بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة حرية اشتراكية

العملية السياسية واستحقاقاتها الخائبة في العراق يمررها الإسلام السياسي اللامقاوم

تأسيسا على تراكمات تاريخية أفرزتها حقب التراجع في التاريخ العربي الإسلامي، سواء بسبب من الضعف الذاتي أو التآمر الخارجي والتداخل الشعوبي، فان الإسلام برسالته الإنسانية الكونية قد حمل وحمل أهداف ونوايا من شكل إسلامهم في الحدث التاريخي في حينه هزيمة قومية أو اثنية وانحسارا ثقافيا لتلك القومية. وإذا كان الإسلام الرسالي عربيا في حمل الرسالة وتكبد تضحياتها، فان الإسلام السياسي لم يستمر كذلك، لا بل كان في كثير من الحقب وكان بعضها متواصلا، مضادا للإسلام الرسالي وحملته وكابحا له ومتآمرا عليهم. وهنا يجب أن يفهم أن الإسلام السياسي بحقب مختلفة، ومنها ما هو معاصر، لم يكن خارج نطاق تلك العملية التآمرية... وان كانت أحزابه وسياسيوه عرب القومية أو الجنسية وفي أكثر من قطر عربي. وعندما يتمثل مثل هذا الوضع فان الانجرار للطائفية والمذهبية والتمترس المعلن أو المضمر خلفهما يصبح حالة معاشة وخنادق متقابلة.

أيها العراقيون الأباة،
يا أبناء الأمة العربية المجيدة،
أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
عندما يبرر وينخرط الإسلاميون في العملية السياسية للاحتلال في العراق وفقا لبرامجه وتوقيتاته واستحقاقاته كما حددها وطالب بها "قانون إدارة الدولة"، فان فرز وتموضع المعسكر الوطني المقاوم يستثني أولئك الإسلاميين كائنا من كانوا، وفي ذلك الاستثناء يكون أولئك الإسلاميين جزاء مندمجا في معسكر الاحتلال، وعاملا وفقا لمخططاته، ومنضبطا في تحركه على وقع توقيتاته. وبذلك ينزلق أولئك إلى اللعبة الطائفية ويمارسونها تحت العناوين الاحتلالية المعلنة.

لقد كان ولا يزال طرفي التآمر والخيانة وعملاء الاحتلال... أحزاب وشراذم الانفصال في شمال الوطن ، وأحزاب وشراذم الطائفية الشعوبية وعملاء إيران ومرجعيتهم الصامتة، يتبادلان الضغوط في سياق برامج تقسيمية للوطن ومتآمرة على وحدة شعبه وسيادة أراضيه، بحيث وضعا الإسلام ودوره التشريعي والسياسي بحيث يكون مساويا للتقسيم ومفتوحا على للانفصال، ضمن مناقشات "الدستور" الجارية، في محاولة كل منهما لتعظيم منافعه المترتبة على دوره الخياني التاريخي في احتلال العراق وتدمير دولته الوطنية وتبديد ثروته الوطنية وتهديد سيادته الإقليمية. ووفقا لتلك المعادلة الجارية والمصممة احتلاليا، يبرر وينخرط الإسلاميون في العراق... الذين رضوا أن يكون "عنوانا طائفيا فرعيا أخر" في قائمة مسميات و عنواين العملية السياسية للاحتلال واستحقاقها الدستوري التقسيمي.

إن المواقف السياسية المعلنة أو المضمرة لؤلئك الإسلاميين، والتصدي الإفتائي اللامقاوم لبعضهم، والتجمع السياسي الطائفي المفاوض لبعضهم... والمنخرط ذيليا وراء الأحزاب الطائفية الشعوبية، لا يشكل إلا تلوينا باهتا لهامش الصورة الاحتلالية بمكوناتها العميلة والخائنة، وهو بالتالي عنوانا طائفيا فرعيا يريده الاحتلال لتمرير مخططه السياسي ومقابلة استحقاقاته الخائبة في سياق دخوله مرحلة الانهيار في تقابله القتالي مع البعث والمقاومة العراقية المسلحة.

جهاز الإعلام السياسي والنشر
حزب البعث العربي الاشتراكي
العراق في الحادي والعشرين من أب 2005