الشيخ اليعقوبي وذكريات من الليلة المريرة
الشيخ اليعقوبي وذكريات الليلة المريرة
( الان هي فعلاً الذكرى الخامسة طبعاً ،وربما هي خمس سنوات في الزمن كثيرة لكنها في عمر هذا الحادث بالذات ليست كثيرة لا نشعر انها خمس سنوات لازالت ذكرياته حاضرة في قلوبنا وعقولنا وكانها الان حلت وهكذا كل حدث عظيم طبعاً، وكل شخص عظيم هكذا أئمتنا (عليهم السلام) وعلمائن رغم مرور الف سنة عليهم دعنا الان من المعصومين منهم من علمائنا كالشيخ الطوسي مر على وفاته الف سنة بالضبط لا يمر يوم على الحوزة العلمية دون ان تتذكره وكانه موجود بيننا وليس الف سنة بالضبط مرت عليه
السيد الصدر رغم مرور خمس سنوات لا تشعر انها كذلك لا زال حاضراً ليس عندنا فقط نحن مرتبطون به ولكن في الشارع انظر الى كل مسيرة وكل مكان تجد صوره حاضرة وأسمه حاضر وذكرياته حاضرة وهكذا الرجال العظام يتركون بصماتهم وفي التاريخ لا يمكن أزالتهم..
السيد قدست نفسه مرن نفسه بتجربة مريرة من التهذيب والمعاناة في يسمى الجهاد الاكبر
آخر لقاء بيننا كان يوم الجمعة يوم الاستشهاد وكنت في الصف الامامي الى جواره يعني وكان كما تعلمون يأتي قبل الوقت ويجلس في محراب امير المؤمنين ليؤدي بعض الصلوات والدعاء وربما يستعيد ما سوف يلقيه في الخطبة ثما حينما يؤذن ياتي الى محراب الصلاة ليرتدي الكفن ثم يتوجه الى منصة الخطبة ، فانا كنت قريب منه وسلم سلام عام على الموجدين وسلم علي سلام خاص في عينيه انا فهمت ان هذا السلام خاص الي مباشرة غير السلام العام الذي وجهه ، شعرت به بمعنى خاص اما هذا المعنى الخاص ما هو لم افهمه الى الليل ، أي الى تلك الليلة بعد سبع ساعات كان خبر الفاجعة وأستطيع ان اقول ان كان سلام تحميل للمسؤولية ...(وهنا لم يتمالك الشيخ نفسه وأنحدرت دموع عينه) ..اما عن تفاصيل ليلة الحادث هذه الليلة تحتاج الى ليالي للتفصيل لانها كانت حبلى بالاحداث لقد ذكرت في كتابي الذي هو في الطريق الصدور ( الشهيد الصدر كما أعرفه) احتجت الى فصل كامل ربما 20- 30 صفحة لكي اغطي احداث تلك الليلة ويمكن للاخوة ان يتابعوا من خلال الكتاب
لكن ما استطيع ان اتذكره يعني من المستشفى الحادث وقع في السابعة والنصف مساءً كان فصل الشتاء ، كنت في البيت والحادث كما هو معلوم وقع في شارع الحنانة الذي تعلمون ان في ظهر جامعة الصدر الدينية (مدرسة البغدادي) فكان صوت الاطلاقات واضح في جامعة الصدر فجائني اثنان من الاخوة احدهما الاخ الشيخ نديم الساعدي الذي كان معاون العميد والشيخ علي خليفة وهم موجودين حالياً جاءوا وقالوا سمعنا صوت اطلاق قوي و الحديث في الشارع يدور حول اغتيال السيد ، وكان احد الاخوة لديه سيارة وواقف قرب الباب فركبت السيارة في الحال ، سالت فقالوا فعلاً وربما في المستشفى الان فذهبت الى المستشفى على الفور وكانت الناس متجمهرة وباب المستشفى مغلق لا يسمحون لاحد بالدخول ولكني اعلمت الذي يقف في الخارج وعرفته بنفسي انا لست شخصاً عاديا في حياة السيد الصدر ،انا في مكتبه كذا وعميد الجامعة وقريب له ، فاهتم هو بالموضوع ولكن لم يستطيع تجاوز مديره فاتصل من الاستعلامات بالمدير وقال له ان شخص واقف بباب المستشفى ، فقال له مديره دعه يدخل ولكن دعه يفض الناس من امام الباب كانوا يشعرون بالحرج فهم غير مستعدين من حيث القوات لمواجهة الناس الذين جزاهم الله خيراً كانوا يقرءون دعاء الفرج ويرددون (امن يجيب المضطر) فقال المدير دعه يدخل ولكن ليفض الناس فقلت له لا استطيع الناس جاءت لتطمئن على حياة مرجعها باي شيء اردهم فلنحصل على خبر أكيد حتى يرجعون ، الان اقول لهم ارجعوا ما الذي فهموه حتى يرجعون يريدون ان يعرفوا النتيجة ، فقال لي تفضل وانظر ثم ارجع ، فدخلت الى باب غرفة الطواريء ، كان هناك بعض الاخوة موجدين مثل السيد مقتدى الله يحفظه واخرين متعلقين بالمكتب أي خصوصيين ، فدخلت من باب الطواريء لاصل الى الغرفة التي يوجد بها السيد وولديه فلم يعترضوا علي فدخلت حتى صاحوا علي شيخنا تفضل وماذا تريد فقلت لهم اريد الذهاب الى السيد فقالوا تفضل الان فبقينا في الطواريء ، الى ان شاهدنا الدكتور الخفر وهو الدكتور علي الشمري وهو من موالين ومقلدين السيد اختصاص باطنية وقلبية وكان هو الخفر عليه وكان دكتور مقيم فلما اخبروه حضر الى المستشفى وهو قد كتب في افادته وانا عثرت عليها بواسطة ابنه لان الدكتور الان في الخارج فثبت الوثيقة في كتابي لانها يترتب عليها اثر شرعي واحدة منها ايهما اسبق وفاة لانه تتوقف عليها ميراثه مثلا افترض ان السيد كان اسبق وفاة حتى اولاده يستحقون ميراثه او ابنه اسبق ميراثاً هذه واحدة من الاثار الشرعية فإفادة الدكتور أفادتنا من هذه الناحية كان السيد اسبق وفاة استشهاداً من ولديه وكان السيد مصطفى بحسب التقرير الطبي قابل للانقاذ قلبه يعمل بقوة ، اما السيد فحينما كشف الدكتور عليه كان مستشهد هذا تقرير الدكتور حينما كشف عنه ، لكن السيد مصطفى ومؤمل كانوا أحياء في المستشفى لكن السيد مؤمل كان قد أعياه النزف بحيث ان قلبه بدأ ينبض بضعف جداً اما سيد مصطفى فكان قلبه قوي وحركته جيدة وكان يمكن انقاذه بعملية جراحية و فعلا عندما دخلت عليه كانت يده مشدودة الى الوريد كمحاولة لاسعافه لكنه بعد ذلك استشهد هذه افادة الدكتور علي الذي لم يدركه ، فاستدعانا الطبيب المقيم انا والسيد سلطان كلانتر واخذ الافادة لشهادة الوفاة ولكن هول المصيبة كنا نقنع انفسنا انه لا يوجد شيء ثم ان السيد مقتدى وبعض الاخوة علموا انه لا فائدة من الامر فانسحبوا من عادوا الى البيت فوالدتهم ساعدها الله في هذه الفجيعة فكان لا بد من الوقوف معها ونحن بقينا في المستشفى 10 - 15 شخص كان معنا السيد حسين كلنتر وسلطان كلنتر والشيخ عباس الربيعي الشيخ محمد النعماني رحمه الله والشيخ علي البهادلي والشيخ حسين المالكي رحمه الله ، فكانوا يعملون على اخفاء خبر الوفاة خشية منهم حتى لا يتسرب الخبر الى الخارج وبما لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة ، رغم انهم سدوا الطرق جميعها وكنا نسمع صوت صافرتهم تقدم من بغداد أي من جهة الكوفة الى النجف باستمرار طول الليل السيارات تتجه نحو النجف فقط الشوارع اغلقت ففكروا في تسليم الاجساد الطاهرة في وقت يلائمهم الساعة 11 ليلاً فاستدعوا مجموعة منا كان المحافظ ومدير الامن عاقدين جلسة في المحافظة )
[foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
الامام علي (ع)
السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]
رد مع اقتباس
