نبض المجتمع
السيستاني الفقيه القدوة

- سيدضياء الموسوي
نحن نقدس السيدالسيستاني شاء من شاء وأبى من أبى "واللي ما يعجبه يشرب من البحر" فالسيد لا يطمع في دنيا.


.. اذهبوا إلى بيته في النجف سترونه من الطين، وسنبقى من مقلديه ومن محبيه ومن المتفانين فيه... ليس هذا انفعالا، هذه حقيقة، ليس عندنا خطاب معلن وغير معلن. نحن نقدس المراجع لأنهم صمام الأمان لديننا ودنيانا ولا نملي على أحد كاتبا كان أو مثقفا أو نائبا، ولا نسمح بهذا التطاول على مراجعنا لأن السفه وقلة الذوق وصلا إلى مستوى لا يطاق وإذا كان هناك من عضلات حميمية وحمية كبرى فها هي الانظمة بينكم والوثائق والعلائق تجرى امامكم ارونا بطولات نقدكم. الآن أصبح السيدالسيستاني هو الذي يريد الاستعمار وصمت عن الظلم؟
اين نخوتكم أيها القوميون والمراجع تذبح وتتساقط يوميا طيلة حكم صدام؟ هل جف دم الصدر؟ هل ننسى تعذيب بنت الهدى؟ من قتل مراجعنا؟ اين انتم في ذلك الزمن الكئيب... اين انتم من قتل 20 عالما من عائلة الحكيم؟ أين انتم من مذبحة حلبجة... كلامي ليس لكل اصحاب التيار القومي ولكن لبعضهم لبعض المهووسين في حب صدام والآن اخذوا يضربون على أوتار طائفية عبر القنوات وعبر الصحف وبدأوا يتطاولون على المراجع وعلى السيدالسيستاني، السيدالسيستاني موقفه واضح دعا إلى انتخابات عامة. هذا رأيه ولك أن تختلف معه، اما ان تخونه، ان تسبه فهذا لا نقبل به، واذا كنتم تحبون صداما فشمروا عن سواعدكم واذهبوا لنصرته... تزايدون على الشعب العراقي بأنه متواطئ مع الاميركان... هذه اجمل نكتة قرأتها فما هذه الانتقائية؟ 22 دولة عربية كلها مع علاقات مع الاميركان ولدي هنا اسئلة اريدكم ان تجيبوا عليها. 1- هل الطائرات التي تخرج لضرب العراقيين هي من قواعد عسكرية ملك للسيستاني؟ اين كتاباتكم وصراخكم طيلة هذه السنين؟ لم نر ولا مقالا واحدا ام انكم ترون بعين واحدة؟ هذا الخليج كله وهذا العالم العربي كله مليء بالعلاقات الكبرى مع الاميركان بل بعضهم حتى مع "اسرائيل" فلماذا لا تبدأون بالنقد هنا، اين هي شجاعتكم؟ اين هي نخوتكم؟ حتى سقوط صدام هل سقط بيد السيستاني ام بيد هذه القواعد؟ سؤال آخر: هل السيستاني هو وراء العلاقات الحميمية بين صدام والاميركان عندما دفعوه لحرب الخليج الأولى... اين كانت النخوة عندما كان الخط الساخن ممتدا بين بغداد وواشنطن؟ هل السيستاني وراء الحرب المتهورة الثانية؟ هل هو الذي قاد الاتفاقات الامنية مع الاميركان؟ هل هو وراء العلاقات الاسرائيلية التي زرع بعضها عبر مكاتب ولقاءات في الخليج والعالم العربي؟ لماذا لم تنجسوا النفط ذا الرائحة الاميركية عندما كانت تؤسس عليه جمعيات التوعية؟ هناك الباء تجر وهنا الباء لا تجر.
هل السيستاني وأتباعه هم وراء صفقات التحالف ما بين الاميركان والمجاهدين العرب أيام الغزو السوفياتي للأفغان؟ لماذا تزايدون على السيد؟ هل السيد السيستاني هو وراء اتفاق اوسلو للسلام؟ هل هو وراء الصفقات التجارية السرية منها والمعلنة مع الاسرائيليين في العالم العربي؟ هل هو الذي دعا الرؤساء إلى أن يجتمعوا في شرم الشيخ في منتصف التسعينات والآن ها هم العرب يجتمعون وكان موقفهم مع اجراء الانتخابات العامة في العراق، معظمهم يرى ذلك. أرونا الآن نخوتكم وانتقاداتكم الصريحة وبالاسماء لا بالغمز لنرى شطارتكم فلماذا تذهبون للعراق والتناقضات التي "ترفضونها" بين أظهركم؟
وأخاطب هنا بعض مثقفينا الشجعان ومن كل الاطراف ممن تعدوا على السيستاني بالكلام الهابط والبذيء اقول لهم: اذا كنتم شجعانا فأرسلوا ابناءكم إلى العراق للقتال، تريدون من السيستاني الافتاء بالحرب المسلحة من دون النظر الى عواقبها وتوفرون أبناءكم في الجامعات للدراسة، ويا للمفارقة تطالبون السيستاني بالفتوى وابناؤكم يدرسون في الجامعات الاميركية والبريطانية ورحم الله المتنبي اذ يقول:
وإذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن عنده والنزالا
ثم ما هذه المزايدات؟ تتهموننا بالتعاطي مع الاميركان؟ ما اعجب هذا الزمان 50 عاما والمنطقة كلها ترضع من ثدي اميركا والآن أصبح الثدي الآخر من "اسرائيل" وعلى الملأ وبالمكشوف لم نر احدا عمم الحكم على أمة بكاملها أو علماء بل هناك علماء دين وفروا غطاء الشرعية للسادات ولعرفات وأفتوا بعدم جواز العمليات الاستشهادية بل الآن هناك من راح يفتي بعدم جواز الذهاب إلى الحرب في العراق... اين هؤلاء الكتاب والمثقفات خصوصا العجائز منهم من كل ذلك؟ الآن فجأة راحت تلقى علينا القمامات بل وصل الأمر إلى أن تلقى على مراجعنا؟ ما هذا المنطق. ابدأوا بدياركم أولا ثم زايدوا على مراجعنا، من الذي افتى بجواز الاستعانة بالاميركان ايام حرب الخليج الثانية هل هو السيستاني؟ مع العلم ان السيد اختار المواجهة السلمية لعدم وجود توازن في القوى ودعا إلى انتخابات شرعية من الشعب لأن العراق مازال يحصد الدمار والحرق والقتل بالأمس من صدام والآن من الأميركان.
ما حدث في الفلوجة جريمة نكراء ضد الانسانية لأنه سقط فيها ابرياء وهي ستبقى في ذاكرة التاريخ، والاميركان ما جاءوا الا للسيطرة على كل عالمنا العربي... فيجب ألا يستدرجنا الاميركان إلى أن ننسى معركتنا معهم ونذهب لنحمل آخرين او مراجع خطيئة تاريخ دموي متكامل شارك في صنعه كل المتمصلحين من كل الاطراف من انظمة ودول وشعوب واحزاب وتيارات، فلما تعقدت القضية ذهبنا في تحليل تبسيطي انتقائي لنضع على السيد فلان او السيد علان. هذا ظلم، فجريمة الاحتلال في العراق كانت خطيئة العرب والمسلمين.
أيها السيد السيستاني عذرنا إليك كبير، سر ونحن من ورائك نحو وحدة وطنية اسلامية لصالح جميع المسلمين علينا ان ندفع عبر خطاباتنا بما يوحد العراق فالعراقيون كانوا بخير في وحدتهم الاسلامية والوطنية لولا هذه القنوات وأولئك الذين يقودون المعارك في الفضائيات فيحصد العراقيون الموت والقتل على الساحة... إنهم بذلك أصبحوا شركاء مع الاميركان في زرع الفتنة.
ختاما بإمكان هذه العجوز "القومية" الشمطاء أن تجز شعرها وأن تخمش خدها عبر القنوات الفضائية وأن تنال من مذهب عظيم وفقهاء عظماء ولكنها لن تغير من الحقيقة شيئا!