اللات: هو صنم عبده بني قريش لا لإيمانهم به بأنه الرب خالق الكون بل لأنه يضمن لهم السلطة والجاه والديمومة على كرسي الشرف والعزة ويكونون به الآمرين الناهين أصحاب الكلمة وان كانت خاطئة وهذا التراث الذي بقى مسيطرا على نفوسهم حتى بعد دخولهم في الإسلام ومعرفتهم للحق وأصحابه لاكنهم تحينوا الفرص للعودة إلى الماضي وبأشكال مختلفة وبمسميات جديدة ونظريات إسلامية تخدع الناظر لها بروعتها ومدى انسجامها مع الشريعة لا كن هذا المسكين هل نظر إلى من يقودها ومع ذلك وان وجد في قيادتها خلل أو خطأ فأنه أكيد سيجد لها العذر والتأويل وان لم يستطع سيذهب المسكين إليهم ليسألهم فيبادروه بالتفسير والتأويل من الكتاب والسنة وهذه هي مشكلة الإسلاميين (مأولجية) يجدون لكل شيء جواب لكن وبمفهومهم (هذا التأويل إن لم يكن على أسس علمية صحيحة وخارج عن طريق متخصصين فليس له أي قيمة) وهذا المفهوم يجب ان يكون واضح لدى الناس لكنهم لا يرضون بذلك لفقدانهم الأهمية والتميز واللعب على عقول الناس وتبرير كل فعل يقومون به وهذا ما تميز به اسلاميوا الحاضر (اسلاميوا الحكومة) فأنهم لحفظ ما يتمتعون به قاموا ومازالوا بخداع الناس بأنهم الجهة الشرعية الوحيدة التي يمكن لها قيادة الناس وفق منظور إسلامي وهم بعيدين كل البعد عن الإسلام فلنأخذ مثلا حزب الدعوة الذي انتهت شرعيته باستشهاد مرجعهم (السيد الشهيد محمد باقر الصدر((رض))) وبذلك تنتهي شرعيتهم وغطائهم الديني لان ألاثني عشرية يؤمنون بأن المرجع هو القائد في زمن الغيبة وهذا المرجع له عدة ميزات وشروط يجب أن يتميز بها ليتصدى للعمل الاجتماعي ومع معرفتنا بأن حزب الدعوة أراد بعد ذلك أن تكون له المشروعية من خلال قيادة مرجع له إلا إن المراجع ما إن يتسلموا القيادة فيه نراهم بعد فترة ينسحبون منه ويصبحوا من الداعين إلى تركه لماذا ؟
لان حزب الدعوة يمتلك من العقول المفكرة ما يجعلهم يحاولون التدخل في عمل المرجع القائد وهذا خطأ بل ذنب كبير يرتكبوه لأنهم يتدخلون في عمل نائب المعصوم لذا فهم الآن يعملون بمبدأ الشورى الذي أسسه الغاصبون للخلافة وبدليل شرعي طبعا حسب توهمهم وهذا المبدأ الذي أقروه خاطئ لأنه ينافي المذهب الشيعي لذا هم من حيث يعلمون أو لا يعلمون! خارجين عن المذهب وليس لهم علاقة بعملهم هذا بالدين (فهم اقرب إلى العلمانية بل هم العلمانية وهناك خبر يقول بأن الجعفري سيشكل جبهة أو تكتل باسم ديمقراطيو الدعوة وهي تشكيل علماني بالطبع وفق المنظور الشيعي) وحالهم هذا كما قال الشاعر:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم
و أنا أيضا أشكو عملهم المشين الخائف من نشر مقالاتي في موقع شبكة العراق الثقافية لصدق ما أقوله ولا أجد الإجابة إن كنت خاطئ وعملهم هذا امتداد لما فعلوه قريش بالنبي وأصحابه أي ضد أصحاب الكلمة الصادقة .
إذن حزب الدعوة حزب علماني وعليهم أن يعترفوا بذلك ولا يحسبوا أنفسهم إسلاميين إن كانوا شجعان .
أما المثل الآخر هم المجلس الأعلى الذين لا يعرف لهم مرجع في العراق وان قالوا بان مرجعهم السيد السستاني فذلك غير صحيح لعدة أسباب أولها: لان السيد السستاني لم يصرح بذلك حتى عن طريق نكتبه ولم نرى ورقة أو بيان بذلك أما ثانيا: فان من المعروف بان المذهب الشيعي له رأيان بالتعامل مع العمل السياسي هما:
1- التعامل مع العمل السياسي بايجابية وهو ما يعرف (بولاية الفقيه ) حتى يستطيع الفقيه إعطاء المشروعية لهذا الحزب أو ذاك .
2- التعامل مع العمل السياسي بسلبية وفقا لاجتهادات المرجع وهذا المرجع لا يستطيع أن يعطي المشروعية لأي حزب لأنه لايؤمن بهذا الطريق.
وان السيد السستاني من النوع الثاني لأننا لم نسمع خلاف ذلك وعلى المجلس الأعلى أن يدلنا على جهة مشروعيته داخل العراق أم هم تابعين إلى الخارج كما هو معروف لولاية فقيه السيد الخامنئي .
وهذه لا تعطيهم المشروعية إلا تحت غطاء مرجعي عراقي من النوع الاول الذي كان متوفر لهم بوجود محمد باقر الحكيم .فالرجل قد قتل فيجب عليهم البحث عن مشروعيتهم حتى يستطيعوا العمل كإسلاميين لذا فحالهم كحال أمثالهم حزب الدعوة .
فأن هذه الأحزاب وأمثالها تعمل تحت غطاء غير شرعي بل هم يخدعون الناس بالأكاذيب (أي يخدعون الناس بالحسين والعباس (ع) في أكثر من مناسبة في الانتخابات والاستفتاء وإنهم الوجه الوحيد للمذهب وغيرها والحسين والعباس(ع) منهم براء) .
فعليهم الانتباه على أنفسهم إن كانوا إسلاميين لأنهم الآن كالذي قال تلقفوها بابني أمية أو كمنكري الإمامة عبد الله المحض وأولاده الذين ما إن تمت لهم البيعة حتى قاموا بسجن الإمام الصادق لأنه لم يبايعهم على إمامتهم على الأمة فما كان نصيبهم منها إلا القتل والتعذيب من الذين بايعوهم العباس السفاح والمنصور .فهذا جزاء الذي نصب نفسه في غير استحقاقها فكان كالذي أعاد أمجاد اللات بلباس إسلامي .
فيا إخواني قارئي المقال انتبهوا وعوا لأن هؤلاء ثعابين يخدعون الناس حتى إذا وصلوا غالى مخادعهم افترسوهم بلا رحمة والحمد لله رب العامين .