الحكومة العراقية متمسكة بتعديلاتها على الاتفاقية الامنية
الدباغ: الرد الاميركي ليس كافيا وغير مقبول
2008-11-11
العراق- شرق برس : وكالات
لا تزال الحكومة العراقية متمسكة بالتعديلات التي قدمتها على الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها مع واشنطن، حيث كشف "علي الدباغ" الناطق الرسمي باسم الحكومة ، أن الرد الذي قدمه الطرف الاميركي على تعديلات بغداد على مسودة الاتفاقية الامنية التي تنظم وجود القوات الأميركية في العراق "ليس كافيا" وان "العراقيين لن يقبلوا به".
وأضاف "الدباغ" ان التعديلات التي قدمها الجانب الاميركي بناء على التعديلات التي قدمها العراق ما زالت غير كافية وان هناك العديد من النقاط تحتاج الى التفسير والتعديل"، مشيرا إلى ان "مجلس الوزراء لن يناقش التعديلات في جلسته القادمة لأنها غير كافية والعراقيون لن يوافقوا عليها".
وقد نفى "الدباغ" في الوقت نفسه إرسال بغداد ردا بشأن الاتفاقية الأمنية إلى الجانب الأميركي، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية ما زالت تبحث في الردود الأميركية، مؤكدا عدم صحة الأنباء التي تحدثت عن قيام رئاسة الوزراء بإرسال ردها على الاتفاقية إلى رئاسة الجمهورية، مشددا على أن الحكومة لم تنته بعد من اتخاذ القرار بهذا الشأن.كما نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود تسلم واشنطن ردا رسميا من الحكومة العراقية بشأن الاتفاقية.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت أحدث نص إلى رئيس الوزراء العراقي الأسبوع الماضي ردا على طلب تعديل عراقي جاء في اللحظة الأخيرة لإبرام الاتفاقية التي وضعت بنودها على مدى شهور، وقال مسؤولون أميركيون إن النص نهائي وليس مطروحا للمزيد من التعديل.
الى ذلك، اكد وزيرُ الامنِ الوطني شيروان الوائلي أنَّ الاتفاقيةَ المزمعَ عقدُها مع واشنطن لن تُحوّلَ العراقَ ممراً للاعتداءِ على دولِ الجوار، مضيفا خلالَ مؤتمرٍ صحفيٍ جمعه بالامينِ العامِ للجامعةِ العربيةِ عمرو موسى في العاصمةِ المصرية القاهرةِ أنَّه سلمَ الاخيرَ رسالةً خطيةً من رئيسِ الوزراءِ نوري المالكي تنصُ على أنَّ العراقَ لن يكونَ ممراً للاعتداءِ على دولةٍ جارةٍ او صديقة.
بدورِه اكد موسى أنَّ الرسالةَ تتعلقُ بالمناقشاتِ الخاصةِ بالاتفاقيةِ مع واشنطن وتوضحُ عدداً من نقاطِها، مشيراً الى أنَّ الجامعةَ العربيةَ تحترمُ رأيَ الحكومةِ والشعبِ العراقي الخاصَ بقبولِ الاتفاقيةِ او رفضِها .
من جهته، قال النائبُ حيدر العبادي أن كتلةَ الائتلافِ العراقي الموحد لن تنفردَ باتخاذ أيِ قرار بشأن اتفاقيةِ سحب القواتِ الأميركية من العراق، لأن القضيةَ ليست سياسيةً وإنما هي وطنية ويجبُ التوصل الى إجماعٍ وطني بشانها، موضحا أن كتلةَ الائتلافِ ستجتمعُ قريباً لتحديدِ موقِفها من الاتفاقية مؤكداً أن بابَ المفاوضات بشأنِها لم يغلق بعد.
واشار العبادي الى أن الجانبَ الأمريكي أراد إغلاقَ باب المفاوضاتِ قبلَ أكثرَ من شهرٍ لكن الجانب العراقي أجبره على العودة اليها ولايوجد طريقٌ غيرُ المفاوضات للوصول الى اتفاقٍ مقنعٍ للطرفين، مضيفا أن مجلسَ الوزراء والكتلَ السياسية سيُجريانِ مشاوراتٍ واجتماعات للتوصل الى الصيغة النهائيةِ للاتفاقية ومن ثمَّ الرد على العرضِ الأمريكي.
كما رجّح وزيرُ الدولةِ لشؤونِ مجلسِ النوابِ صفاء الدين الصافي ان يَردَّ مجلسُ الوزراءِ رسمياً على العرضِ الاميركي الذي استجابَ لبعضِ تعديلاتِ الحكومةِ على مسودةِ الاتفاقيةِ بينَ الجانبينِ خلالَ اليومينِ المقبلين، لافتا الى أنَّ الردَّ الاميركي يحملُ عدةَ جوانبَ ايجابية، لكنّه في الوقتِ نفسهِ يتضمنُ فقراتٍ تحتاجُ الى مناقشةٍ مستفيضة، منوهاً إلى أنَّ مجلسَ الوزراءِ سيُعطي رأيَه في الاتفاقِ على ضوءِ التوافقِ الوطني بشكلٍ عام .