[align=center][glint]الانتخابات[/glint][/align]
[align=center][glow=0033FF]نشرة تُصدرها جامعة الصدر الدينية : فرع الرميثة[/align][/glow]

من المسائل الإبتلائية المهمة جداً في وقتنا الحالي هي مسألة الانتخابات القادمة ، والتي تعتبر من الحوادث الواقعة والتي يجب الرجوع فيها إلى مراجع التقليد الكرام كما عبر عن ذلك الحديث الشريف للإمام المهدي(ع) والذي ما مضمونه (( وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم )) ، لذا فكان من اللازم علينا أن نتبع علمائنا الأبرار ونطبق ما يملونه علينا ، ولكن لكون هذه التجربة تجربة جديدة على العراقيين وأنها تحدث في ظرف استثنائي من احتلال غاشم وفقدان للأمن وغير ذلك لذا فقد تُثار في أذهان البعض العديد من الشبهات التي ظاهرها صحيح ولكنها في الحقيقة بعيدة عن الحق ، وأدل دليل على ذلك هو إن مراجعنا الكرام هم بالتأكيد ملتفتون إلى جميع ما يُحيط بهذه الانتخابات من ظروف ورغم ذلك أفتوا بوجوبها ومنهم من قال(( إن هذا الوجوب كوجوب الصلاة والصوم , بل هو أهم لان هذه الفرائض فردية تتعلق بالفرد وخالقه أما هذه الفريضة فتتعلق بمصير الأمة)) ، وفيما يلي بعون الله تعالى نحاول الإجابة على معظم الأسئلة و الإشكالات التي ممكن أن ترد على وجوب هذه الانتخابات وما يتعلق بها وبشكل مختصر :
س1 : إن المرجعية جهة دينية والانتخابات مسألة سياسية وهي ليست من اختصاص رجال الدين، فلماذا يجب علينا إتباعهم في هذه المسألة ؟
ولهذا السؤال أو بالأحرى لهذا الإشكال عدة أجوبة منها :
ج1 : إن هذه الفكرة هي عين فكرة المنافقين الداعية إلى فصل الدين عن السياسة والتي يريدون من خلالها حبس الدين وتعاليمه الحقة بين جدران المساجد لأنها لا تطابق أهوائهم الدنيوية الدنيئة متناسين ومتجاهلين بذلك للعديد من الأدلة التي تخالف قولهم ومنها : إن جميع المعصومين(ع) لم يفرقوا يوماً بين الدين والسياسة وخير مثال على ذلك خلافة رسول الله (ص) وأمير المؤمنين(ع) وستأتي قريباً إن شاء الله تعالى خلافة الإمام المهدي(ع).
ج2 : وكذلك فإنك ترانا جميعاً إذا صلى علماؤنا صلينا خلفهم وإذا جاهدوا جاهدنا معهم وأموال زكاتنا وخمسنا نعطيها لهم ، إذاً أفلا يكون من تأتمنه على دينك ونفسك ومالك هو أحق أن تأتمنه على غيرها أم لا ؟ .
ج3 : هو ما مر ذكره في المقدمة من إن الانتخابات هي من الحوادث الواقعة والتي أمرنا المعصومون (ع) بالرجوع فيها إلى المراجع الكرام وقد أمرنا الإمام (ع) في تتمة حديثه المبارك السابق بأن لا نرد عليهم لأن الراد عليهم كالراد على الإمام (ع) والراد عليه كالراد على الله تعالى نعوذ بالله من سوء العاقبة .
س2 : من سيضمن كون هذه الانتخابات ستكون نزيهة وبدون تدخل من قبل المحتل ، وبما أنه لا يوجد من يضمن ذلك لذا فلا فائدة من الانتخاب أصلاً ومقاطعتها أفضل ؟
ولهذا الإشكال أيضاً عدة أجوبة منها :
ج1 : من المفروض إن همّ كل مؤمن في هذه الدنيا الفانية هو أداء تكليفه الشرعي على أكمل وجه والنتائج على الله جل وعلا وكما ورد فإن الخطوة الأولى من العبد والثانية من الرب ، وقد روي ما معناه أنه عندما أراد أهل الكفر والنفاق قتل النبي إبراهيم (ع) ورموه في النار وجاءه جبرائيل (ع) صادف في الطريق عصفوراً يقوم بنقل قطرات الماء بمنقاره ويلقيها على تلك النار فسأله جبرائيل(ع) عن فعله هذا وقد رأى بأن هذه القطرات لا تجدي نفعاً مع تلك النار التي تذيب الصخر فأجابه بأنه يقوم بأداء تكليفه الشرعي ليبرء ذمته أمام الواحد القهار ، أفلا يجب علينا أن نأخذ العبرة من هذا العصفور ونقوم بتأدية تكليفنا الشرعي بإتباع مراجعنا وأن نجعل أملنا بالله تعالى كبيراً وأن لا نقنط من روح الله ونصبح من الكافرين الخاسرين .
ج2 : لو فرضنا بان الشيعة أعزهم الله قد قاطعوا الانتخابات فهل ستلغى الانتخابات ؟ والجواب طبعاً كلا ، وما سيحصل هو إجراء الانتخابات وكتابة الدستور بغياب من يمثل الشيعة لتستمر بذلك معاناتنا لأمد لا يعلمه إلا الله تعالى ، ولو فرضنا تنزلاً بأنها ألغيت أفلا يعتبر ذلك مسوغاً لبقاء القوات المحتلة والتي تتحجج الآن بأن سبب بقائها هو عدم وجود حكومة منتخبة من قبل الشعب .
ج3 : أفلا يمكن أن تكون هذه هي فرصتنا الوحيدة في الوقت الحاضر لإثبات وجود الشيعة ككيان ذو أغلبية وفيه من هو أهل لإدارة الدولة لا كما يروج أعداء المذهب من إن الشيعة غير مؤهلين للحكم ، وألا يمكن أن تكون هذه الانتخابات هي فرصتنا في التمهيد لإقامة دولة الحق والعدل دولة الإمام المهدي(ع) من خلال إدخال العناصر الإسلامية الجيدة في الأماكن الحساسة للدولة ، فتأمل كم سيكون لهؤلاء أثر في التمهيد لدولة الإمام (ع) وقد مر بنا في التاريخ العديد من الشخصيات المخلصة التي تمكنت من التأثير الأثر الكبير في تعجيل فرج الإمام المنتظر(ع) وليس ببعيد علينا ما فعله السيد الشهيد الصدر الثاني(رض) ومقدار الأثر الواضح له في تدعيم أسس ومباديء دولة الحق رغم إن الفرصة التي أتحيت له (رض) أقل حظاً من الفرصة المتاحة الآن ، فتأملوا.
س3 : لماذا لا يتفق الشيعة أو قل المراجع على إنزال قائمة واحدة حتى تحظى هذه القائمة بأعلى نسبة من الأصوات وحتى لا يكون تعدد القوائم الإسلامية سبباً لتشتت الأصوات ، علماً أننا قد علمنا بأن السيد السيستاني (دام ظله) سيبارك بإحدى القوائم وأن الشيخ اليعقوبي (دام ظله) قد قام بإنزال قائمة ؟
ج : وهذا الإشكال في ظاهره وجيه ولكننا إذا دققنا النظر فسنجده خلاف ذلك وذلك باعتبار عدة أمور منها إن من قوانين المفوضية العليا للانتخابات هو أنه عند انسحاب أي جهة من أي قائمة يكون سبباً لإسقاط جميع القائمة عن الاعتبار فمثلاً إذا كانت هناك قائمة مؤتلفة من جهة دينية وحزب ما وجهة مستقلة فعند انسحاب الحزب مثلاً ولأي سبب كان يؤدي ذلك إلى إلغاء القائمة ككل ، فانظر ما الذي سيحدث لو كان للشيعة قائمة واحدة تمثل جميع الجهات الإسلامية وانسحبت إحدى تلك الجهات ؟! ، وكذلك فإننا لو فرضنا بأن الشيعة أنزلوا ثلاثة قوائم وقد حصلت القائمة الأولى على نسبة 30% من الأصوات والثانية على 20% والثالثة على 10% فمجموع الأصوات التي نحصل عليها آنذاك سيكون بنسبة 60% فأين الضرر في ذلك ؟
س4 : هناك مشكلة تواجهنا في عملية الانتخاب وهي إننا عند معرفتنا لنزاهة شخص ما وأردنا انتخابه فسيلزمنا قانون الانتخاب بانتخاب جميع القائمة وقد يوجد العديد ممن لا نعرفهم في القائمة وممكن أن يوجد من لا نثق به فيها فما هو الحل آنذاك ؟
ج : ليكن في البال إن الشيء المهم الآن هو حجز أكثر عدد ممكن من المقاعد للشيعة الإسلاميين ولا نعني بطبيعة الحال بالإسلاميين هو أن يكونوا من طلبة الحوزة الشريفة خصوصاً لا بل المقصود بذلك هو كل إنسان ملتزم دينياً ويسعى إلى تطبيق تعاليم الدين الإسلامي الحقة على وفق القرآن الكريم وسنة النبي الأكرم(ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين فالشخص الذي أنت غير راض عنه اليوم سيحجز لك مقعداً في الجمعية الوطنية باسم الشيعة لا باسمه الشخصي هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن كل قائمة هناك من يتبناها أو يبارك فيها كما أنزل الشيخ اليعقوبي(دام ظله) قائمة وبارك السيد السيستاني(دام ظله) بقائمة أخرى ، فليكن نظرنا إذاً منصباً على من يدعم ويؤيد هذه القائمة لا على أفرادها ومن الواضح والأكيد إن القائمة التي يبارك بها السيد السيستاني أو ينزلها الشيخ اليعقوبي من غير الممكن أن تحتوي على من هناك شك في دينه ولكن الذي سيحصل هو إننا قد لا نعرف بعض من في القائمة أو نختلف معهم برأي من الآراء ولكننا جميعاً سنكون متفقين من حيث ثوابت المذهب ومبادئه وهي الأهم بطبيعة الحال .