في حوار مع قناة (أم بي سي) الفضائية

فضل الله: جهات خارجية وداخلية لا ترتاح لانفتاحي الواسع على قضايا الإسلام والإنسان في العالم

وأجهزة المخابرات والتخلف تضامنت على مواجهة ما أمثل من فكر ومرجعية


21 شوال 1423هـ الموافق 24-1-2003م

أكد سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن هناك بعض الجهات الموجودة في إيران وخارج إيران لا ترتاح للدور المرجعي لسماحته.

وأضاف إن هذا النوع من المرجعية التي يمثلها سماحته تعتبر بنحو كبير خروجاً على المألوف في موقع المرجعية الشيعية في العالم وخصوصاً لجهة تصدي هذه المرجعية "للطروحات الواسعة المنفتحة على قضايا الإسلام وقضايا الإنسان في هذا العالم".

وأردف سماحته: إن هناك رأياً لدى بعض القائمين على المرجعيات الإيرانية، أن المرجعية لا بدّ أن تبقى في إيران، لأنها الدولة الشيعية الوحيدة في العالم، باعتبارها مركز ما يطلق عليه ولاية الفقيه.

وأضاف سماحته إن هؤلاء قد يرون أن القرار الإسلامي الشيعي، سواء في الجانب الشرعي أو في الجانب التنفيذي، لا بدّ أن يصدر من إيران الأمر الذي يجعل أي مرجعية خارج إيران، ولا سيما إذا كانت في لبنان، لا تتناسب مع هذا التصور.

من جهة أخرى، أكد سماحته أنه ومنذ أكثر من ثلاثين سنة، عمل على تربية أجيال الشباب على الإسلام الحركي المنفتح على قضايا الإنسان في العالم والابتعاد عن التخلف والتعصب. وأن حزب الله يمثل إحدى هذه الفصائل الشبابية، وما يمثله كان نتيجة لهذا الجهد الثقافي والحركي الذي قام به سماحته من دون الدخول في أية صيغة تنظيمية في هذا الإطار.

وأشار سماحته إلى أن الاستخبارات الدولية والإقليمية التي استهدفته في السابق، وكذلك مواقع التخلف والخرافة والتعصب، تضامنت في سبيل مواجهة ما يمثل من فكر ومرجعية.

من جهة أخرى اعتبر سماحته أن الوسائل التي يستخدمها بن لادن للوصول إلى الأهداف الكبرى التي يعلنها في ما يتصل بقضايا الإسلام والمسلمين في العالم على المستوى السياسي والعقيدي، ليست من الوسائل المؤدية إلى هذه الأهداف الكبرى.

وأوضح سماحته أن لا تناقض بين الفتوى التي أصدرها بتحريم مساعدة أمريكا في ضرب الشعب العراقي وتمكينها من السيطرة على مقدرات العراق، وبين الدعوة إلى إسقاط النظام العراقي، فأمريكا تريد إرباك المنطقة لادخالها في العصر الأمريكي، لكنني في المقابل مع كل تحالف داخلي أو إقليمي يستهدف إسقاط النظام العراقي اليوم قبل الغدّ.

وأكد سماحته أن إسرائيل تمثل بالنسبة إلى أمريكا الدولة الأكثر تمثيلاً للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، لذلك فقد شجعت إسرائيل على أضعاف الدور الأوروبي والروسي ودور الأمم المتحدة في المنطقة حتى أن شارون تجرأ على اللجنة الرباعية الدولية واصفاً إياها باللاشي‏ء.

واعتبر سماحته جازماً أن أمريكا لا يمكن أن تفكر بأي معنى لما يمكن أن يسمى الديمقراطية وحريات الإنسان بعدما اسقطت كل شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان في فلسطين.

جاء ذلك في برنامج لقاء الأسبوع على شاشة MBC الفضائية في حوار أجراه معه الزميل علي نون، بتاريخ 2003/1/24م الساعة 5:30 مساءً، وهذا نص الحوار:

مشكلة الآخرين مع المرجعية:

* فلنبدأ من الأخير، الوصف بالعلامة المرجع، هل هناك مشكلة مع الإيرانيين وسماحة السيّد حول ذلك؟



ـ أنا لا أتصور أن هناك مشكلةً مع الإيرانيين بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة، ولكني أتصور أن هناك بعض الجهات الموجودة في إيران، كما هي موجودة خارج إيران، قد لا ترتاح إلى الدور المرجعي في هذا الجانب، لا سيما أن هناك خروجاً عن المألوف في موقع المرجعية، أو خروجاً عن المألوف في طبيعة الطروحات الواسعة المنفتحة على قضايا الإسلام في العالم في كل تفاصيله، أو قضايا الإنسان في العالم...

إنني أحاول أن أجسّد في هذا الدور الموقع الإسلامي الذي يلاحق كلّ قضايا المسلمين في العالم، بعيداً من المذهبية والطائفية، وألاحق كل قضايا الإنسان التي تمسّ المسلمين، كما تمسّ المستضعفين في العالم.

* سماحة السيد، بهذا المعنى، هل هناك مشكلة في هذا الطرح مع الإيرانيين؟

ـ إن هناك رأياً لدى بعض القائمين على المرجعيات أو المرجعيات الإيرانية، أن المرجعية لا بدّ أن تبقى في إيران، باعتبار أنها المركز الأصيل للقاعدة الشيعية القوية، لأنها الدولة الشيعية الوحيدة في العالم، إضافة إلى أنها مركز ما يطلق عليه ولاية الفقيه، ولذلك قد يرون أن القرار الإسلامي الشيعي، سواء في الجانب الشرعي أو التنفيذي، لا بدّ أن يصدر من إيران، ما يجعل أيّة مرجعية خارج إيران، ولا سيّما إذا كانت في لبنان،لا تتناسب مع هذا التصوّر...

* سماحة السيد: بهذا المعنى، وصفتم ولفترة طويلة، بالمرشد الروحي لحزب الله، المرجع والقيادة الروحية لـ"حزب الله"... اليوم في ضوء هذا التعارض والخلاف مع القيادة الإيرانية السياسية والدينية، هل انعكس هذا الخلاف على واقع العلاقة مع حزب الله؟

ـ الواقع أنني لم أكن في أي وقت، وفي المسألة التنظيمية، مرشداً روحياً لحزب الله ، ولكني أزعم كما يرى الكثيرون من الناس، أنني منذ أكثر من ثلاثين سنة وأنا أربّي كلّ هذه الأجيال على الإسلام الحركيّ المنفتح على قضايا الإنسان في العالم، وعلى الابتعاد عن التخلّف والخرافة والتعصّب، وكذلك فإنّ هذه الأجيال التي ربّما كان تجمّع حزب الله يمثّل أحد فصائلها، كان نتيجة هذا الجهد الثقافي والحركي الذي قمت به، من دون الدخول في أيّة صيغة تنطيمية.

وأتصوّر أنَّ الأخوة في حزب الله تبنّوا المرجعية الإسلامية في إيران المتمثلة بالسيد الخامنئي، ولذلك فهم يعارضون المرجعية المتمثلة بنا، وربّما يشتدون في مواجهة هذه المرجعية بمختلف الأساليب، لأنهم يرون أن المرجعية في إيران هي التي يجب أن تشمل العالم.


* هل هذا يعني سماحة السيد بشكل أو بآخر، أن حملة البيانات الصادرة في الفترة الأخيرة ضدّكم يمكن أن تكون على علاقة تنظيمية بحزب الله؟

ـ أنا لا أتصوَّر أن هناك وضعاً قيادياً في حزب الله وراء هذه البيانات، ولكن هذه البيانات تتحرّك من عدة جهات، ربّما كان بعضها يتصل بالاستخبارات الدولية والإقليمية، والتي كنت هدفاً لها لأكثر من عقد، وربما كان يتصل ببعض المرجعيات الموجودة في موقع هنا واخر هناك، وربما يتصل بموقع قوى التخلف والخرافة والتعصّب التي تضامنت مع كلّ هؤلاء المعقدين في سبيل المواجهة لما نمثّل من فكر ومرجعية.

اتهامات كاذبة ومزوَّرة:

* ورد في سياق حديثكم جملة خطيرة جداً، أنّكم تعرضتم لمحاولات اغتيال جسدية، والان تتعرضون كما أفهم لمحاولات اغتيال سياسية ودينية فكرية؟

ـ هذا هو الاغتيال المعنوي، لأنّ المسألة هي أنهم ينسبون إليّ كذباً وزوراً وبهتاناً أقوالاً بأساليب تحريف الكلام عن مواضعه، على طريقة "ويلٌ للمصلين"، أو كذباً بعض القضايا التي يراد من خلالها الإيحاء الإعلامي بأنني ضد عقيدة التشيع، وضد خط أهل البيت(ع)، وربّما يشتد بعضهم ليتحدث عن فتاوى بالإضلال والتكفير وغير ذلك... في الوقت الذي نجد أن هؤلاء ليسوا في مستوى الحوار، ولكنهم في مستوى: "اكذب اكذب حتى يصدّقك الناس، واكذب اكذب حتى تصدّق نفسك".

ولكني أتصور أنهم، بلطفِ الله سبحانه وتعالى، لم يستطيعوا أن يحققوا شيئاً ممّا يريدون في هذا الجانب، فهناك امتداد لهذه المرجعية في العالم الإسلامي الشيعي، حتى أنها تتعدى العالم الشيعي إلى العالم الإسلامي الاخر.

* سماحة السيد، فحوى الكلام الذي سمعناه أن كلّ هذه الوسائل وما يتّبع ضدّكم مرجعها واحدٌ، وهو إيران؟

ـ لا أتصور أن هناك مرجعية واحدة لكلّ ما يثار وهي إيران، فأنا لا أستبعد وجود خطوط استخباراتية دولية، ولا سيما أمريكية وإسرائيلية، والتي تستفيد من هذه التعقيدات والخلافات الموجودة في العالم الإسلامي.

أحداث 11 أيلول بين الخلفيات والنتائج:

* في هذه الأيام التي نعيش في ظلها، هناك أسامة بن لادن، وهناك وجه اخر، وهو الأحزاب الإسلامية الموجودة والعاملة في العالمين العربي والغربي منذ سنوات طويلة، والظاهرة الأبرز والأكثر تطرفاً وحدَّة، في الفترة الأخيرة كانت ظاهرة أسامة بن لادن، فهل لديكم موقف واضح ومحدّد في هذا الشأن؟ وهل لنا أن نسمعه؟

ـ نحن لا نتحدث عن الخلفية النفسية لابن لادن كشخص يختزن في نفسه إخلاصاً لما يفكّر به، ولكني أتصور أن الوسائل التي يستخدمها للوصول إلى الأهداف الكبرى التي يعلنها في ما يتّصل بقضايا الإسلام والمسلمين في العالم على المستويين السياسي والعقيدي ، ليست هي الوسائل المؤدّية إلى هذه الأهداف الكبرى، بل ربّما تنتج عكس ذلك، لأن القضية هي ليست كيف تنفس عما في نفسك من غيظ، وكيف تسقط عنفوان هذه الدولة الكبرى أو تلك، بضربة قوية يرتعد لها الناس، ولكن القضية هي ماذا نحقق من خلال ذلك. إنني أتصور أن ابن لادن لو كان كما يقول الإعلام الأمريكي هو الذي يقف وراء أحداث "11 أيلول"، يكون قد خدم أمريكا خدمةً لو أنفقت أمريكا عشرات المليارات من الدولارات لما استطاعت أن تصل إلى ما وصلت إليه، لأنها استطاعت من خلال ذلك أن تكسب عطف العالم، وأن تمنع أية دولة تسجل تحفظات عن السياسة الأميركية، سواء من الدول العربية أو الإسلامية، من أن تصرخ بصوت عال ضدها، ذلك لأن القضية هي كما لو أن إنساناً أصيب بمصيبة، وجاء الناس لأخذ خاطره دون أن يسجلوا شيئاً...

ولهذا، فإنني أعتقد أن ابن لادن، وفي الوقت الذي أثار مشاعر المسلمين المقيمين في العالم لأنهم استطاعوا أن يسقطوا عنفوان أمريكا، قد خسر الكثير من خلال التعقيدات التي أصابت العالم الإسلامي ولا تزال تصيبه بالنسبة إلى القضية الفلسطينية التي خسرت الكثير من خلال ذلك.

النظام العراقي بين المعارضة والأمريكيين:


* هناك العراق اليوم وكلام كثير حوله، والكل يعرف أن هناك فتوى أصدرتها حرّمت فيها التعاطي مع الأميركيين من أجل ضرب الشعب العراقي، ولكنك في الوقت نفسه تطالب باسقاط النظام العراقي، هل هناك أي تناقض بهذا الطرح؟

ـ لا أعتقد أن هناك تناقضاً بهذا الطرح، لأنّي عندما أصدرت الفتوى بتحريم مساعدة أمريكا في ضرب الشعب العراقي وتمكينها من السيطرة على مقدرات العراق السياسية والاقتصادية والأمنية، كنت أنظر إلى الدور الأمريكي الذي تريد أمريكا ممارسته في حربها ضد العراق من أجل إرباك المنطقة كلها وإدخالها في العصر الأمريكي بشكلٍ مباشر، وفي التخطيط لتغيير الكثير من المفاصل السياسية في أكثر من دولة، بما في ذلك الدول المتحالفة مع أمريكا سياسياً.


* سماحة السيد، هل هذا من الممكن، فالحملة على العراق الان مستمرة والحلفاء غير قادرين على التصرف خارج نطاق الأمم المتحدة حتى ولو في الشكل، ورغم ذلك هناك تظاهرات واعتراضات غير مسبوقة في العالم الغربي ضد حرب العراق، والنظام العراقي نظام هش بالنسبة إلى الغرب، فهل يمكن أن يحصل ذلك في المستقبل، لا سيما أنه عندنا بعض الدول العربية وخاصة الصديقة لأمريكا؟

ـ مشكلة الدول العربية الأخرى ليست هي مشكلة إسقاط النظام العراقي في هذه الحرب، لأننا نعرف أن هذا النظام لا يملك أية عاطفة على الأقّل أو تأييد من أية دولة عربية، لأنه أربك الدول العربية منذ انطلق تحت المظلة الأمريكية التي جعلت له هذا الدور في حربه ضد إيران والكويت.

لهذا ليست هناك أية مشكلة لدى كل الدول العربية، ولكن الدول العربية تعرف من خلال الكثير من الإشارات التي كانت تصدر من بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية، وإن كان بشكل غير رسمي، أنها تتحرك من أجل إرباك كثير من الدول العربية الخليجية الكبرى... وقد سمعنا بعض المسؤولين البريطانيين الذين ينطقون بمنطق الأمريكيين، بأننا تحالفنا مع بعض الدول الخليجية الكبرى على أساس مصالحنا في النفط، فقابلتنا بتمويلها للقاعدة.

إن المسألة تكمن في أن السياسة الأميركية في المنطقة التي تعتبر المدخل إليها حرب العراق، تتحرّك من أجلِ إيجاد سيطرة مباشرة أكثر مما هو في السابق، وخصوصاً أننا نرى أنها دخلت على هامش المشكلة بين بعض الدول الخليجية، والدولة الخليجية الكبرى... ولهذا أقامت قاعدة من أكبر القواعد في الخليج التي لا شغل لها إلا ضرب المنطقة وضرب العراق بالذات.


* سماحة السيد، أنت ضد أي تحالف يمكن أن ينشأ لإسقاط النظام العراقي؟

ـ أنا مع كل تحالف داخلي أو إقليمي يستهدف إسقاط النظام العراقي اليوم قبل الغد، وغداً قبل بعدغد، لأن هذا النظام أفقر شعبه والمنطقة كلها بحروبه، وأربك السياسة العربية، وربّما الإسلامية، لكن السؤال هل أن أمريكا التي صنعت هذا النظام هي الحل؟ وهل تملك أمريكا أن تكون الحليف النزيه، إنني أعتقد أن من السّذاجة أن نفكر بهذه الطريقة، لأن أميركا تدخل العراق لتدمير مقدراته، لأنها لا تريد دولة عربية وإسلامية قوية توازي قوّة إسرائيل، إنها تريد نصب حزام حول العالم لقواعدها العسكرية، وهي تحاول الضغط على إيران لاستكمال ضغطها عليها وعلى الخليج بشكل أكبر، وتأخذ بعمق أوروبا واليابان والصين وروسيا باعتبارما يستقبل.


* كل هذه الحملة المتعددة الوجوه والجوانب لخدمة إسرائيل؟

ـ إنني أعتقد أن إسرائيل بالنسبة إلى أمريكا هي الدولة التي تمثل الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، وكذلك فإن أمريكا شجعت إسرائيل على إضعاف الدور الأوروبي والروسي ودور الأمم المتحدة ، حتى تجرأ شارون على أن يتحدث عن اللجنة الرباعية الدولية التي تقودها أمريكا واصفاً إياها بأنها لا شي‏ء.


* سماحة السيد، نعود للعراق، حيث يعتقد البعض أن الشعب العراقي. ينتظره بعد صدام حرباً أهلية أين منها حرب لبنان؟ فهل أنت مع هذا الرأي؟

ـ أنا لست مع ذلك، لأنني أتصور أن الشعب العراقي لم يدخل في كل تاريخه بأية حرب مذهبية سنيّة أو شيعية... قد تكون هناك بعض التعقيدات من خلال التعددية، تماماً كما هي التعددية بين الشيعة أو السنة، ولكن العراق ليس طائفياً على مستوى السنة والشيعة، بحيث يمكن وصول المسألة إلى حرب داخلية في هذا المجال... إنني أخشى أن تقوم أمريكا بإيجاد وضع داخلي عراقي يشبه الوضع الذي كان في أيام عبد الكريم قاسم، والمجازر التي قادها الشيوعيون والتي ألهبت الشعب العراقي من خلال القيادة الشيوعية انذاك. إنني أخشى أن تصنع أمريكا بعض المشاكل في الداخل وتستفيد من بعض التعقيدات لتثبت بأنّ المعارضة العراقية غير قادرة على الإمساك بالحكم، وأن عليها أن تمسك بالحكم أي أمريكا إلى مدة طويلة، حتى تؤهل الشعب العراقي للإمساك بزمام الأمور.


* هل هذا السيناريو تتوقعه شخصياً؟

ـ إنه أحد الاحتمالات الأمريكية ، وقد تحدث الأميركيون أيضاً، إن المعارضة العراقية لا تملك القدرة على الإمساك بالحكم..


* وهذا واقع (السائل معترضاً)؟

ـ صحيح، ولهذا نقول إن هذا المسمى التحالف بين الأميركيين والمعارضة العراقية كالتحالف بين الشاة والذئب.

* لا أمل فيه على الإطلاق ولا يمكن الوثوق به؟

ـ أنا لا أتصور أن أمريكا يمكن أن تفكر بأي معنى لما يمكن أن يسمى الديمقراطية وحريات الإنسان بعدما أسقطت كلّ شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان في فلسطين.


* سماحة السيد ، عندك مقولة شهيرة ترددت في الفترة الأخيرة، أن الحرب الكبرى في لبنان انتهت، والبعض يعتقد أن لبنان وسوريا، وحتى مع حصول حرب العراق، لن يتأثر كثيراً، فماذا سيحصل؟

ـ إني أؤكد ذلك، لماذا؟ لأن الحروب الكبيرة، والتي كان اخرها الحرب في لبنان، لم تنطلق من خصوصيات لبنانية، وإنما بتخطيط أمريكا من خلال هنري كسنجر الذي أراد إسقاط القضية الفلسطينية في لبنان، ولم ينجح بذلك عندما انطلقت الانتقاضة، وإن نجح في إخراج البندقية الفلسطنية من لبنان... لذلك لا أجد هناك أي مشروع سياسي يمكن للحرب اللبنانية أن تفيد منه، وأما المسألة الإسرائيلية، فإنها من المسائل التقليدية التاريخية التي تنتظر ، ولكنها لا يمكن أن تشعل حرباً، لا في أثناء حرب العراق ولا بعد حرب العراق.

والحمد لله رب العالمين