النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي كتاب السفير الخامس الحلقة 8

    كتاب السفير الخامس الحلقة 8
    وفي هذا اليوم قبل هذين الحادثتين انهالوا عليهم ضرباً با لهراوات البلاستيكية ما عدا السيد كلانتر(رحمه الله) وكان الأمام الصدر حينها واقفاً.. فبينما الآخرون يتدحرجون على الارض من ألم الضرب نجد ان شهيدنا اجتمع عليه حوالي خسمة من الجلاوزة وهم يضربونه بقسوة وهو(رض) واقف ثابت لا يتحرّك ولا يتفوه بكلمة تأوه واحدة حتى أرتوت الكلاب من الضرب، وبعد ذلك ارادوا نقلهم الى مكان آخر وعندما ركبوا عمد احدهم الى الأمام الصدر وضربه على رأسه فأطار عمامته من على رأسه فدفعه شهيدنا في صدره وتمشى بثبات ووضع عمامته على رأسه وذهل الحاضرون من قوة قلبه هذه القوة التي لم يكن أحد يعرفها عنه ليس لانها غير موجودة بل لانها غير ظاهرة.
    المهم انهم نقلوهم بسيارة نوع }مرسيدس{ ثمانية عشر راكباً وسيارات أخرى معهم وبعد ان وصلوا الى بغداد واتجهوا بهم الى مجزرة الرضوانية المرعبة حيث شاهدوا في ساحة هذا المعتقل مشهداً مرعباً حيث العشرات بل المئات يعذّبون على جذوع الاشجار وعلى الارض والجثث تملأ المكان ثم اتجهوا بهم صوب أحد المعتقلات وبعد ذلك جروهم الى التحقيق الواحد تلو الآخر، وكان المحقق معهم حسب الراوي المجرم }صدام كامل{ وعندما وصلت النوبة الى الأمام الصدر تأخر في التحقيق حتى ظنّ الآخرون انه قد قتل وبعد ذلك الوقت عاد فسأله بعضهم عن التحقيق فقال: ذلك شأني.
    ولكن بعد سنوات سئل عما قيل له في التحقيق فقال: قالوا لي كيف افتيت بالجهاد؟ فأجبت: أفتيت تحت تهديد السلاح. ثم علق قائلاً: نعم لقد افتيت بالجهاد تحت تهديد سلاح البعث الكافر فهو مسلّط علينا.
    وخلال فترة الاعتقال التي استمرت ثلاثة عشر يوماً حدثت بعض المفارقات ففي احدى المرات ونتيجة لعدم وجود الماء الكافي تناقشوا حول التيمم فقال: اني أخالف المشهور في كيفية التيمم. إذ انه(رض) يرى ان تتشابك اصابع اليدين فعارضه عدد من الموجودين الذين هم من اتباع المسلك التقليدي ووصل الامر انهم هددوا الأمام الصدر انهم اذا خرجوا فأنهم سوف يفعلون ويفعلون.
    وفي احدى المرّات قام عدد منهم بعمل اوراد وهذه الاوراد وحسب رأيهم سوف تعجل في اطلاق سراحهم وجعلوا لكل واحد ورداً فعرضوا الأمر على الأمام الصدر فقال: علمه بحالي يغني عن سؤالي. فأمر اولاده بالنوم وجعل عمامته تحت رأسه الشريف ونام.
    وبعد مضي عشرة أيام على الاعتقال جاءوا الى المعتقل بعدد من الشخصيات الحوزويّة كالسيستاني والخلخالي وآخرين وبقوا في الاعتقال ثلاثة أيام بينما شهيدنا والباقون الذين اعتقلوا في الجامعة بقوا ثلاثة عشر يوماً كما ذكرت آنفاً.
    وبعد اكتمال هذه المدة أخرجوهم واعطوا لجماعة الجامعة كتاب اطلاق سراح وآخر باستلام جامعة النجف، بينما أعطوا السيستاني ورفاقه كتاب اطلاق سراح واذن بدخول مدينة النجف ونقلوهم سوية في سيارة نوع ًريمً وعندما وصلوا الى جسر الكوفة أوقفتهم سيطرة للحرس الخاص، وكان في السيارة ضابط كبير في القصر أو الحرس الخاص وعندما صعد الى السيارة ضابط السيطرة رأى كتاب الجامعة والكتب الأخرى فقال: هؤلاء ويعني السيستاني ورفاقه يدخلون الى المدينة لوجود اذن بالدخول اما هؤلاء يعني الأمام الصدر وكلانتر وباقي أفراد الجامعة فلا يدخلون الى النجف لأنهم لا يملكون كتاباً بالدخول فحدثت مشادة كلامية بين الضابطين عندها قام السيستاني وقال: أنا عليّ بجماعتي ولا شأن لي بالآخرين! فوقف الجميع مذهولين حتى الضابطان عندها أذن ضابط السيطرة للجميع بالدخول، بعد ذلك باتوا في أحد الاماكن في نفس السيارة وأطلقوهم مجموعة بعد أخرى.
    بعد ذلك كان الأمام الصدر يواظب على الخروج مرتدياً كامل زيه الحوزوي وكان الوحيد في النجف يمشي بعمامته في الشارع بينما كل معمم في النجف كان اما لا يخرج من بيته واما يضع غطاءً على رأسه بدل العمامة اذا اراد الخروج ومن ذلك الشيخ محمد اسحق الفياض والشيخ كاظمي من حاشية الخوئي وقد روى هذه الرواية الأمام الصدر بنفسه(رض) يقول: انه في احدى المرات ذهبت لأتسوّق فشاهدني احدهم فقال: إلى الآن لم نخلّص من العمائم.
    وهكذا بقي الحال الى أن استقرت الاوضاع مرة أخرى
    وخلاصة ما نستفيده من انتفاضة النجف وفق هذه الاحداث ان الحوزة لم تكن على مستوى المسؤولية بل ان حب الحياة كان هو الغالب... وعندما رأت الحوزة ان الجماهير التفت حول احد الد خصومها وهو شهيدنا اضطرت الى تشكيل لجنة وهذه اللجنة لم تكن أهلاً لهذه المسؤولية بل معروف عن الكثير منهم انهم ليسوا من اهل الجهاد أو التقوى بل ان حب الترأس هو الذي يدفعهم طمعاً في مستقبل زاهر وملك دنيوي رخيص وكانت الانتفاضة هي الحدث الاهم الذي ابرز طاقات شهيدنا وقوة قلبه وأهليته للقيادة ومع كل ذلك بقي الأمام الصدر عند الامة مجهولاً والسبب هو الاعلام القذر والتعتيم على دوره وشخصيته فمن النادر عند باقي الجماهير اذا ما استثنينا الذين عاصروا انتفاضة النجف ان نجد احداً يعلم بدور السيد الشهيد في الانتفاضة والى يومنا هذا.
    بينما هناك عدد من تجار العمامة صعد نجمهم وصاروا هم القادة والعظماء وهكذا هو الحال منذ قرون فمن ذا يعرف دور الخالصي في ثورة العشرين وما بعدها ومن ذا يعرف دور السيد مهدي الحيدري أو دور الشيخ محمد الخالصي نجل الشيخ مهدي الخالصي في العراق وايران ما قبل الثورة فالشيخ الخالصي هو الذي قاد الجماهير ودخلوا الى المبنى الحكومي حيث كان الشاه موجوداً وداسوه بالأحذيه، ولكن من يعلم ذلك؟؟؟
    ولكن ارادة السماء فوق الكل يريدون أن يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون

    التصدي
    تصدى الامام الصدر للمرجعيّة في ذلك الجو المضطرب حيث انها المرة الأولى التي تعصف بالشيعة في العراق خصوصاً عاصفة الضياع حيث ان الامة كانت متحيرة ولا تعرف ما تفعل وذلك لاسباب اهمها عدم وجود الوعي الاسلامي الكافي.
    وكذلك البعد الشاسع بين الحوزة والشعب كما قال شهيدنا إذ ان المرجعيّة كانت تعيش في برجها العاجي وسط العنعنات والتكبر الضخم الذي كان عليه أغلب السابقين كما قال(رض)
    ومن الدواعي التي ادّت الى تصدي الأمام الصدر الشهيد للمرجعيّة هي انه قال في احدى المناسبات: كنا نتذاكر حال الحوزة في النجف انا والسيد كلانتر والسيد مهدي الخرسان فقالا: بعد سنوات لن يكون في حوزة النجف مجتهد واحد وكان هذا الامر أحد الاسباب التي دعت الى ان تصدى للمرجعيّة. المهم انه تم افتتاح الكثير من المكاتب في النجف الاشرف ومن اشهر من تصدى بعد وفاة المحقق الخوئي.
    1ـ السبزواري، 2ـ السيستاني، 3ـ الامام الصدر، وبعد وفاة السبزواري والذي لم تستمر مرجعيته اكثر من عام واحد تصدىّ آخرون وهم بالاضافة الى شهيدنا والسيستاني كل من:
    1ـ بشير الباكستاني.
    2ـ علي الغروي.
    2ـ محمد سعيد الحكيم.
    4ـ حسين بحرالعلوم.
    وقد كانت السمة المعروفة والتي كانت تطلق على شهيدنا انه مرجع الدولة الى درجة أن من كان يدخل الى مكتبه فانه لا يجد سوى عدد قليل من الزائرين وموظفي المكتب.. وقد كان الأمام الصدر يتواجد في اليوم مرتين ساعة قبل صلاة الظهر وساعة بعد صلاة المغرب وكان هذا في بداية تصديه، ولم يكن في الساحة من يعرف الامام الصدر حق معرفته سوى عدد قليل من الخواص وذلك لما قلناه سابقاً من اعتزال الامام الصدر وكذلك الاعلام المكثّف ضده من قبل العامة والخاصة.
    واذكر خصوصاً المكاتب والشخصيات التي كانت مرتبطة بالمحقق الخوئي والجهات الاعلامية المرتبطة بالمؤسسات الخيرية التابعة للحوزة كمؤسسة الامام‏علي(ع) في لندن التي تصدر مجلة النور إذ انها كانت تشن حملتها
    ا لهوجاء ضد شهيدنا الى حين استشهاده(رض) ولهذا فقَد كانت الجماهير تبتعد عنه وعن مرجعيته.
    والسؤال المطروح ماهي علاقة الشهيد بالدولة وكيف تسنّى له تحصيل الموافقة على طباعة مؤلفاته واستلامه المدارس وتوقيعه على الاقامات بالنسبة للاجانب؟ وقبول الطلبة في الحوزة؟ المشهور هو ان الدولة اشترطت على الامام الصدر عدم التدخل في السياسة وللحوزة ان تمارس حريتها بعد ذلك.
    وقد عرضت في احد البحوث هذه الفكرة على الأمام الصدر فقال: هذا معناه ان الحكومة قد قالت لي ذلك وهذا ليس بصحيح بل ان أنا الذي ارتأيت ذلك حفاظاً على الحوزة، ويقول في مكان آخر: ان سبب اختيار الدولة لي من بين المتصدين هو: انني عراقي الجنسية والدولة لم تكن ترغب بوجود مرجع من جنسية اخرى والسبب هو ظنهم بأمكانية السيطرة على المجتهد مادام عراقياً خاضعاً لقوانينها وبذلك يسهل عليها ان تتناوله بأيديها متى شاءت.
    وقد قامت الدولة ببث اشاعة ان الامام الصدر متعاون معها، وهذا ما فعلته الجهات الحوزوية أيضاً وذلك لكي تبعد الناس عنه فانه المرجع الوحيد الباقي من ورثة مدرسة السيد الشهيد(قدس)
    وهنا يطرح سؤال: ما الذي اضطر الدولة الى ذلك؟ وما الذي تخطط له؟ يقع الجواب حسب تحليلي الشخصي في عدة نقاط أهمها:
    1ـ تخفيف الضغط عن الشعب والحوزة بعد ماتبين للدولة ان العنف والضغط غير مجديين خصوصاً بعد اشتعال الانتفاضة الشعبانية المباركة.
    2ـ اعتقاد الدولة انها حينما تمارس مخططاً جديداً وهو وجود مرجعيّة تعمل لصالحها وبث هذ الامر من خلال الاعلام المخابراتي مع تأييد اسلامي لها بهذا الخصوص يؤدي الى تشتيت الشيعة في العراق وعدم لمّ شـملهم تحت راية واحدة.
    3 ـ زرع مرجعيات عميلة لها كالشيخ بشير الباكستاني المشهور بعمالته الصريحة كما سنذكر ذلك بالأدلة. وفائدة هذا الامر هو التمهيد للمستقبل بعد القضاء على أهم المرجعيات الموجودة لوصول المرجعيّة الى امثال هذا الشيخ بعد ان يكون قد ثبّت نفسه من خلال اعطاء رواتب مغرية وتوزيع كتب المناهج الحوزوية باسعار مخفضة.
    4 ـ ايحاء فكرة ان مرجعية الشهيد مرجعيّة تعمل لصالحها... وبهذا تنفر الناس منه.. والضغط الظاهري على الآخرين كما حدث مع السيستاني الذي منع من الصلاة في مسجد الخضراء وذلك لان الدولة تعلم يقيناً بان الناس سوف تنفر من الذي تتبناه حسب الظاهر وسوف تلتف الجماهير حول المرجعية المظلومة!!! وهي تعلم يقيناً بان هذه المرجعيّة الاخيرة لا تشكل اي خطر عليها في الحاضر أو المستقبل مع اختلاق بعض الاحداث التي سوف نذكرها كمحاولة اغتياله واتهام الامام الصدر وأتباعه بهذه الحوادث.
    وهنا أمر لابد من الاشارة اليه ان الدولة العراقية تسعى بكل صورة الى بقاء الحوزة في العراق وذلك لما له من اثر اعلامي وهي تضمن بذلك ان المرجعيّة لن تحرك ساكناً مادامت تحت اليد.
    وسط هذه الاجواء بدأت المسيرة العملاقة لشهيدنا وهو يعي ما يفعل ويدرس ما يحدث بدقة عجيبة وبصبر وسرية عجز عنها الكثير من الكبار حينها والأمر الذي ركزّ عليه شهيدنا هو القبول المكثّف للشباب في الحوزة والسر في اختيار الشباب واضح وذلك لعلمه بأن الكثير من فضلاء الحوزة انما يتبعون اهواءهم اذ حيث ما ترسو سفينة الدولار فهم ينوخون وكذلك فهم من اتباع الحوزة الصامتة التي ترى بأن التقية هي الدرع الحصين سواء كانت هذه التقية مشرعة او لا وكأن رواية: Aإذا ظهرت الفتن فعلى العالم ان يظهر علمه@ لا تشملهم الى يوم ظهور الامام(ع).
    يتبع في الحلقة القادمة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

المواضيع المتشابهه

  1. الجزيرة وقطر..الارهاب والتنكيل بشعب العراق الى متى السكوت؟
    بواسطة احمد مهدي الياسري في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 04:02

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني