على خلفية النهب والفوضى التي حدثت في العراق، فإننا لن نستغرب إذا سمعنا أكثر الأخبار غرابة. هذا الخبر مثير للإهتمام -رغم أنه عادي جداً-، لأن هذه الإكتشافات التي أعلن عنها حدثت في فترة التهريب الواسع والمستمر للآثار العراقية إلى خارج الحدود. ومادامت العمليات ترعاها دول ومنظمات دولية ومؤسسات خيرية، ورجال أعمال، وجيوش فلن أستبعد أن خبراء الآثار يعملون خارج الحدود في الدول المجاورة لمساعدة العراقيين غقتصادياً وحضارياً ، وإكتشاف الصلات الموثقة بينهم وبين جيرانهم.
لن نستبعد أن يتم الإعلان عن إكتشافات آثارية مهمة بهذا الشكل. ومن يدري فلربما إكتشفت الأردن أن حمورابي كان يقيم في الزرقاء، أو أن ملحمة جلجاميش تمت كتابتها في جزيرة ترينيداد وتوباجو. أو أن الإمام علي مدفون في مزار شريف، وأن الإمام الكاظم مدفون في طهران.أو أبوحنيفة والكيلاني في باكستان... أخبار ثستحق المتابعة أحياناً.


اكتشافات أثرية مهمة في سورية خلال الفترة الأخيرة

دمشق: هشام عدرة
قالت مصادر مديرية الآثار والمتاحف السورية لـ«الشرق الأوسط» ان البعثات الاثرية الاجنبية والوطنية والمشتركة العاملة في مجال التنقيب الاثري في المحافظات السورية تمكنت من تحقيق اكتشافات اثرية مهمة في غضون الاشهر القليلة الماضية.
وحول ابرز هذه المكتشفات ذكرت المصادر انه في ريف دمشق وبموقع تل الكروم تم الكشف عن قبور فردية عديدة احتوى بعضها على لقى معدنية وزجاجية كالاساور والنقود وتعود للفترة الرومانية، وفي تل سكا امكن التعرف على منشأة مهمة ترجع الى عصر البرونز الحديث (1500 ـ 1300 ق. م) وهي لتصنيع النسيج بدلالة ثقالات الانوال التي عثر عليها بكثرة. كذلك عثر على ختمين اسطوانيين وثالث له طابع مصري ومجموعة من الجرار الكبيرة للتخزين.
اما في مدينة دمشق فقد عثر على ثلاثة مدافن اثناء حفر اساسات كلية العلوم الجديدة في جامعة دمشق، وهي تعود الى العصور الكلاسيكية المبكرة جرى توثيقها. اما بالنسبة للقى فهي قليلة باستثناء عدد من البكايات والنقود بالاضافة الى عظام انسانية وحيوانية وهي قيد الدراسة.
في اللاذقية وتحديدا في منطقة جبلة، عثر على سبعة مدافن اثرية وبشكل متقطع احتوت على مجموعة من الاسرجة المصنوعة بقوالب مختلفة، وهناك قوارير وتوابيت واوان زجاجية وبكايات وخرز زجاجي وحلي ذهبية ومغزل حجري كلها تعود الى القرون الميلادية الثلاثة الاولى.
وفي عين حلوة قرب موقع ابن هانئ قرب المرفأ القديم على شاطئ المتوسط عثر على منشآت ترجع الى العصر البيزنطي وبينها حمام ومجموعة من البيوت المتجاورة ومجموعة من اللقى.
وفي محافظة طرطوس عثر على مدفن في موقع الصالة الرياضية في بانياس اثناء حفر اساسات الصالة، وقد احتوى المدفن على مجموعة من الاواني الزجاجية واوان فخارية ونقود برونزية. وفي موقع الكراجات الجديد بطرطوس عثر في السبر الاول على قبر فردي مبلط بالفخار لامرأة وقد احتوى على بعض الحلي تعود للعصر الهلنستي اي للقرنين الاول والثاني ق. م. وفي تنقيبات تحت البحر في مياه طرطوس عثر على كمية كبيرة من القطع الأثرية من الجرار (آمغورة).
وفي محافظة السويداء عثر على مدفن ضخم في بلدة الغارية مبنى من الحجارة المنحوتة بشكل متقن ومؤلف من اربعة معازب على الجانبين بشكل متناظر بالاضافة الى مدفن خاص في الصدر، ويعتقد بانه قبر اساسي لاحد الحكام او الأمراء المحليين وهو يعود الى الفترة النبطية واكتشفت فيه اوان زجاجية وفخارية ومنها مزهريات ومباخر وسرج وحلي متنوعة ونقود.
وفي حلب وفي مدفن ام المرا اكتشفت مجموعة كبيرة من الحلي المتنوعة من الاساور ودبابيس ذهبية وخرزات متنوعة الاشكال والمقاسات واكتشفت قطعة نقدية على وجهها الاول صورة الاسكندر المقدوني والوجه الآخر عليه صورة حصان وقد بلغ عدد القطع المكتشفة حوالي 200 قطعة منها اختام اسطوانية وصحون من الفضة وغير ذلك.
وفي درعا وتحديدا في مدينة نوى، عثر على ثمانية قبور فردية تعود الى العصر البيزنطي القرن الرابع الميلادي وقد احتوى المدفن على مجموعة كبيرة من اللقى ومنها على اقراط ذهبية واساور حديدية وبرونزية وخواتم خرز متنوع باللون والمادة والحجم وهناك كاحل مصنوع من العاج. وفي مدافن بلدة الحارة اكتشفت لقى برونزية وحديدية وزجاجية.
كذلك اكتشف مدفن جماعي في معرة النعمان بمحافظة ادلب مؤلفا من خمس معازب عثر فيها على حوالي اربعين سراجا اغلبها بحالة جيدة تعود للفترة الرومانية المبكرة وقد استمر فيه الدفن حتى الفترة البيزنطية. وفي مدفن كفر نبل غرب المعرة وهو مستطيل الشكل تم العثور على مجموعة من المكامل الزجاجية من نفس اللون والشكل تعود الى الفترة الرومانية. وفي ايبلا في تل مرديخ عثر على مجموعة كبيرة من الرقم المسمارية والاختام الاسطوانية وطبعات اختام في القطاع G-SE وقطع ذهبية.