النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي كتاب السفير الخامس الحلقة 4

    كتاب السفير الخامس الحلقة 4
    كلمة لابد منها
    رغم كل سنوات الضياع وعدم الالتزام بالشريعة الاسلامية فقد كان العراقيون ومازالوا عاشقين لآل محمد(ص) وبمجرّد أن يسمع الانسان المنحرف اسم أمير المؤمنين(ع) فهو يزهو ويفتخر بأنه موالٍ له ويذكر من مناقب الامام(ع) ما توارثه عن آبائه وأجداده. مع العلم أن أكثر الناس ذوباناً في آل محمد(عليهم السلام) هم الناس الآمّيون وهذا ما نجده حيّاً في أقصى نقطة من ريف العراق سواء في الأهوار أو في الصحراء.
    وكنا نعتبر الحوزة العلمية في النجف الاشرف الجنّة التي نتطهر بها بين فترة وأخرى ومجرّد رؤية رجل الدين فان الشياطين تفر من قلوبنا يميناً وشـمالاً ومجرّد سماح رجل الدين بتقبيل يده الشريفة فهذا يعني غاية الفخر في الدنيا والآخرة. وهكذا حافظت الحوزة على قدسيتها الى سنة وفاة الخوئي وكان الأمر كالصاعقة على رؤوسنا ومع ذلك كنا نأمل المزيد فالحوزة ستبقى مهما خسرنا من أعلام وقادة. ولأول مرّة نسمع ان هناك في النجف رجل دين عميل يتسلّط على رؤوس المساكين من علماء الشيعة وهذا الرجل جبار وقاتل وصديق حميم لرأس النظام!!!
    وكان الفضل كل الفضل في نشر هذه الحقائق Aالتي تبيّن انها أكاذيب@ يعود الى الحوزة والى ابن زعيم الحوزة. فبدأنا نلعن هذا الرجل العميل والبراءة منه لاننا رغم جهلنا كنّا نكره النظام.
    وكذلك لن نسمح لرجل دين وإن كان عراقياً بان يتعاون مع النظام ويدمر مرجعيّة الآيات العظام اذ لا توجد في قواعدنا قاعدة اسمها مرجع عراقي!!! وهذا ما اصبح من البديهيات مع أننا كنا نؤمن كل الايمان بأنه لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى. وهناك عامل آخر هو المهم ان الآيات العظام معصومون ولكن ليس بالعصمة الواجبة بل بالعصمة الثانوية!!! ومن هذا الكثير.
    وشاءت أرادة الحق ان نقترب من الحوزة أو انها اقتربت منّا وهذا ما فعله العميل!!! فبدأنا معه صراعاً شديداً ولكنه سريع ومسابق للزمن بشكل لا يمكن لسنن التاريخ ان تتسابق معه.
    فكان يصرّح وكنا نستنكر مرّة ونستفهم أخرى فمن هو هذا الذي قد قدم الينا من المجهول ليحاول تدنيس قدسيّة الآيات العظام.
    كان يقول تأكدوا من قولي اسألوهم كذا وكذا وطالبوهم بكذا وكذا.. وأحببناه رغم عدم تصديقنا بما قال بشكل كامل إذ بقينا مترددين وبمرور الزمن بدأت خيوط الحقائق تقترب مرّة وتبتعد أخرى.. فاذا هي كالسراب ونحن نركض ونهلث لعلنا نجده ماءً أو وهماً وجاءت Aسنوات المحنة وأيام الحصار@ في منتصف هذا الصراع لتعلن ان نصف ما قاله ذلك العميل حق محض. وعادت دماء محمد باقر الصدر الى الغليان من جديد فصدام هو الذي طعن الصدر وقتله ولكن من أعطى له السكين ومن افتى له بالطعن؟ هذا ما اجابته بوضوح ًمحنة النعمانيً فحصل الرجل على نقاط قوة وتأييد واصبحت صفة العمالة منتفية. واصبح محمد الصدر هو السيد محمد الصدر!!! ماذا لديك أيّها السيد؟ وما هو الفرق بينك وبين قتلة استاذك هل عندك شيء جديد أم هو السكوت والركون واكل الحقوق والكذب والاحتيال والخداع!!؟
    نعم وجدنا عنده الجديد والكثير والعجيب وكل العجب.
    وجرَّد سيفه ومضى يصارع العالم اجمع والجبهات متعددة فاليهود من جهة والنصارى من جهة والمسلمون من جهة ولأول مرّة في تاريخ البشرية تجتمع كلمة الشيعة والسنة واليهود والنصارى والسيخ وا لهندوس والبوذيين والشيخية واليزيديين ووو. على عدو واحد بدأ صوته يرتفع بدون خشية والكل ينادي أقتلوه اقتلوه. والسهام تتوالي عليه حتى اصبح ظهره كظهر القنفذ.
    وفي كل يوم جديد تتجدد المعركة.
    وبدأ العراقيون يسيئون الظن وهذه أول خطوة مع التردد هل الكل على باطل؟ والسيد محمد الصدر على حق.
    هل عصى اًلله؟ كلا. هل جاء بدين جديد؟ كلا. هل امرنا بطاعة الشريعة؟ نعم. هل امرنا وعلمنا كيف نعرف ونحب الله؟ نعم. هل وجدناه في العمل كما سمعناه في القول؟ نعم.. فلماذا يحاربونه باسم الاسلام هل يوجد اسلامان أو أكثر؟ والعراقيون يموجون ويتحيرون الى ان تثبتوا وثتبوا فألتفوا حوله وأصبح السيد محمد الصدر هو الامام الصدر وكفروا بكل دين إلاّ دين الأمام الصدر. فاجمع العالم إجماعاً منقولاً ومحصلاً باهدار دمه وتمزيق اشلاءه وحرق كفنه وكسر سيفه وتشريد ايتامه.
    وعاد معاوية بكل قوته يصرخ }سحقاً سحقاً... دفناً دفنا{ لا تبقوا لآهل هذا البيت باقية أفتوا بان الجمعة فتنة والذي افتى بها من اصحاب الفتن أفتوا بأن كتبه كتب ضلال ولا تجوز قراءتها.
    امنعوا صوره في المكتبات والشوارع...
    كمموا الافواه التي تنادي عاش عاش.. عاش الصدر فهذا الصوت قد اخترق الآذان فارتجت الادمغة.
    ولكن هيهات هيهات سيبقى اسم الامام الصدر اللعنة التي تطاردكم في دروسكم وفي بيوتكم وفي احلامكم وان يتامى العراق ونساءه وشيبته وشبابه وجباله وسهوله يلعنونكم ويبصقون في وجوهكم يا قتلة الصدر.
    فلعن الله امة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.
    والسلام عليك يا نائب الامام سلام من أسود قلبه من الحقد الى أن يأخذ ثارك مع امام حق بأذن الله ورحمة الله وبركاته.











    الحوزة وشيعة العراق
    لا يمكن لأحد ان ينكر دور أهل العراق في الاسلام، ونشره والدفاع عنه على طول تاريخ الاسلام، وهنا لابد أن الفت النظر الى مسألة ان أهل العراق يكادون أن يكونوا الامة الوحيدة التي دخلت الاسلام طوعاً وقامت سيوفهم بطرد الفرس من أرض العراق تحت راية الاسلام. ويمكن القول ان العراقيين هم قادة الحملات الاسلامية في الفترات الأولى للفتوحات الاسلاميةوكذلك فان الفكر الاسلامي الأصيل ظهر على ارض العراق سواء على الصعيد العقائدي او الفلسفي أو العلوم الطبيعية أو الانسانية عموماً، ويكفي في هذا المقام أن اقول ان ائمة أهل البيت(عليهم السلام) قد أتخذوا جميعهم ارض العراق كمنطلق وقاعدة لبث الاسلام ومذهب آل محمد(عليهم السلام) وذلك لما لأهل العراق من امتياز بالذكاء والثبات على المعتقد الصحيح، ومعروف ان اهل العراق في الأعم الأغلب من الشيعة الموالين لأهل البيت(عليهم السلام) ومع كل ما تعرّضوا له من اضطهاد، وقتل وتشريد إلاّ انهم ثبتوا على ولائهم حتى اعجزوا السلطات الحاكمة سواء في فترة الحكم الأموي أو العباسي أو العثماني الى هذا الوقت مما اضطر السلطات الى الوقوف بعجز تام امام صمود أهل العراق، وفشلت كل محاولات صرفهم عن المذهب الحق. ولا يمكن التغاضي عن دور أهل العراق في الثورات الاسلامية على طول الخط اذ لا تذكر ثورة اسلامية إلاّ وكان العراقيون قادتها أو اصحاب الدور الأهم فيها ـ وهذا مادعى الى شن الحملات الاعلامية ضدهم حتى لصقت بهم سمة اهل الشقاق والنفاق، وأهل الفتن وقد أجاد المعتزلي ابن أبي الحديد في الرد على هذه التهمة قائلاً ما مؤداه:
    }إن السبب في خروج أهل العراق المستمر وتذمرهم من السلطات أو الاتجاهات العقائدية المختلفة هو أن أهل العراق إذا ما طرح عليهم فكر جديد أو فلسفة معيّنة فانهم يسألون لماذا وكيف، ويناقشون، ولا يسلّمون بكل ما يسمعون أو يلقى عليهم وهذا ما يفتقده الأعم الاغلب من المسلمين وهذا هو الذي دعى الى نشوب الثورات أو ما يسمّى بالفتن{
    ويمكن ان نستشف من قول القائل انهم اهل شقاق. أي انهم يشقون عصا الطاعة.
    ولكن أليست هي عصا الأنظمة الجائرة؟ وهل مرّت فترة على العراق لم يحكمه فيها غير الطغاة المستبدين إلاّ فترة الأمامين أمير المؤمنين والحسن(عليهم السلام) وهذا ادعى الى تسمية اهل العراق بأنهم ثوار الأمة الاسلامية وإذا كانت وصمة قتل الامام الحسين(ع) تلاحق اهل العراق الى الآن فلنا ان نقول قبل كل شيء اين هو المكان الذي كان بالامكان ان ينصر الامام الحسين غير العراق وكذلك نسأل مَن هم انصار الامام الحسين غير العراقيين كحبيب، وزهير، ونافع، وبرير، ومسلم بن عوسجة وباقي الأصحاب أليسوا من أهل العراق؟ أليس أن السجون الأموية كانت ممتلئة في ذلك الوقت بالالاف من الشيعة الذين أرادوا الوثوب مع الامام(ع)؟ ومن هم الذين ثاروا للطلب بثأر الامام سواء في حركة المختار أو التوابين؟ ومن هم أنصار زيد الشهيد؟ ومن هم أنصار ثورة محمد وأبراهيم؟ غير اهل العراق هذا مع التخاذل المتواصل من قبل باقي المسلمين واذا كان أهل العراق أهل نفاق فماذا يفعل الائمة الاثنا عشر في العراق وقد اتخذوه قاعدة ومدرسة سواء في الكوفة أو بغداد ولنا أن نقول ان اهل العراق ثبتوا على تشيعهم مع كل انواع الظلم بينما نجد بعض الامم الاخرى قد تبرأت من التشيع بمجرد ان شهر عليها السيف كما حدث في المغرب العربي، ومصر وغيرها من البلدان.
    مع هذا وغيره نجد أن اهل العراق قد تفاعلوا بشكل كبير مع اهل البيت وأصبحت السمة المعروفة عنهم انهم اصحاب تشيّع أو رفض كما يحب متعصبوا العامة أو صنائع السلطات في كل وقت ان يسمّوهم بذلك، وقد ورث علماء الشيعة مدارس آل محمد(ص) في العراق سواء في الكوفة }النجف الأشرف{ أو بغداد أو الحلة وكذلك كان العراق وما يزال المرجعيّة العليا للشيعة وان حدث ما أدى الى تحوّل المرجعيّة الى قم فمما لا شك فيه ان ابرز مراجع التقليد، وعباقرة المذهب ما هم إلاّ تلامذة النجف الأشرف وقد تخرجوا من مدرسته وحوزته العملاقة، وإن اضطرتهم الاحداث الى الانتقال الى قم فهذا لا يعني انتسابهم الى غير حوزة النجف مع الأخذ بنظر الاعتبار المكانة المرموقة لحوزة قم، وفوق كل ذلك فان الحوزات وان تعددت فان الغاية واحدة والفخر يعود الى المسلمين كافة مادمنا أصحاب عقيدة واحدة.
    على أية حال فان اهل العراق بقوا على تماس مع الحوزة، والمرجعيّة في النجف، ومن ينسى التفاف عشائر العراق حول المرجعيّة في ثورة العشرين بقيادة الحوزة، وفي انتفاضة شعبان المباركة، وحول المرجع الديني الأعلى الامام الصدر(رض) وكذلك فان بقاء الحوزة كان مرتهناً بالتفاف الجماهير حول المرجعيّة من خلال ممارسات، وشعائر اسلامية عديدة من أهمها اداء الحقوق الشرعيّة التي تعتبر عماد المذهب.
    والآن يمكن طرح مدى تأثر وتأثير الحوزة في الشارع الاسلامي في العراق فالمتتبع يجد أن الحوزة والمرجعيّة مقدسة عند العراقيين ومع ذلك كان المجتمع يغط في جهل عميق فهل ان السبب يعود باللائمة على الجماهير أم لا؟ وقبل الخوض في هذه المسألة الحساسة علينا أن نأخد بالحسبان ان العصمة محصورة في الامام فحسب وأما باقي الخلق فمعرّضون للسهو، والنسيان، والخطأ، وحب الدنيا وألخ من اوساخ هذه الدنيا الحقيرة. وان النقد الموضوعي ينال الجميع بدون استثناء سواء كان موجهاً إلى كاسب أو مهندس أو مجتهد.
    على هذا الاساس نجد ان الحوزة مرت خلال التاريخ المعاصر بمشاكل وبتيارات عديدة فمع وجود التيار التقليدي الذي يفضل الجمود والاستكانة يوجد بين مدة وأخرى تيار ثوري يؤثر في مجرى الاحداث ويغير ولو بنسبة ما من شكل المجتمع فمثلاً عندما قامت حركة المشروطة التي طالبت بالدستور في ايران ايّدها عدد من العلماء، وعلى رأسهم الشيخ الآخند والسيد محمد مهدي الصدر وعارضها آخرون كالسيد محمد كاظم اليزدي وفي الاحتلال الانكليزي للعراق ثار عدد من العلماء وفضل آخرون عدم التدخل وبعد ذلك في فترة الستينات التي شهدت تحركاً ثورياً ناهضاً للامة الاسلامية خصوصاً في النجف الاشرف اذ حدث انقلاب في توجه الحوزة في النجف الاشرف بسبب انتشار المد الالحادي وزاد كل من الطرفين من حدة توجهاته فبينما وجد شباب الحوزة وعلماءها الواعون في وجود السيد الشهيد باعثاً ومحرّكاً لنهضة اسلامية وولادة فكرة اقامة حكومة اسلامية، تطرف الجانب الآخر في توجهه بل أدى الأمر الى نشوب حالة عدائية بين الطرفين.

    يتبع في الحلقة القادمة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

المواضيع المتشابهه

  1. الجزيرة وقطر..الارهاب والتنكيل بشعب العراق الى متى السكوت؟
    بواسطة احمد مهدي الياسري في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 04:02

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني