون الانمائي إلى انه «منذ الشروع بهذا الاستحقاق الوطني تم الاتفاق على ان تتضمن استمارة التعداد سؤالاً محدداً عن الديانة وسؤالاً آخر عن القومية ولم تدخل مسألة المذهبية بأي تفصيل او اي مستوى من مستويات العمل».