العطاس والتثاؤب من علم محمد واله عليهم السلام





رويــــه عــــن الـنـبــي صــلــى الله عـلـيــه وعــلــئ الــــه و ســلــم قــــال : " إن الله يــحــب الـعُـطــاس و يــكـــره الـتــثــاؤب ، فـــــإذا عــطـــس فـحــمــد الله فــحـــق عــلـــى كـــــل مـســلــم سـمــعــه أن يـشـمِّـتــه ، و أمـــــا الـتــثــاؤب فـإنــمــا هـــــو مـــــن الـشـيـطــان فـلــيــردّه مـــــا اسـتــطــاع ،

قــال ابــن حـجـر رحـمـه الله : قــال الخطـابـي : معـنـى المحـبـة و الكـراهـة فيهـمـا منـصـرف إلــى سببهـمـا ، و ذلــك أن العُـطـاس يـكــون مـــن خِـفَّــة الـبــدن و انـفـتـاح الـمـسـامّ و عـــدم الـغـايـة فـــي الـشـبـع ، و هـــو بـخــلاف الـتـثـاؤب فـإنــه يـكــون مـــن عـلَّــة امـتــلاء الـبــدن و ثـقـلـه مـــن مـــا يـكــون نـاشـئـاً عـــن كـثــرة الأكـــل و التخـلـيـط فـيــه ، و الأول يسـتـدعـي الـنـشـاط للـعـبـادة و الـثـانـي عـلــى عـكـسـه [ فـتــح الـبــاري : 10 / 6077 ] .
وبـيَّــن الـنـبـي صـلــى الله عـلـيـه و عـلــئ الـــه وسـلــم كـيــف يُـشَـمَّـت الـعـاطـس فـــي الـحـديـث الـشـريـف الــــذي رواه أبــــو هــريــرة رضــــي الله عــنــه عــــن الـنـبــس صــلــى الله عـلـيــه واله و ســلــم قــــال : " إذا عــطــس أحــدكــم فـلـيـقـل الـحـمــد لله ، و لـيـقــل لــــه أخــــوه أو صـاحـبــه : يـرحـمــك الله ، فــــإذا قــــال لــــه يـرحـمــك الله فـلـيـقـل : يـهـديـكـم الله و يـصـلــح بـالـكــم " . صـحـيــح الـبـخــاري فــــي الأدب 6224
والأطباء في العصر الحاضر يقولون : التثاؤب دليل على حاجة الدماغ و الجسم إلى الأوكسجين و الغذاء ، و على تقصير جهاز التنفس في تقديم ما يحتاجه الدماغ و الجسم من الأوكسجين ، و هذا ما يحدث عند النعاس و الإغماء و قبيل الوفاة . و التثاؤب : هو شهيق عميق يجري عن طريق الفم ، و ليس الفم بالطريق الطبيعي للشهيق لأنه ليس مجهزاً بجهاز لتصفية الهواء كما هو في الأنف ، فإذا بقي الفم مفتوحاً أثناء التثاؤب تسرَّب مع هواء الشهيق إلى داخل الجسم مختلف أنواع الجراثيم و الغبار و الهَبَاء و الهَوام ، لذلك جاء الهَدي النبوي الكريم برد التثاؤب على قدر الاستطاعة ، أو سد الفم براحة اليد اليمنى أو بظهر اليسرى .
والعُطـاس هـو عكـس التثـاؤب ، فهـو قـوي و مفاجـئ يخـرج معـه الهـواء بقـوة مـن الرئتيـن عـن طريقـي الأنـف و الفـم ، فيجـرف معـه مـا فـي طريقـه مـن الغبـار و الهبـاء و الهـوام و الجراثيـم التـي تسربـت إلـى جهـاز التنفـس لذلـك كـان مـن الطبيعـي أن يكـون العطـاس مـن الرحمـن لأن فيـه فائـدة للجسـم ، و أن يكـون التثـاؤب مـن الشيطـان لأن فيـه ضـرراً للجسـم ، و حـق علـى المـرء أن يحمـد الله سبحانـه و تعالـى علـى العُطـاس ، و أن يستعيـذ بـه مـن الشيطـان الرجيـم فـي حالـة التثـاؤب [ الحقائـق الطبيـة فـي الإســلام ، ص 155 ] .

الــــــــــــمــــــــــــصـــــــــــــدر : " الأربــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــون الـــــــعـــــــلــــــــمــــــــيــــــــة " عـــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــد الـــــــــحـــــــــمــــــــــيــــــــــد