بقلم: صباح محسن جاسم
نعم يا مريام ، غني كما عندليب الوردة وارقصي كما قصيبات نهرينا دجلة والفرات يتمايلن متأوهات لنسيم يتهادى مع دامع المجداف.. واطربي لنا النفس وفيضي على الروح ولو هنيهة لا بل هنيهات. ما أروعك تنسينا كهولتنا وما نخجل لا من ذاهب لا من آت!
تمايلي لتزوغ قنابل الأعداء وليرتبك مفخخو المركبات .. واحملي معك أجنحة الفراشات الملونة وأنت تدورين بجميل موسيقاك والإيقاع .. وأرضِعي من حنان قدك لعطاشى السلم والسلام ... فعالمك الجميل أمسى حلمنا القريب ... سنرقص معك ومن يكبو منا نلفه بشالك الشفيف .. نفيقه بعطر تعرق جسمك .. ونهمس في أذنيه بشفاهك الرقيقة : ارجع لي أشوفك والقلب يرتاح !
لتستفيق وديان بلادي الجريحة .. وهي ترتشف من رضاب شفتيك بخور السحر المهيب وتنداح تتراكب مع موجات يمك النافر المتلاطم هدوء" ...فيهدأ لها وجع السنين.
ارفسي بكعب قدمك الأرض .. ليهتز صدأ الوجوه المجرمة الكالحة بكل ما فيها من وسخ الوهم والخداع ... وليفيض وجهك ابتسامته الواسعة فيتحلق حولها بدر قمرنا البابلي .. تبسمي هكذا وابتسمي هكذا بل داومي على الابتسام .. فالظلمة هي كل ما تتوقه الضباع ... أبدا إشعلي شموع الابتسام وكركراتك الجذلى ... فبالحزن البليل يتفقــّه بنات آوى ويتربعوا على إيوان الكدية والصدقات.

ما أجملك ! تذيبين ظلام أحزاننا المقصودة .. وأنت ترفلين تمازجين ما بين الروح والجسد .. هي الحياة إن مازجتهما رقصا وغناء .. وفرح.
هوذا عام طفولتنا يرحل من جديد ... وشادي الذي يلعب وراء التلال ما عاد يقنع بالفرجة ... قد أغوته "شمخة" في بابل ورسمت شمسا على صدره بالحنـّاء ... ما عاد بالصغير الذي يكتفي بالفرجة والخبز والحليب المغشوش .. هوذا يكسر قيده .. قادم إليك ليرقص رقصه العجيب.
ارفسي أرضك ليتوسد ركام الجهل متهاويا عند عقبيك .. وليرفس هو أرضه فيتدلى بلح النخيل كراتا ذهبية ...
قد خويت أقداح راحنا .. وراح منا رواحنا بل عمرنا وما فتئت دنيانا تسخر من كسلنا وخوائنا وترهاتنا...
مرحى لنارك التي يظن من يظن أنّا سنكوى من ورائها ... إن متنا مسالمين هكذا .. إن غيـّبنا ظلما هكذا ... فلا أقسى جحيما من أن نكذب على أنفسنا ونصدق أكاذيبنا ونرحل دون أن ننشد أغنية" أو نرقص رقصة واحدة من رقصاتنا العاريات !
دونك والحب ... انهلي منه وأفيضي به ودا وصدحا وغناء ... فها نحن قادمين لحريتنا.
فلقد جئنا باكين صارخين متألمين ... ولنرحل دون عويل .. دون عواء .. ولو في الأقل نمضي إلى حتوفنا هائمين صائمين صامتين على إننا لن ننتحب بل كلنا سنمضي لحريتنا ونبارك هدية – سانتانا - ونشارك الأنتخابات!

* * *