النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي كتاب السفير الخامس الحلقة 5

    كتاب السفير الخامس الحلقة 5
    فبينما سعى السيد الشهيد ومن ناصره الى توعية الجماهير الاسلامية وغض الطرف عن اي اساءة أو جمود في الرأي أخذ الاتجاه الآخر في التطرف ومحاربة الحركة الفكرية الجديدة وقد قاموا بأساليب عديدة لتحجيم دور الفكر الجديد ولكن بدون جدوى فما دام الشباب هم العنصر الذي يغير من معالم التاريخ ومادام هؤلاء الشباب ملتفين حول الحركة الاسلامية الناهضة لم تجد محاولات فرض العزلة من قبل الجهة التقليدية وإن كان يجب علينا للامانة التاريخية ان نذكر ان السلطات الحاكمة الى هذا الوقت قد استعانت بصورة كبيرة بالفكر التقليدي ان صح تسميته فكراً وذلك للتأثر الذي يمكن ان يمارسه هذا التيار فعلى صعيد العشائر العراقية والتي كانت تمتلك الكثير من المؤهلات في ذلك الوقت مع أنها تسود فيها روح العشائرية، والأميّة، والجهل فقد التفت هذه العشائر حول المرجعيّة التقليدية وكانت تنتظر كلمة واحدة من المرجعية لتقلب النظام ولكن النتيجة كانت سالبة دائماً فقد حاول السيد الخميني(قدس) ان يثير هذا الامر عند المرجعيّة وعرض خدمته للحوزة وانه جندي من جنود المرجعيّة وان العشائر العراقية تنتظر كلمة واحدة منها: إلاّ ان الجواب كالمعتاد هو الرفض لاي تحرك وهذا ما حدث في مرجعيّة السيد الحكيم فمع كل ما يمتلك الحكيم من شعبية وحب من قبل المجتمع العراقي إلاّ انه فضّل سلوك المسلك التقليدي ونسمعه يصف العراقيين بأنهم اصحاب شهوات وانهم سوف يخذلوننا وغريب جداً أن يصدر هذا الكلام من السيد الحكيم فقد كان ميدانياً وعملياً يعرف هذه العشائر وقد قاتلت في ثورة العشرين بمرأى وبمسمع منه وانما سمي السيد الحكيم مجاهداً بفضل هذه العشائر ليس الاّ !!! و لهذا السبب تعرضت الحركة الاسلامية في العراق لضربة مؤلمة.
    ومن جهة أخرى فان الشباب الناهض بقيادة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) لم يكن يستطيع الحركة على صعيد المرجعيّة اذ أن تصدي الشهيد في ذلك الوقت معناه شن الحرب عليه من قبل الحوزة التقليدية وكما يعلم الجميع فانه اضطر الى كتابة رسالته العملية بخط يده ونشرها بين اصحابه فقط، الى سنة 1970م اي عندما توفي الحكيم ولكن استطاع الشهيد ان ينزل الى المجتمع المثقف فحسب من خلال الفكر الحديث ومواجهة التيارات الملحدة والمادية التي كانت سائدة في ذلك الوقت وكتابة مؤلفات تعتبر بمثابة طفرة في الفكر الاسلامي فلم يكن معروفاً في الحوزة ان تدخل في خضم الدراسة والفكر الاكاديميين او مناقشة النظريات الحديثة إلاّ بنطاق ضيق، وقد لاقت مؤلفات الشهيد اقبالاً كبيراً من قبل شباب الامة الواعين في الوقت الذي اكتفت فيه الحوزة بالافتاء فقط.. فمثلاً إكتفت الحوزة التقليدية لمواجهة الشيوعية بالفتوى المشهورة بأن الشيوعية كفر وإلحاد، والحق ان الشيوعية كانت مستحكمة في العراق وتلاقي اقبالاً جماهيرياً بسبب الضغط الاستعماري والاقطاعي فلم تجد ما يواجه هذا الظلم غير الفكر الشيوعي مع العلم ان الغالبية العظمى ممن انتسب الى الشيوعية من جهال الناس ولا يفهمون شيئاً عن الشيوعية إلاّ أنها تساوي بين الافراد وانه لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالانتاج والمضحك المبكي ان اكثر الشيوعيين في العراق كان يصلّي الفرض ثم يذهب للاجتماع مع باقي الماركسيين واما الماركسيون في العراق فلا يفهمون شيئاً عن الاسلام إلاّ ما كان يوصله بعض الملالي من المحتالين الذين لا يستطيعون ان يوصلوا فكرة ما بصورة مستقيمة وهمهم الأوحد هو البكاء، وجمع الاموال لذلك نجد المثقف الماركسي يتفاجأ حينما يجد نظرية اسلامية متكاملة تجاه الكون ولكن عندما طرح السيد الشهيد فلسفتنا، واقتصادنا أثار عاصفة في المجتمع الاسلامي عموماً والعراقي خصوصاً ومع كل هذه الخدمات الجليلة للسيد الشهيد إلاّ أن المسلك التقليدي للحوزة كان يسمي هذه المؤلفات كلام جرائد مع العلم ان اكبر عبقري من هؤلاء لا يستطيع ان يؤلف بهذا المستوى فضلاً عما هو أفضل اما الاستهزاء بشخصيته فحدث ولا حرج إذ انه بات يشكل خطراً على المرجعية من حيث الخوف من التوجه الجماهيري الى تقليده والنفس الانسانية مجبولة على حب الذات مالم تتجه لله باخلاص فمثلاً صار التهديد لمن يحضر بحث السيد الشهيد موجوداً في اية لحظه بقطع الراتب الشهري الذي كان لا يسمن ولا يغني من جوع والتهديد بتشويه السمعة حاضر في أي وقت وعليه يتهدد المستقبل الحوزوي لمن ينضوي تحت لواء الشهيد الصدر وبعد وفاة السيد الحكيم تصدى السيد الشهيد بطبع رسالته العملية على شكل تعليقة على منهاج الصالحين فقامت الدنيا ولم تقعد حتى تم تهديده ويكفي مراجعة كتاب الشيخ النعماني لمعرفة مدى الضغط والنهج الذي واجهه الشهيد نتيجة طبعه لرسالته العملية مما اضطره الى الاعتراف بان مرجعيته هي في طول }مرجعية الخوئي{ مع ان علمية السيد الشهيد قد بلغت حداً ورقياً لا يملك الانسان أمامها إلاّ ان ينحني معترفاً بأعلميته وأحقيته بمرجعية المسلمين، ولكن الأمر بقى محصوراً داخل الحوزة، ولم يكن الشارع يعلم ما يدور في الحوزة إلاّ ما خرج بشكل منمق مع اعطاء اعذار واهية وبقى الشارع العراقي يعيش بمثالية لا وجود لها إلاّ في مخيلته البريئة اذ ان العلماء كلهم مقدسون ومعصومون وان روح الاخاء موجودة عند جميع العلماء وهذا لا أساس له إذ ان الطريق الذي يمشي فيه احدهم لا يمشي فيه الآخر إلاّ ما كان من السيد الشهيد اذ انه كان يحاول ان يصلح ما افسده الآخرون.
    ولكن هذه النتيجة جاءت على حسابه، وعلى حساب الشعب العراقي المظلوم، ولا يمكن ان ننسى ان احد اولاد المراجع وقف امام مدير الامن العام فاضل البراك في ذلك الوقت واشار اليه بضرورة التخلص من محمد باقر الصدر( وهو احد اولاد الخوئي).
    كما ذكر النعماني في كتابه مع انه تحاشى ذكر الاسماء وكانه يتحدث عن بيت العصمة خشية من وقوع الفتنة والنتيجة ابقاء الامة في غياهب الجهل واعطاء القداسة والعظمة للهيكل المنخور الذي مازال يسيطر على مقدرات الشيعة في كافة انحاء العالم وبناء القصور من عرق الفقراء الذين يقدمون الحقوق وا لهدايا لامبراطورية النجف ظناً منهم انهم يقدّمونها الى وصي من الأوصياء.
    ان طبيعة المجتمع العراقي تقديس رجل الدين كائناً من يكون ولم تكشف الاوراق إلاّ في عهد المرجع المظلوم السيد الأمام الصدر كما سوف يتضح في مستقبل البحث.
    ان هذه ا لهالة ادت الى تأخر المجتمع العراقي سواء على مستوى الفهم السياسي أو الديني فلو تفحصنا المدة التي تزعم الخوئي فيها المرجعية لوجدنا ان الشارع كان فارغاً تماماً من اي محتوى اسلامي فالتقية هي الدرع التي كان يتصحن به دعاتها. وإن الحجة التي يتذرعون بها هي الحفاظ على دماء الشيعة مع ان هذه الدماء في كل الاحوال لم تكن مصانة ابداً فهي تسفك على طول الخط سواء تمَّت مواجهة الظلم أو لا.
    والملفت للنظر ان الحكم كان بالامكان ان يكون بيد الحوزة خصوصاً في عهد الحكيم حينما كانت الحكومة ضعيفة جداً في الستينات ويكفي اي مجموعة ان تقوم بانقلاب وتسيطر على الحكم فكيف بالحكيم الذي كان بامكانه ان يقود العالم الاسلامي بأسره في ذلك الوقت وعندما كانت عشائر العراق تنتظر كلمة واحدة منه! إلا أنها النظرة الضيقة والمحدودة داخل قوقعة التعالي واحتقار الامة حتى تمكن البعثيون من السيطرة على الحكم ومحاصرة الحوزة والقضاء على شبابها ومفكريها الواحد تلو الآخر والحوزة تتفرج.
    وكل ذلك بعد ان خدعوا الحوزة واية خدعة والملاحظ ان الحوزة لم تكن تعتني بمشاكل الامة بصورة عملية واحياناً تندد مكتفية بالتنديد واحياناً أخرى تصمت وهذا هو الغالب وهذا ما حدث عند اعتقال السيد الشهيد اكثر من مرّة حتى تم اعدامه مع أخته والحوزة تغرق في صمت رهيب والشعب يقدم عشرات الالاف من الضحايا. كل هذا (وهم صامتون كصمت القبور) كما قال الأمام الصدر. ان فترة المرجعية للسيد الشهيد تمثل مأساة، ومظلومية الشعب العراقي فقد دخل الشعب العراقي الحرب ضد الشعب الايراني، وغالبية الشعب لا يفقه شيئاً ولا يعي ما يفعل اذ ان الحوزة لم تكرس مجهوداً عملياً لازاحة الجهل عن كاهل الامة، وقد يقول البعض أنه في عهد الحكيم تم انشاء مكتبات عديدة في كل انحاء العراق.
    اقول هذا صحيح ولكن هذا لا يكفي إذ ما فائدة المكتبات اذا لم يكن هناك صوت يوجه، ويواجه. إن الامة ليست بحاجة الى كتاب بقدر ما تحتاج الى توجيه ورمز وان عامل الخوف كان مسيطراً على الجماهير الى ان جاء الأمام الصدر فازاله الى يوم القيامة.
    وأطرح هنا سؤالاً ماذا تفعل الجماهير اذا كان المرجع يقول إني اخاف ومن اين تستمد الجماهير الشجاعة إذا كان القائد جباناً. وهذا يلقي بظلاله على محاولة المقارنة بين قم والنجف... فما هو الفرق بين الشعب العراقي والشعب الايراني؟ ان العراقيين كانوا دائماً اصحاب المبادرة في الحركات الثورية، والاسلامية ونجد ان الحركة الاسلامية حتى فى ايران كان لحوزة النجف الدور الريادي والقيادي والمؤثر فيها، فمثلاً في عهد السيد المجدد الشيرازي حدثت ازمة التنباك عندما اصدر المجدد فتواه المشهورة بتحريم التدخين مجبراً الشركات الانكليزية على الانسحاب، وبعد ذلك حركة المشروطة التي كان لعلماء النجف دور مهم فيها وحتى الثورة الاسلامية في ايران تمت بمساندة كبيرة من قبل السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) والشعب العراقي ككل الى ان انتصرت الثورة، فما هو الذي جعل ايران تنتصر والعراق يفشل ويضمحل دوره الاسلامي؟
    يمكن ايعاز ذلك الى عدة اسباب منها:
    1 ـ ان التفكك في القيادات الحوزوية في النجف كان على اشده والتناحر قائم بينهم والحرب مستمرة. وهذا وإن وجد في قم إلاّ انه ليس بالمستوى الذي في النجف إذ لم يكن في النجف سوى صوت واحد هو صوت السيد محمد باقر الصدر(قدس) وطلبته بينما في قم كان هناك الكثير ممن يؤيد ويساند الثورة من علماء قم البارزين، وحتى الذين عندهم خلاف مع القادة لم يتركوا شعبهم وقت الأزمة.
    2 ـ تقديم علماء النجف واقصد الجهات المسيطرة على زعامة الحوزة لمصالحها الشخصية على المصلحة العامة.
    3 ـ تبلور فكرة الولاية العامة وظهورها بشكلها العصري العملي بينما النجف غارقة في لجة الولاية الخاصة: إلاّ ما كان من السيد الشهيد ومدرسته التي كانت لا حول لها ولا قوة.
    4 ـ طرح حوزة قم لمشاكل المجتمع بصورة مستمرة وعدم السماح لأي تجاوزات على الاسلام والتداخل مع الشارع بصورة شعبية ادى الى التقارب بين الشعب والحوزة.
    بينما في النجف بقيت العمامة في برجها العاجي لا يكاد أحدهم يتكلّم كما يتكلّم العوام إلاّ من شذ عن القاعدة.
    5 ـ خلو حوزة النجف من المنبر المرجعي واعني به ترقي المراجع على المنابر ومخاطبة الجماهير إذ ان الطابع المأخوذ في حوزة النجف هو الاستخفاف بمن يرتقي المنبر. وعلى اعتبار انه مستوى متدني في العلمية وكذلك عدم القدرة على التكلّم بصورة خالية من الاخطاء مما قد يؤدي الى الحط واهانة العالم بينما نجد العلماء في قم وعلى رأسهم السيد الخميني يخاطب الامة حتى وهو خارج ايران من خلال الكاسيت.
    وقد يقول القائل ان في العراق خطباء مشهورين وقد كانوا على استمرارية في اقامة المجالس.
    اقول... ان كل الخطباء إلاّ القلة القليلة، من الذين يحرصون على ارضاء الحوزة وعدم التدخل في الشؤون السياسية فان التدخل في السياسة معناه الارتباط بخط السيد الشهيد وهذا معناه التضاد مع الجهة الاخرى وعبور الخط الاحمر، والويل لمن يفعل ذلك.
    6 ـ
    يتبع في الحلقة القادمة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

المواضيع المتشابهه

  1. الجزيرة وقطر..الارهاب والتنكيل بشعب العراق الى متى السكوت؟
    بواسطة احمد مهدي الياسري في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 04:02

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني