كتب الشاعر العديد من قصائد الرثاء ، فقد رثى زوجته زكية وابنه حيدر ، وصديقه الشاعر كاظم ألركابي، والفنان رياض احمد ، وتعتبر مرثية زوجته زكية واحدة من قصائده الإبداعية ، التي جاءت ضمن مجموعته الشعرية (غاب اﻠﮔﻤﺭ ) 2004المهداة لزوجته زكية .. كتب في قصيدة
(القلب).. يقول :
ما ذكرتج الا والدمعات صبت
ما ذكرتج.. الا والسهلات صعبت
عود سيجتج بروحي
والمنايا اعليج مدري شلون طبت
وفي مقطع التالي من القصيدة يكتب الشاعر بلغة الرواي الحوار الذي دار بينه وبين الدفان المعفر بتراب القبور ، والمنبعثة منه رائحة الموت ، حيث يقول :
زكية احجيت قصتها على الدفان
لكن بالحجي الدفان ما صدﮒ
يا ﮔﺍع النجف وشكثر بيج اسرار
نحسدهه الصبرهه اشعجب ما تزهگ
ممصدگ غرفتج تبقى كلها اتراب
واخشاب العرس تابوت الج تندگ
لقد جسد الشاعر عبر صوره الشعرية المكان بكل تفاصيله ، بتصويره عملية الدفن و تفاصيل المقبرة و تحملها أعباء الحفاظ على اسرار ساكنيها الذين يعدون بالملايين في مقبرة النجف الاشرف ، وبينما كان الشاعر يسير بين القبور في النجف الاشرف وهو يحمل نعش زوجته ، استعاد في مخيتلته تفاصيل غرفتها في بغداد ، ليجد نفسه وسط غرفة زوجته التي يغطيها التراب بعد رحيلها عنه إلى العالم الأخر، واستطاع الشاعر عبر مخيلته الشعرية استعادة تفاصيل الصدمة وحالة الذهول التي انتابته برحيل زوجته ، وهي عملية معقدة استطاع الشاعر اﻠﮔﺍطع عبر تمكنه من أدواته توظيف العديد من الصور الشعرية المتميزه للخوض في تفاصيل هذه الحالة الإنسانية .
إن الشاعر في انتقالاته عبر تفاصيل المكان يجعلك تتصور انك تتابع لقطات من مسلسلل تلفزيونيي يعرض عليك تفاصيل تشيع جنازة حيث تدخل إلى المقبرة لدفنها ، وهو يعرض لقطات لمكان ( المقبرة ) من أماكن مختلفة .
اما في مرثية ولده حيدر ... والتي غناها المطرب العراقي الكبير فؤاد سالم ، تجد الشاعر كاظم إسماعيل ، يكتب واحدة من أجمل قصائده التي تجسد سعة مخيلته في تصوير موضوعة القصيدة ، والتي أسماها ( مرثية العام الدراسي ...حيدر ) .
بدى العام الدراسي وبدت الهموم
وبيتي عالمدارس بابه صاير
نسيت ...وداعتك جيت اشتري هدوم
الك ...ومحضر اقلام ودفاتر
مو تسمع قيام ...وليش ماتكَوم؟
ومر اسمك ولا من كَال ...حاضر
الشمس طلعت علينا...مو وكت نوم
وهم عدكم صبح يا اهل المكَابر
وهم عدكم ...ضوه ...وشباج ...ونجوم
وهم ينطونكم واجب ال باجر ؟
عبر هذه الصور الشعرية يتجاهل الشاعر موت ولده حيدر، ويتعامل معه على انه حاضر معه يخاطبه ، ولكنه في الوقت نفسه يدرك ذلك الحلم ويرجع ثانية إلى ارض الواقع للقبول بهذه الحقيقة ، ولكنه يصر على إن ولده لم يبلغ لحضور المدرسة ، فيحمل اللوازم المدرسية إلى المقبرة ، ليتساءل عن حياة سكان المقابر وطبيعتها ، لقد كانت هذه قراءة سريالية لتفاصيل الموت وتداعياته وعلاقته في الزمان والمكان في قصيدة الشاعر كاظم إسماعيل .
الوالد بالوداع يصير مهموم ...وانا اثنينهن والد وشاعر
خيلك طشرتني وجنت ملموم ...وصارت طيحتي بين الحوافر
اذا عشرين يوم وما شفت نوم...شيظل بالحيل بالعشره الاواخر ؟
فراش الفاتحه لو شفته ملموم ...بنص كَلوبنا تلكَى الجوادر
يمنه المصبغه ..ودينه لهدوم
الحزنك مشترينه قماش حاضر
تمنيتك جرح ...كلساع ملجوم
وتبات الليل بشفاف الخناجر
انا يا بوي من ونيت مالوم ...نزل مني دمع يعمي النواظر
خدودي متعوده تتندى كل يوم ...وتحب الماي خشبات الكَناطر
لمت الروح بس شفادني اللوم...شلحك ؟ وبسفينة الموت عابر
المنايا عالسطح وعيونها تحوم...عليك ...ونزلتلك نسر كاسر
ستر الله نغط بديارنا البوم...اخذ عين الكَلاده وراح طاير
ديني حلاتك حلو الرسوم...بلكي انعشك دنيانا مظاهر
اظل كاظم وصبري وياي مكظوم...لوما هالخشب جوه الاظافر
اهن كاسين بهن كاس مسموم...خاف اغلط وبالمسموم اكاسر
بعنه البيت ريت البيت مهجوم....وريت اكثر بعد من هالخساير
تحب انت اللعب والكبر ملموم ...شلون تحملت وشلون صابر؟
وليش من الهوى يابوي محروم ...ونسمات الهوى تطيب الخاطر
من هو ؟ الشوفك صورة المعدوم...وليش تعلكَت ياشاب يا قاصر
ما ظنيت زرعي يروح فد يوم ...وعصافير الحزن تگضي البيادر
من اكتب قصيده تزيد الغيوم...ومن عيني الدمع يملي الدفاتر
يبقى بهل مطر ياشعر منظوم...نصاري الحسين وبحر وافر