 |
-
تكتيكات التخويف (الشعلانية الياورية الملكية) ... توم انجلهارت
[align=center][glint]تكتيكات التخويف .. [/glint][/align]
[align=center] توم انجلهارت [/align]
يوجه بعض المحللين السياسيين اتهاماً لوزير الدفاع العراقي حازم الشعلان باستخدام “تكتيكات التخويف” لإضعاف مساعي الشيعة لاحتكار السلطة في العراق، وقد زعم الشعلان ان المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني أعد قائمة انتخابية لمرشحين ضمت عدداً من عملاء ايران، وهذا بالفعل قد حدث، إذ أبدى بعض الشيعة قلقاً إزاء ميول قائمة السيستاني الانتخابية تجاه ايران.
ووردت تحذيرات علنية عن خطة ايرانية لفرض حكومة دينية على العراق في ديسمبر/كانون الأول الماضي، على لسان الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن، وغازي الياور الرئيس العراقي المؤقت، لدى زيارة كل منهما لواشنطن.
وتتجاوز الاتهامات الموجهة لايران، والمرجعية الدينية في العراق، البيانات البسيطة الرامية لاظهار حقائق، أو المجاهرة بشكوك معروفة حول نظام طهران، وينطوي الخطاب المتعلق بإيران على تنسيق خفي، وعلى خطة للاستمرار في التحذير من حملة مروعة، واذا كان بوش يريد حقاً منع تلاعب جهات خارجية بالعملية الانتخابية الوليدة في العراق، يتعين عليه كبح عملاء استخباراته أولاً.
لا تحبسوا انفاسكم، فقد أشاد رئيس الوزراء العراقي المؤقت وشكر الرئيس بوش علانية خلال حملة الانتخابات الأمريكية. وعلاوي عميل قديم لوكالة “سي.آي.ايه” التي تملك خبرة طويلة في التدخل سراً في الانتخابات الأجنبية ولا سيما في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ولا شك أن توفير المال وتقديم العون لحزب علاوي يتم ترتيبهما في مقر “سي.آي.ايه”.
ويواجه تحالف الاحزاب الدينية التي ترغب في تحويل العراق إلى دولة اسلامية تحدياً متنامياً في انتخابات البلاد، ويتعرض لاتهامات بأن له علاقات سرية مع ايران.
ويتوقع بعض المراقبين ان تحالف الاحزاب الشيعية الكبرى الذي يسمى “التحالف العراقي المتحد” مرشح للفوز في الانتخابات ويبدو ان التحالف الذي نشأ بأوامر من المرجع الأعلى السيستاني سيكتسح الانتخابات.
ولكن في الاسبوع الماضي، توافرت أدلة في مناطق مختلفة من بينها ثاني اكبر مدينة، وهي البصرة، على ان التحالف الشيعي ليس بالحزب الذي لا يقهر، وقد اضعفت صورة هذا التحالف المخاوف من النفوذ الايراني والولاءات العشائرية للمرشحين المحليين.
ويأتي في مقدمة هذا التحالف المجلس الأعلى للثورة الاسلامية الذي أمضى زعيمه عبدالعزيز الحكيم سنوات في ايران.
ويضم التحالف ايضاً الفرع العراقي لحزب الله القريب من الحرس الثوري الايراني وحزب المؤتمر الوطني العراقي الذي اتهم المسؤولون الأمريكيون رئيسه احمد الجلبي بمساعدة الاستخبارات الايرانية، وهو اتهام نفاه الجلبي بشدة.
بينما يتمسك الشيعة بالولاء للسيستاني، إلا أن من غير الواضح الى أي حد يمكن لذلك الولاء ان يُترجم الى دعم للاحزاب الدينية المدعومة من ايران والتي تطالب بقوانين اسلامية اكثر تشدداً.
وتعارض ثمانية تحالفات على الأقل التحالف العراقي المتحد، بالإضافة إلى 73 حزباً مستقلاً، ومن بين الاحزاب المنافسة الرئيسية “القائمة العراقية” بقيادة رئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي وعلى الرغم من علاقاته بأمريكا، أمّن علاوي دعماً قوياً للاجراءات التي تم اتخاذها ضد عناصر المقاومة في المناطق السنية شمالاً ولا سيما الاجتياح الأخير للفلوجة.
ويقول مكي عبدالله، وهو تاجر من البصرة يعكس مشاعر كثير من العراقيين في المناطق الجنوبية “سيدلي الجميع بأصواتهم في هذه الانتخابات لأنها تمثل حريتنا، وسأصوت بكل تأكيد لعلاوي لأنه رجل قوي يتعامل بحزم مع الأشرار”.
وربما يؤدي ارتياب الناخبين الآخرين حول مرشحين من امثال علاوي الذين جاؤوا من المنفى بعد سقوط نظام صدام حسين وانضموا إلى الحكومة المؤقتة التي شكّلها الأمريكان، إلى زيادة التأييد للمرشحين المستقلين.
وفي البصرة يشدد المجلس الأعلى للثورة الاسلامية وميليشياته المسماة لواء بدر قبضته على الحكم المحلي ويسيطر على غالبية قوة الشرطة العراقية التي دربها البريطانيون ويُعتقد ان ميليشيا المجلس قتلت العشرات من اعضاء حزب البعث.
ويعارض كثير من المواطنين مظاهر القوة هذه، ويعربون عن سخطهم لرؤية صور زعيم الثورة الايرانية الراحل آية الله الخميني ملصقة في مركز للشرطة.
ويتساءل مهندس عراقي عاطل عن العمل في اشارة للهجمات التي تعرضت لها البصرة خلال الحرب العراقية الايرانية في ثمانينات القرن الماضي “كيف يمكن للبعض ان يوقر من وضع هذه المدينة تحت الحصار وقصفها بالمدافع والصواريخ؟”.
وعلق على ذلك ضابط كبير في الجيش البريطاني بقوله: “يرى الناس في البصرة ان ايران مرادف لكل ما هو سيئ، ويلقون المسؤولية على “غريب” ايراني عند وقوع أي جريمة أو انفجار، ولكن ايران موجودة بصورة أو أخرى في الساحة الخلفية، للجميع وستكون عاملاً أساسياً هنا”.
ولا يعرف البريطانيون تماماً مقدار التدخل الايراني في السياسة العراقية، على الرغم من أنهم يعتقدون ان عدداً كبيراً من عملاء الحرس الثوري الايراني نشطون في العراق.
وفي البصرة، قال عامر الفعازي وهو عضو بارز في حركة الدعوة الاسلامية “إن من الواضح ان كثيراً من السياسيين يتلقون أموالاً من الايرانيين، وبما ان الايرانيين يتحكمون في هؤلاء الأشخاص فبمقدورهم ان يتحكموا في مستقبلنا”.
وينوي عامر استخدام اساليب الانتخابات الغربية مثل الملصقات والمنشورات والاجتماعات الانتخابية والطواف على المنازل لالتماس اصوات الناخبين والاعلانات التلفزيونية.
ويرى عامر ان الانتخابات العراقية ستكون لها نكهتها الخاصة بها، وعلاوة على ولاء حزبه السياسي يرأس عامر أيضاً قبيلة بني عامر التي يبلغ عدد افرادها 140،000 فرد. ويؤكد عامر ان جميع افراد القبيلة سيصوتون لمصلحته بسبب صلة القرابة التي تربط بينه وبينهم.
ومن جهة ثانية وضع زعيم قبلي آخر هو مزاحم التميمي قائمة من المرشحين المستقلين من بينهم اطباء ومحامون ومدرسون ومهندسون لتحدي القادة الدينيين والاحزاب السياسية الكبرى، ويتوقع التميمي ممارسة الميليشيات الاسلامية التخويف والتهديد ولكنه يعتقد أن قائمتهم ربما تجتذب اصوات الذين سئموا “فساد القادة السياسيين وأعمال النهب التي يرتكبونها”.
وعلى الرغم من ان كثيرين حذروا من العنف الا ان البصرة ظلت هادئة نسبياً بعد الصيف الذي خاصت فيه قوات الجيش والاحتلال معارك مع الميليشيات الشيعية.
ويقول البريجادير بول جيبسون قائد القوات البريطانية في البصرة والعمارة “ان الخطر انحسر هنا لأن غالبية العناصر المؤثرة سياسياً انخرطت في العملية السياسية ويشعر الجميع بالحماسة إزاء هذه الانتخابات ويهتمون بوضع تكتيكاتهم لكسبها”.
كاتب ومحلل سياسي والنص منشور في موقع “تومبين”
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |