النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي كتاب السفير الخامس الحلقة 10

    ففي احدى زياراته للسيستاني قال له هذا الأخير: سيدنا تشتكون المرض، فأجابه الشهيد: حبيبي أنا أرى الشكوى الى الله حرام.
    وهذه هي القمة التي من الصعب ان نجدها بين كل المدّعين اما الاخلاص فقد سأله مرّة في احدى المقابلات الشيخ البهادلي قائلاً: سيدي لو سألت نفسك سؤالاً فما تسأل فقال له(رض): اقول لنفسي هل انت مخلص. ومن هذين الأمرين ترى مدى ما وصل اليه شهيدنا في العرفان الذي اصبح تجارة بيد الكثير من أصحاب الأهواء فبينما نجد الكثير يتظاهر بالخشوع ويسبّح ويهلل بشكل ظاهر ومسبحته بيده يقلّبها وخواتمه تبلغ العشرة أو الخمسة. ترى شهيد العظمة لا يتظاهر بأي مظهر من هذه المظاهر ويرى ان العبادة والاخلاص أمر خاص بين العبد وربه فاذا ظهر اصبح رياءً والعياذ بالله.
    وبخصوص الدراسة الحوزويّة من حيث الدوام أو التعطيل فقد كان ديدن الحوزة وما يزال هو اعتبار التعطيل هو الاصل فالتعطيل يشمل شهر رمضان واسبوع العيد في ذي الحجة وشهر محرّم ويستمر الى العشرين من صفر اي الى اربعينية الامام الحسين(ع) والابتداء منذ الخامس عشر من شهر شعبان لعطلة رمضان وهذا غير الوفيات والولادات وعند شهري الحر الشديد السابع والثامن من السنة الميلادية ويوم السبت من كل اسبوع.
    ان مدة الدرس اقل من ثلاثة أشهر في السنة وهذا هو المعروف عن المنهج الحوزوي ولكن الامام الصدر قرر تغيير هذه السيرة الحوزوية ـ ان صح التعبير فهو يعطل في شهر رمضان وخمسة عشر يوماً من شهر محرّم الحرام.
    اما في الوفيات والولادات فانه كان يستمر في درسه مع اقامة تعزية في المكتب اذ كان يؤثر عنه ان الامام المتوفى أو المولود في هذا اليوم لا يرضى بالتعطيل بل هو يرضى بالدرس أكيداً.
    وكان(رض) يؤكد على الدرس يقول: أدرسوا وجدّوا وأريد منكم جميعاً أن تكونوا مجتهدين. وعندما كان يدرّس الكفاية بعد صلاة المغرب حين وجد إن الساحة خالية وذلك كما ذكرت آنفاً ان العراقيين يبحثون عن استاذ في هذه المادة فلا يجدون فاضطر الى تدريسها المهم انه في هذا الدرس كان يؤكّد على المثابرة ويقول: لماذا ندرس الكفاية؟ لانها من اصعب الكتب الحوزوية واقول لكم ادرسوا اصعب الكتب حتى لا تكونوا حايط انصيص يعبر من فوقكم الجميع.
    وكان يقول اريدكم جميعاً أن تكونوا مجتهدين فاذا تركتموها للآخرين داسوكم بقدم من حديدً وكان يؤكد على مسابقة الزمن وكان يريد منا ان نقوّم أنفسنا وان لا نستجدي من الآخرين المعارف والعلوم.
    وكان ينظر للمستقبل وفق منظوره السابق للتاريخ. وذلك بحكم خبرته ومشاهداته للواقع. اذ ظلت الحوزة والى يوم الناس هذا محصورة السيطرة والتسلّط على فئة معيّنة اما العراقيون فهم اتباع على اية حال ولا يحق لاحد منهم ان يكون منافساً سواء كان عالماً بالفعل أو لا أذ يجب عليه الخضوع وتقبيل الايدي صباحاً ومساءاً ويسبح بحمد الفلانيين لا اكثر وهذا هو حال باقي الجنسيات كالافغان واللبنانيين وغيرهم. ولك ان تسأل احد الافغان اذا كانت لديك معه ثقة متبادلة ليحدّثك بمدى التعسف والجور الذي كان يلحق بهم. اذ يتحدث احدهم وهو من اساتذة الحوزة في النجف قائلاً: كنّا في أيام الخوئي عندما كنا نراجع من اجل تجديد الاقامة نذهب الى مدرسة القوام وهناك يتربع محمد تقي الخوئي الذي كنا نخاف منه اكثر من خوفنا من السلطة البعثية الكافرة وكان احدنا لا يتنفس الى ان يخرج وهو يحمل معه تجديد الاقامة السنوية.
    وكانت الرواتب لا تكفي الى منتصف الشهر ولا احد يدري اين تذهب ملايين الدولارات وبأي جيب تستقر والى هذا اليوم واليك هذه الحادثه فبعد وفاة الخوئي قاموا باخراج مئات الآلاف من الاموال وقد أتلفتها الرطوبة إذ كانت مخزونة في السراديب التابعة لمكتب الخوئي وقد تلفت بالكامل. ولو قال قائل انها مخزونة لشؤون الحوزة أقول: اية شؤون هذه اذ لم يتم بناء مدرسة إلاّ ما ندر.. ولم يعرف عن تلك المدة انها من سنوات الانتاج الفكري الحوزوي حتى يقال بانها تصرف على المنشورات الحوزوية ومعلوم ان الشعب كان يعيش جهلاً كبيراً ولم تستطع الحوزة ان تقدم له اي شيء يذكر.
    وقد لحق هذا الطغيان حتى العلماء الذين يشهد لهم بالفضل والعلم كالشيخ الغروي اذ ان الشيخ الشهيد كان مظلوماً ومضطهداً من قبل الادارة الحوزوية
    بسبب قوله بأن الخوئي ليس هو الأعلم. والارجح انه كان يرى اعلمية الشيخ حسين الحلي(رحمه الله) وينقل عنه انه كان يقول: حضرت بحث الخوئي اربعين سنة لم أقل يوماً بأعلميته.
    وبسبب هذه المواقف اعتدى عليه محمد تقي الخوئي بأن ضربه }بالمداس{ في بيت الشيرازي وهذه حادثة مشهورة في النجف وقد كان محمد تقي الخوئي لا يحترم ولا يبالي بأحد ويستخف بأكبر عالم.
    وفي احدى المرات كما نقل لي احد ثقاتي ان الامام الصدر ذهب للشهادة على رؤية ا لهلال عند مكتب الخوئي ومعروف ان شهيدنا كان أبيض الشعر. في كل من رأسه ولحيته وحاجبيه لذلك تندر عليه محمد تقي الخوئي بقوله: لا يأتينا أحد حواجبه بيضاء فتقع شعرة على عينيه فيظنها هلالاً ومن الحوادث مع هذا الرجل: انه كان جالساً عند شهيدنا بعد تصديه للمرجعيّة فقام شهيدنا بتعميم احد الطلبة فقال محمد تقي الخوئي: سيدنا يجب عليك الاهتمام بتعميم اولاد المراجع.
    فقال له شهيدنا: ان اولاد المراجع يتعممون ليحافظوا على اسم الاسرة اما هؤلاء فانهم يأتون الينا عن ايمان وعقيدة ورغبة في العلم فيجب ان نهتم بهم اكثر من اهتمامنا بأولاد المراجع.
    ومن هذه الحوادث ان الشيخ محمد حسن الأنصاري وهو الساعد الايمن للسيد السيستاني وهو زوج احدى بنات السيد محمد كلانتر(قدس).. قد قال لشهيدنا في أول تصديه للمرجعية }الزم ظهر محمد تقي الخوئي تكون لك المرجعية بلا منازع{ فرفض شهيدنا رفضاً قاطعاً ان يتخذ المضلين عضداً وقد كان كما حدّثني احد الثقاة يلعن محمد تقي الخوئي ويقول: ان اولاد الخوئي شياطين. وهذا الطغيان والاستئثار مستمر الى يومنا هذا، وهو متمثل بالسيستاني واتباعه ومكاتبه المشبوهه ومن ورائهم عبد المجيد الخوئي ومن وراء الجميع مالا يعلمه إلاّ الله!!! وشراء الضمائر مستمر الى ان يأتي الله بامره وفي كل الحوزات من قبل هذه الثلة فمرجعية السيستاني ان صح تسميتها مرجعية ماهي إلاّ قلعة من الرمال واتحدى كل من يلتف حوله ان يثبت امكانية السيستاني من الناحية العلمية فعلى مستوى الأصول يعلم الجميع ان كتاب الرافد في علم الاصول للسيستاني هو في مستوى من الضحالة بشكل ملحوظ عند ذوي الاختصاص وقد نقده كل من قرأه وقد نصح الكثير بعدم نشره لأنه طامة كبرى واما كتبه الفقهية فلا تقل ضحالة عن ذلك، و لهذا السبب كان السيستاني يتهرب من اي مناقشة على مستوى هذين العلمين فمثلاً في درس البحث الخارج في الفقه وهو لا يلقي غيره يرفض السيستاني اي مناقشة واذا كان عند طلبته اي استفسار او اشكال فعليهم المطارحة مع ولديه محمد رضا ومحمد باقر وقد حاول العديد مناقشته فأفلت منها بصورة مخزية كالشيخ الغروي(قدس).. اذ يقول: حاولت عدة مرات ان اناقشه لأرى مستوى علمه فلم أفلح في ذلك.
    ومنها ان السيد المروّج وهو افغاني طرح سؤالاً يختص بولاية الفقيه وكان السؤال حول الآية الشريفة يا أيّها الذين آمنوا اذا نُودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله فقال المروّج: من هو المنادي في هذه الآية فأشاح بوجهه عنه.
    ودخل عليه شهيدنا العظيم في احدى المرات وقد سأله احد العوام عن مسألة فقال السيستاني: ولدي محمد، علي بالرسالة.. فقال شهيدنا: وما تفعل بالرسالة ألست من كتبها.
    وجاء السيستاني زائراً لشهيدنا في مكتبه فلما استوى في مجلسه قال له شهيدنا: سيدنا نتباحث فقهياً. فأجاب: إنا لم أئت لغرض المباحثة.
    بينما نرى الامام الصدر يتصدى لأي مسألة وأي مناقشة من الصغير والكبير ولا يترك امراً أو يؤجله بل هو حاضر الذهن حاضر الجواب قوي الاستدلال ومن ذلك الكثير الكثير. وساحة النجف تشهد له بذلك وقد دخل في مناقشات فقهية وأصولية مع كل المتصدين فافحمهم ومنهم الفياض وبحر العلوم والمرعشي وهو يدافع عن رأي السيستاني في مسألة قراءة القرآن أي المرعشي في نهار شهر رمضان وعلي السبزواري وهو يدافع عن رأي والده في مسألة افتتاح المطاعم في نهار شهر رمضان.. وهكذا لم يبق مجالاً إلاّ ولجه ومن ذلك انه قرأ مؤلفات المتصدين وقيَّمها من دون تحيز ومن هنا وعندما قرأ كتب محمد سعيد الحكيم قال ما معناه: استح فان هذه ليست أرائك.
    وينقل انه قال فيه Aلو درّس اللمعة لكان خيراً له لذلك فهو لم يعترف بأجتهاد احد سوى ثلاثة علماء في النجف وقد اجاب في استفتاء وجه اليه عن المجتهدين فقال: الغروي، والفياض والبروجردي مجتهدون واما الباقون فالله أعلم بحا لهم. وقد سألوه عن كثرة المجتهدين في قم فقال: لو غربلتهم لما أخرجت اكثر من ثلاثة وهذا يعني ان عنده موازين للاجتهاد هي موازين استاذه ولا مجاملة فيها لأحد ومن ذلك قوله كنّت والحائري والهاشمي أعلم من الخوئي في زمانه والآن اسأل: وفق هذه الصلابة وعدم المجاملة ما هو عدد انصار ومؤيدي شهيدنا: الجواب: لا احد إلاّ من جعل الحق نصب عينيه وسحق نفسه الامارة بالسوء، لذلك نجد ان الاسماء اللامعة في كل المحافل العلمية قد شنت عليه الحرب فالنجف قد أتحدت ضده إلاّ ما كان من البروجردي والغروي والفياض وحسين بحر العلوم فانهم اتخذوا مسلك الصمت مع تقديم الاحترام والتقدير له.
    واما في قم فقد كان مقرراً عند عدد معتد به منهم ان يجمعوا على كتابة فتوى بأن مرجعية محمد الصدر هي مرجعية عميلة. ولكن الشهادة قطعت الطريق عليهم والمهم ان شهيدنا خرج بعد كل هذا منتصراً على الجميع ولكن بعد ان دفع دمه الطاهر ثمناً لهذا الانتصار).
    وبعد ان اصبح الشعب العراقي هو الضحية الاولى لهذه العنعنات والعنجهيات والانتهازية، والعملاء وهذه تسمية صريحة قا لها شهيدنا في احدى الاماكن حين قال احدهم: اللهم احفظ العلماء: فقال الشهيد الى من بقربه، العملاء. وهو يعني الفئة الساكتة المنتفعة والتي ليست من فئة العلماء لا من قرب او بعد.
    المرجعيات الأخرى
    في نص خطي موجود له(رض) قال فيه: إن الاستعمار يهدف الى هدم مرجعيتي كما فعل مع مرجعية السيد الشهيد(قدس) لانه رأى فيها خطراً على كيانه ووجوده ويدعم باقي المرجعيات من حيث يشعرون اولا يشعرون كما يحدث فعلاً. وهذا النص لشهيدنا له واقعية ملموسة فان الأيدي التي تخطط من وراء الكواليس تبث بين الجماهير سواء على المستوى المخابراتي والاشاعة أو على مستوى الاعلام وهذا واضح لا يحتاج الى مزيد من البيان وقد يأتي يوم نرى فيه ان هناك اسماء لامعة قد عمل الاستعمار على تنميتها وتضخيمها وأيصا لها الى مناصب خيالية و لهذا فان شهيدنا ركّز على هذا الامر وقد ذكر أحدى هذه الاسماء وهو الشيخ بشير الباكستاني حيث صرّح شهيدنا بعمالته في حادثة مشهورة اذكرها باختصار: جاء بشير الباكستاني الى شهيدنا بعد ان رفض الموافقة على توقيع اقامته فقال له: لماذا رفضت التوقيع على اقامتي. فقال(رض): من الخير لك وللحوزة ان تغادر النجف. فقال: ولماذا.
    قال(رض) لا اذكر لك السبب المباشر وانما هو ما أقول لك ارحل هو خير لك. ويعقب شهيدنا انه يمتلك دليلاً واقعياً ضده إلاّ ان المصلحة تقتضي عدم ذكره فانه قد يؤدي الى مفسدة ولكنه يعطي بعض القرآئن على ذلك منها ان الباكستاني يمتلك من الاموال الشيء الكثير مع انه ليس عنده مقلّد واحد.

    يتبع في الحلقة القادمة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

المواضيع المتشابهه

  1. الجزيرة وقطر..الارهاب والتنكيل بشعب العراق الى متى السكوت؟
    بواسطة احمد مهدي الياسري في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 04:02

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني