بعد محاولة للحصول على شهادتي للمرحلة الثانوية من وطني الحبيب ( العراق ) بعد أكثر من عشرين عاما . تلقيت مكالمة بأن الإجراءات قد تمت ، لم أتمالك نفسي وانتابتني العبرة ، دموع ممزوجة لخليط الفرح والحزن ، لم يكن ذلك للحصول على نفس الشهادة ، ولكن علمت أن اسم المدرسة قد تحول من ثانوية 17 تموز ، إلى مدرسة الكوثر . نعم فرحت لزوال الكابوس الخانق عن أنفاس العراق ، وحزنت لما يجري على أرض بلادي الآن ، لكنهم شرذمة حقيرة يا وطني لا تلبث كثيرا ، حتى تنفجر كالفقاعة في الهواء .
لما سمعت اسم المدرسة ، انهالت عليّ الذكريات لمعاناتنا فيها ، أيام حكم الطاغية ، خصوصا إن مدرستي قد استقبلت آنذاك ، مجموعة من تلميذات مدارس الزهراء الخاصة ، التي أغلقت ظلما بعد إعدام الشهيد عارف البصري ، المؤسس لهذه المدارس ، أعدم ضمن الكوكبة الأولى لشهداء الدعوة الإسلامية الخمسة ، قبضة الهدى ، كماعرف في العراق ، أي شئ ننسى عن زمن ملئ بالآهات ، إنه انطوى ، ولكن الذكريات الأليمة لن تنمحي عن ذاكرتنا وذاكرة الزمن . لقد تحولت المواقف هناك إلى رفض للظلم والظالم وتشهد باحات المدرسة وصفوفها ، كيف رفضنا الطاغوت رغم جبروته ، وكيف كانت المدرسة بهيئتها التدريسية تكن لنا احتراما ، وتخشى علينا لأننا كوادرها المتميزون ،